لماذا دُعي يسوع “المسيّا الملك المصلوب”؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع "المسيّا الملك المصلوب"؟

كلمة "مسيَا" تمثل العمود الفقرى للتقليد اليهودى، بل لا نبالغ إن قلنا إنها شغلت أذهان الروحيين قبل مجيء كلمة الله المتجسد فى العالم، ولا تزال تشغل أذهان الكثيرين منهم إلى يومنا هذا. كان شغل الشاغل لكل القادة اليهود متى رأوا فى إنسانٍ ما أنه فريد فى خدمته، هو التساؤل: أأنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ "كتب دارس يهودى عن نظرة اليهود إلى المسيّا:" المسيّا اليهودى هو مخلص قوى فى القوة الجسمانية وفى الروح، هذا الذى سيجلب فى الأيام الأخيرة خلاصاً كاملاً للشعب اليهودى، اقتصادياً وروحياً، يصحب هذا سلام أبدي، وخير فائض مادي، وكمال أخلاقى لكل الجنس البشرى... إنه يخلص إسرائيل من السبي والعبودية، ويخلص العالم كله من الظلم والألم والحرب، وفوق هذا كله من الوثنية، ومن كل ما يمسها: خطية الإنسان ضد أخيه الإنسان، خاصة خطية أمة ضد أمة[403] ". أراد السيد المسيح أن يرفع فكر تلاميذه فوق الفكر المادي، فحين سألهم: من يقول الناس إنى أنا؟" أجابه سمعان بطرس: "أنت هو المسيح، ابن الله الحي" (مت16: 16؛ مر7: 29؛ لو9: 20). وفى حواره مع الفريسيين بخصوص رؤيتهم للمسيا، كانت إجابتهم له "ابن داود"، فأراد أن يسمو بأفكارهم لإدراك حقيقة المسيا، قائلاً لهم: "فكيف يدعوه داود بالروح رباً؟ قائلاً: قال الرب لربي اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدمي. فإن كان داود يدعوه رباً، فكيف سيكون ابنه؟" (مت22: 41 - 46).

يقول المرتل: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك. لأنك أحببت البرّ، وأبغضت الإثم. من أجل هذا مسحك الله إلهك بزيت البهجة أفضل من رفقائك. المرّ والميعة والسليخة من ثيابك" (مز45: 6 - 8). يتطلع المرتل إلى المسيّا الملك الغالب بصليبه، الذى يُقدم دمه الثمين كفارة عن خطايا العالم، ومهراً لعروسه الملكة السماوية، فيترنم قائلاً: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور". وقد وضعت الكنيسة القبطية لحنا ً مشهوراً يُدعى "بيك اثرونوس" أى "كرسيك" يستغرق حوالى ثلث ساعة تنطلق فيه النفس لتتأمل فى عرش الملك المصلوب. تترنم به فى أسبوع الآلام (الثلاثاء) كما فى الجمعة العظيمة قبل الدفن. إن أحداث الصلب والدفن فى عيني المؤمن ليست إلا إعلاناً عن عرش الملك الأبدي.

فى العهد القديم كان الأنبياء والكهنة والملوك يُمسحون بالدهن المقدس علامة حلول الروح عليهم لتكريس حياتهم للعمل المقدس. ولم يكن ممكناً فى العهد القديم أن يُمسح إنسان ما ملكاً وكاهناً فى نفس الوقت، لأن الكهنة من سبط لاوي بينما الملوك من سبط يهوذا، أما كلمة الله المتجسد المصلوب فيعمل لتقديس كل البشرية. فريد فى مسحته، لأنه وهو رب الكهنة والأنبياء والملوك وخالق الذبائح، قَبِل بإرادته ومسرته أن يصير الكاهن والنبى والملك والذبيح!

لقد مُسح السيد المسيح كحجر مرفوض وحده يصلح رأساً للزاوية (مز118: 22)، وكما يقول الرسول بطرس: "الذى إذ تأتون إليه حجراً حيَّاً مرفوضاً من الناس، ولكن مُختار من الله كريم، كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1بط2: 4، 5). يقول الشهيد يوستين: [لأنه بالحق نال كل الملوك والأشخاص الممسوحين منه نصيبهم فى أسماء الملوك والمسحاء، كما تسلم من الآب الألقاب: "الملك والمسيح والكاهن والملاك" والألقاب الأخرى المماثلة التى يحملها أو قد حملها[404].].

يقول البابا أثناسيوس الرسولى: [حينما اغتسل الرب فى الأردن كإنسانٍ، كنّا نحن الذين نغتسل فيه وبواسطته. وحينما اقتبل الروح، كنّا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته. ولهذا السبب، فهو ليس كهرون أو داود أو الباقين، قد مُسح بالزيت هكذا، بل بطريقة مغايرة لجميع الذين هم شركاؤه، أى بزيت الابتهاج (مز45: 7 - 8)، الذى فُسّر أنه يعنى الروح قائلاً: "كيف مسحه الله بالروح القدس" [405].].


[403] J. Klausner: The Messianic Idea in Israel, London 1956, p. 9 (cf. Michael O’Carroll: Verbum Caro 1992. Article; Messiah. Jesus the).

[404] Dia; with Tepho, 86.

[405] ترجمة مركز دراسات الآباء بالقاهرة Adv. Arian, 12: 1: 47.

[406] راجع تفسير خروج 3 فى سلسلة:: من تفسير وتأملات الآباء الأولين.

لماذا دُعى يسوع "الرب يهوه"؟

لماذا دُعي يسوع "المخلص"؟