ما هو دور الكاهن (أو الأسقف) كمفسر للكتب المقدسة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أسرار الكنيسة السبعة, رتب الكهنوت, سر الكهنوت, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو دور الكاهن (أو الأسقف) كمفسر للكتب المقدسة؟

يربط العلامة أوريجينوس بين عمل الكاهن كمقدس للذبيحة عن نفسه وعن الشعب ودوره الرئيسى كمعلم. يوضح جوزيف تريج ([709]) Joseph W. Trigg كيف أن أوريجينوس كان يؤمن بأن المهام الرئيسية لكاهن العهد القديم هى القيام بالخدمات الطقسية، فى حين أن التعليم هو رسالة كاهن العهد الجديد الأساسية. فى افتتاحية تفسيره إنجيل يوحنا أوضح أن الكهنة مكرسون لدراسة كلمة الله، أما رؤساء الكهنة فتفوقوا فى هذا المجال. ما من شك فى أن تلك الدرجات تتوافق مع الرُتب الكنسية، فالكهنة وبالأخص رئيس الكهنة لهم أيضاً امتياز المثول أمام الله. وفى ذلك يقتفى أوريجينوس أثر إكليمنضس السكندرى فى اعتباره أن الكاهن شخصاً روحياً. ولكن لحصول الكاهن على امتياز التقرب إلى الأسرار الإلهية يتحقق بادراك رسالته كمعلم، فيتوسط لتوصيل كلمة الله إلى الآخرين.

يُحول أوريجينوس الشريعة اليهودية الطقسية إلى توضيح دعوة الكاهن كمعلم. فيرى فى نزع الجلد عن الذبيحة، على سبيل المثال، رمزاً لاستبعاد المعنى اللغوى (الحرفى) عن كلمة الله، ويكون أخذ البخور النقى فى اليد رمزاً للتمييز الدقيق فى مجال الشرح والتفسير للفقرات الصعبة. كما يُفسر الذبيحة ذاتها بأنها تحريراً مستمراً للنفس من الجسد، مما يجعل من الممكن إدراك الحقائق العليا. وعلى ذلك، جاء الكهنوت اللاوى رمزاً لصفوة أخلاقية وثقافية من المعلمين المُلهمين فى حقل دراسة الكتب المقدسة. ويبلغ هذا التحويل لأوريجينوس ذروته فى تفسيره لثياب رئيس الكهنة على أن كل قطعة منها ترمز إلى إحدى المؤهلات الروحانية ([710]).

إذا كان الرسول مفسراً ملهماً، فهو أيضاً مثله مثل الكاهن يعلم بالدعوة، ومسئولاً عن توصيل كلمة الله إلى الناس على اختلاف مستويات تقدمهم الروحى. أوضح يسوع ذلك بجلاء فى أمره لتلاميذه أن يسمحوا للأطفال أن يأتوا إليه (لو18: 16)، معبراً بذلك عن التزام المسيحيين الأكثر تقدماً أن ينزلوا إلى البسطاء ([711]). و "أعمال الرسول" هى فى واقع الأمر "أعمال تعليم"، فعندما فوض يسوع تلاميذه، معطياً إياهم سلطان وهب النظر للعميان وإقامة الموتى، كان فى ذهنه إعادة النظر إلى من "أعمتهم" التعاليم الفاسدة وإقامة من "ماتوا" فى خطاياهم ([712]).؟ فالرسولية ليست وظيفة رسمية، بل هى مهمة تتحقق بالعمل. وفى مناقشته لهذه النقطة، استشهد أوريجينوس بما جاء فى رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس9: 2. "إن كنت لست رسولاً إلى آخرين، فإنما أنا إليكم رسول. لأنكم أنتم ختم رسالتى فى الرب" ([713]).

يحتل الأساقفة مكاناً فى التدبير الإلهى، حيث يقتسمون مسئولية رعاية إيبارشياتهم مع الأساقفة الملائكيين الذين يعاونوهم ([714]). ونتيجة لهذه المسئوليات الفريدة، فقد أعطى الأساقفة سلطاناً أكبر مما للمسيحى العادى، لذا ما يُتوقع منهم – من التزامات – فى المقابل يكون أكثر ([715]).


[709] [] On Prayer, 9: 28; Jaroslav Pelikan: The Christian Tradition, Chicago, 1971, p. 59. (Fr. T. Malaty: Origen. 1995, p. 652).

[710] [] Church History 50 (1981: The Charismatic Intellectual: Origen's Understanding of Religious Leadership. P. 111 - 112.

[711] [] Comm. On Matt. 7: 15.

[712] [] In Isaiah hom. 4: 6.

[713] [] Comm. On John 17: 32; Church History 50 (1981): The Charismatic Intellectual: Origen's Understanding of Religious Leadership, p. 113 - 114.

[714] [] De Princiis 8: 1: 1; In Luke hom. 3: 12.

[715] [] In Jerm. Hom 3: 11; Fragm. 50.

ما هو دور الكاهن (أو الأسقف) والقدرة على التعليم؟

ما هو دور الكاهن (أو الأسقف) كمقدم للذبيحة؟