ماذا يعني قول السيد المسيح عن الروح القدس: “ومتى جاء ذاك يبكت العالم… على دينونة” (يو8:16)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, ثمار الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعني قول السيد المسيح عن الروح القدس: "ومتى جاء ذاك يبكت العالم... على دينونة" (يو16: 8)؟

الروح القدس يبكت العالم على دينونة، إذ أعلن أنه سيقول للذين على اليسار: "اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته" (مت25: 41). وردت عبارات كثيرة فى الإنجيل تؤكد أن السيد المسيح يبكت على هذه الأمور. لماذا إذن ينسب هذه للروح القدس كما لو كان هذا امتيازاً خاصاً به؟ يجيب القديس أغسطينوس أن الروح القدس ينسكب على قلوب التلاميذ (رو5: 5)، فيهبهم المحبة التى تطرد الخوف خارجاً (1يو4: 18)، فيصير لهم حق التوبيخ والتبكيت. ويكمل القديس حديثه: [كثيراً ما اقول إن عمل الثالوث القدوس لا ينفصل، لكن كل أقنوم يقوم بدوره، ليس فقط بغير انفصالهم، بل وأيضاً دون خلط بينهم. فمن حقنا أن ندرك كلاً من وحدتهم وثالوثهم (تمايزهم) [573].].

يبكت الروح القدس على دينونة، "لأن رئيس هذا العالم قد دين" (يو16: 11). بينما ظن العالم أنه قد حكم على المسيح ودانه، إذا بالروح القدس يكشف للمؤمنين أنه بالصليب دين عدو الخير وشُهر به (1كو2: 15). انفضح إبليس كمخادعٍ ومدمرٍ للبشرية، وبدأ الأمم يرفضونه ويهجرون عبادته خلال الكرازة بصليب المسيح. عمل الروح القدس تأكيد ان المسيح أعظم وأقوى من إبليس، يهب سلطاناً لتلاميذه أن يدوسوا على قوات الظلمة. وهكذا يختبر المؤمن فى حياته اليومية عربون السلطان الذى ناله لكى يتمتع بكماله فى يوم الدينونة حيث يُدان إبليس ويتمتع الإنسان بكرامة فائقة. يحتل الإنسان الدرجة السماوية الفائقة التى سقط منها إبليس وكل جنوده. لهذا جاء فعل "دين" يحمل معنى الاستمرارية، فالغلبة على قوات الظلمة عمل يومى مستمر.

يقول القديس أغسطينوس: [أيضاً يُدان العالم "عن دينونة، لأن رئيس هذا العالم قد دين"، أى الشيطان، رئيس الأشرار. إذ يسكن فى قلب هذا "العالم" وحده، أى فى قلوب الذين يحبون "العالم"، كما أن مواطنتنا نحن فى السماء، إن كنا قد قمنا مع المسيح. هكذا كما أن المسيح ونحن جسده معه هم واحد، هكذا الشيطان مع كل اِلأشرار الذين رأسهم هو إبليس كما لو كانوا جسده، هو أيضاً واحد. لذلك كما أننا لا ننفصل عن البرّ الذى قال عنه الرب: "لأنى ماضٍ إلى الآب"، هكذا لا ينفصل الأشرار عن تلك الدينونة التى قال عنها: "لأن رئيس هذا العالم قد دين". [574]] كما يقول: [رئيس هذا العالم، أى رئيس الظلمة، أو غير المؤمنين، الذى يتحرر منه ذلك العالم الذى يقال له: "لأنكم كنتم قبلاً ظلمة، وأما الآن فنور فى الرب" (أف5: 8)؛ رئيس هذا العالم الذى يقول عنه فى موضع آخر: "الآن رئيس هذا العالم يُطرح" (يو12: 31)، هذا بالحقيقة يُدان قدر ما هو مُعيّنْ لحكم النار الأبدية نهائياً[575].].

هكذا يقدم لنا الروح القدس ثلاث حقائق هامة تمس حياتنا:

■ فساد طبيعتنا بالخطية.

■ إصلاحها وتمتعها ببرّ المسيح.

■ دينونة الشر أبدياً.


[573] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractates, 1: 95.

[574] Sermon on N. T. Lessons, 6: 94.

[575] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractates, 4: 95.

ما هو مفهوم الحرية التى يهبها لنا الروح القدس؟

ماذا يعني قول السيد المسيح عن الروح القدس: "ومتى جاء ذاك يبكت العالم... على برّ" (يو8:16)؟