ماذا يعني الرسول بقوله: “لا تطفئوا الروح” (1تس19:5)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, ثمار الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا يعني الرسول بقوله: "لا تطفئوا الروح" (1تس5: 19)؟

الله الذى يهبنا روحه القدوس عطية مجانية ليعمل فينا بلا انقطاع يحذرنا على فم رسوله من أن نطفئ الروح، أى نوقف عمل استنارته فينا خلال مقاومتنا له. حقاً إن الروح لن يفارقنا قط مهما أخطأنا، لكنه يحزن علينا، وينطفئ عمله فينا خلال عدم تجاوبنا معه. يشبه القديس يوحنا الذهبى الفم عطية الروح القدس بمصباحٍ أو سراجٍ منير داخل البيت، فإن فتح إنسان بابين متقابلين دخل تيار الهواء بشدة وأطفأه. لهذا يقول [إن فتح إنسان باب فمه بكلمة إهانة ضدك فلا تفتح أنت بابك بإهانة مماثلة، فترد السب بالسب، لئلا يدخل فى نفسك تيار هواء الحقد ويطفئ لهيب الروح المشتعل فى داخلك! ليفتح الشرير بابه أمامك لكنك فى حكمة إذ تترك بابك مغلقاً تبقى عطية الروح ملتهبة فى الداخل[566].].

أما زيت هذا السراج فهو أعمال الحب، فإن الروح القدس النارى يبقى عمله ملتهباً فينا مادامت أحشاؤنا تتجاوب معه بالحب لله والناس، أما إذا أغلقنا أحشاءنا تجاه الله والناس فإننا نفقد زيت الحب الذى ينير فينا. ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم أن اللصوص عند سلبهم بيتاً ما، فإنهم إذ يدخلونه يطفئون السراج الذى فيه حتى يقدروا أن يحققوا غايتهم، وهكذا فإن عمل الشيطان الرئيسى عند اقتحامه قلب مؤمن هو تحطيم عمل الروح فيه حتى يسلبه كل حياته.

يقول القديس باسيليوس الكبير: [إنه لا يقطن فيهم (الخطاة)، لأنهم يرفضون بسهولة النعمة التى يتقبلونها[567].].


[566] In 1. Thess. , hom 11.

[567] Leber de Spiritu Sancto, 61: 26 PG 180: 32 D.

ماذا يعني قول السيد المسيح عن الروح القدس: "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى برّ وعلى دينونة" (يو8:16)؟

هل يتمتع الكل بالروح القدس بذات القدر؟