ما هي أهداف السيد المسيح من حديثه في اليوم الأخير من عيد المظال عن حلول الروح القدس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هي أهداف السيد المسيح من حديثه في اليوم الأخير من عيد المظال عن حلول الروح القدس؟

اعتاد اليهود أن يتركوا بيوتهم فى عيد المظال ويقيموا فى مظال مؤقتة لمدة أسبوع ليتذكروا أنهم غرباء ونزلاء فى هذا العالم. خلال السبعة أيام الأولى للعيد كانوا يحضرون ماء من بركة سلوام فى إناءٍ ذهبىٍ ويسكبه رئيس الكهنة امام الشعب، ليعلن أن من كان عطشاناً فليقترب ويشرب. كان ذلك إشارة إلى الصخرة التى كانت تفيض ماءً على الشعب فى البرية. وفى اليوم الثامن لا يحضروا ماءً من البركة إشارة إلى أن الشعب يشرب من ينابيع كنعان وليس من مياه البرية. فى هذا اليوم وقف السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم وأسقف نفوسنا ليقدم نفسه ينبوع مياه يفيض بالمياه الحية فى أعماق نفوس المؤمنين، سائلاً إياهم أن يشربوا بفرحٍ من آبار الخلاص (إش12: 3؛ زك14: 8؛ يوئيل2: 28 - 32).

قيل: "في اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى، قائلاً: إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حيّ". (يو7: 37 - 38).

هذا الوعد الإلهى بحلول الروح القدس يكشف لنا عن المفاهيم التالية:

أولاً: الذين التصقوا بموسى النبي شربوا ماءً من الصخرة فى البرية حيث كانت الصخرة تتبعهم وتفيض عليهم بما يرويهم، وكانت تشير إلى السيد المسيح (1كو10: 4). أما من يؤمن بالسيد المسيح فيحمل الصخرة فى داخله، وينطلق الفيض لا من الخارج بل من بطنه، أى من إنسانه الداخلى حيث يُقام ملكوت الله.

ثانياً: يدعو اليهود الماء الجاري ماءً حياً، لأنه دائم الحركة، لن يتوقف عن الحركة. هكذا إذ يوجد السيد المسيح فى قلب المؤمن يعمل الروح القدس فيه على الدوام، فيتمتع بنعمة فوق نعمة، تفيض هذه النعم على من هم حوله (أم10: 11). فلا يكفينا أن نشرب من المجرى الذى فى داخلنا، لنستريح بالنعمة الإلهية المعطاة لنا بلا انقطاع، وإنما يلزم أن يفيض هذا المجرى الداخلى ليروي الكثيرين. الأرض الجافة المقفرة ليس فقط تتحول إلى فردوسٍ، وإنما تفيض بمياهها على نفوس جافة كثيرة لتشاركها الطبيعة الفردوسية المثمرة الجديدة.

ثالثاً: فى اليوم الأخير من العيد وقف السيد المسيح يقدم دعوة للشعب العائد إلى بيوتهم، قدمها علانية منادياً بصوت عالٍ. فى الأيام الأولى للعيد يقدمون ذبائح من أجل الدولة التى فى العالم، أما اليوم الأخير فمخصص لإسرائيل وحده. لهذا كان اليوم الثامن يُحسب "العظيم"، له تقديره الخاص.

رابعاً: يربط القديس أمبروسيوس بين هذا الينبوع الحي الذى أشار إليه السيد المسيح وما ورد فى سفر الرؤيا، إذ يقول: [إنه ليس بالأمر التافه أننا نقرأ أن نهراً ينبع من عرش الله، إذ تقرأون كلمات الإنجيلي يوحنا فى هذا الأمر: "وأراني نهراً صافياً من ماء حياة لامعاً كبلّورٍ خارجاً من عرش الله والخروف. فى وسط سوقها، وعلى النهر من هنا ومن هناك شجرة حياة تصنع اثنتيّ عشر ثمرة، وتعطي كل شهر ثمرها، وورق الشجرة لشفاء الأمم" (رؤ22: 1 - 2). هذا بالتأكيد النهر الصادر عن عرش الله، أى الروح القدس الذى يشرب منه من يؤمن بالمسيح كما قال المسيح نفسه (يو7: 37 - 38) [489].].


[489] Of the Holy Spirit Book 20: 3: 153 - 154.

ما هو تعليق الإنجيلي يوحنا على هذا الوعد الإلهي؟

ما هو دور الروح القدس في تمتعنا بالخلاص الإلهى؟