ما هو عمل مسحة الميرون فى المتمتع بسرّ العماد؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, أسرار الكنيسة السبعة, سر الميرون المقدس, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو عمل مسحة الميرون فى المتمتع بسرّ العماد؟

أولاً - سكنى روح الله فيه: يقول الرسول: "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16).

ثانياً - تدشين النفس والجسد وتكريسهما: يقول العلامة ترتليان: [يُغسل الجسد لكى تتطهر النفس من الدنس (بالمعمودية)، ويُمسح الجسد لكى تتكرس النفس، ويُرشم الجسد (بعلامة الصليب) لكى ما تُحفظ النفس، يُظلل الجسد بوضع اليد لكى ما تستنير الروح، يتغذى الجسد بجسد المسيح ودمه، لكى ما تقتات النفس بالله. لا يمكن فصلهما (الجسد والنفس)... عندما يتحدا معاً فى أعمالهما ([521])].

ويقول القديس كيرلس الأورشليمى: [يُعطى هذا الميرون للذين اعتمدوا حديثاً، وإذ يُمسح الجسد تتقدس النفس بالروح القدس ([522])].

ويقول القديس أثناسيوس السكندرى: [كذلك أيضاً بوضع أيدى الرسل كان الروح القدس يُعطى لمن ولدوا ثانية... ومتى تم هذا إلا عندما جاء الرب، وجدد كل الأشياء بالنعمة؟ فروحنا تجدّدت... يقول الله إن روحه هو الذى به تتجدد أرواحنا ([523])].

بقول القديس باسيليوس الكبير: [إننا ختمنا بالروح القدس بواسطة الله. وكما نموت فى المسيح لكى نولد من جديد، هكذا نُختم بالروح القدس لكى ننال بهاءه والصورة والنعمة التى هى بدون شك ختمنا الروحى. وبالرغم من أننا نُختم بشكل منظور على أجسامنا، إلا أننا نُختم روحياً فى قلوبنا بكل تأكيد، لكى يرسم الروح القدس فينا مثال الصورة السمائية ([524])].

ثالثاً - تكريس النفس كعروس سماوية: العجيب فى المزمور 45 حيث يتغنى المرتل بسرّ اتحاد السيد المسيح بكنيسته أو زواجه بها، يرى الله الآب نفسه يقوم بالمسحة الإلهية الفريدة غير المنظورة، فيقول: "مسحك الله إلهك بزيت (بدهن) الابتهاج" (مز45: 7). وقد أخذت الكنيسة القبطية عن هذا المزمور المسيانى الزيجى طقس دهن العروسين بالزيت أثناء سرّ الزيجة. لكى يدرك العروسين أن عرسهما إنما هو ظل للعرس السماوى.

رابعاً - التمتع بالإنارة العقليّة والحماية الإلهيَّة من إبليس وقوات الظلمة: "وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شئ، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26).

يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [إنك تُحفظ بختمك (أى بالمسحة) من هجمات الشرير الشريرة، هذا الذى بعمادك لم يعد له سلطان عليك. احفظوا هذه المسحة طاهرة، لأنها تعلمكم كل شئ إذا لبثت فيكم كما سمعتم أقوال يوحنا الطوباوى (1يو2: 20، 27) الذى نطق بأقوال حكيمة كثيرة فى هذه المسحة، لأن الروح القدس حرز للجسد وخلاص للنفس ([525])]. ويقول: [الآن ينقش اسمك وتدعى للدخول إلى المعسكر (الروحى)]. [يأتى كل واحد منكم ويقدم نفسه أمام الله فى حضرة جيوش الملائكة غير المحصية، فيضع الروح القدس علامة على نفوسكم. بهذا تُسجل أنفسكم فى جيش الله العظيم ([526])].

يقول القديس كبريانوس: [لقد أردت أن أحارب بشجاعة، واضعاً السر sacramentum الذى لى، حاملاً سلاحى التكريس والإيمان ([527])]. ويقول العلامة ترتليان: [لقد دعينا إلى جيش الله... عندما نجيب على كلمات السر Sacramentum ([528])].

يقول القديس باسيليوس الكبير: [كيف يدافع عنك الملاك الحارس كيف يحفظك من العدو، إن لم يكن قادراً على رؤية ختم المسحة؟ ألا تعلم أن المُهلك عبر على بيوت المختومين بالدم فى الأيام الأولى لموسى المنقذ، وقتل أبكار البيوت التى لغير المختومين؟ الكنز غير المختوم يسرقه اللصوص بسهولة، والقطيع الذى لا يحمل علامة يُسرق بأمان]. ويقول القديس أمبروسيوس: [الروح القدس هو الذى يخلصنا من دنس الأمم! سامية هى هذه النعمة التى تغير غضب الوحوش إلى بساطة الروح ([529])].

ويقول القديس أغسطينوس: [تمسك بما نلته، فإنه لن يتغير، إنه وسم ملكى! ([530])].

ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [ليتنا لا ننزع عنا الختم الملوكى والعلامة الملوكية لئلا نُحسب مع غير المختومين، فلا نكون أصحاء، إنما يليق بنا أن نكون متأسسين بثبات على الأساس، فلا نُحمل إلى هنا وهناك].

خامساً - يهب تعزيات سماوية: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر، ليمكث معكم إلى الأبد" (يو14: 16). يقول القديس مقاريوس الكبير: [فلنلتمس من الله أن يهب لنا أجنحة حمامة (مز55: 6)، أى الروح القدس، لنطير إليه ونستريح، ولكى ينزع الريح الشرير ويقطعه من نفوسنا وأجسادنا، أى الخطيئة الساكنة فى أعضاء نفوسنا وأجسادنا، لأنه هو وحده القادر على فعل ذلك ([531])].

سادساً - يشفع فينا: "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما ينبغى، ولكن الروح نفسه يشفع فينا لا ينطق بها. ولكن الذى يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح لأنه بحسب مشيئة الله يشفع فى القديسين" (رو8: 26 - 27).

يعلق القديس أغسطينوس على أنات الروح القدس فينا، قائلاً: [لا يئن الروح القدس فى ذاته مع نفسه فى الثالوث القدوس، فى جوهره الأبدى... إنما يئن فينا، أى يجعلنا نئن. فإنه ليس بالأمر الهين أن الروح القدس يجعلنا نئن، إذ يهبنا أن ندرك أننا غرباء نسلك فى أرض غربتنا، ويعلمنا أن ننظر نحو وطننا، فنئن بشوق شديد ([532])].

سابعاً - يعلن لنا الحق الإلهى: "روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم" (يو14: 17). يقول القديس أغسطينوس: [ "أما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ" (1يو2: 20). هذه المسحة هى الروح القدس الذى فيكم، وهو الذى يكشف أسرار الله فى القلب ويعلمنا ويذوقنا حلاوة العشرة معه، ويفتح أذهاننا فنتعلم كل شئ ([533])].

ثامناً - حلول الثالوث القدوس: يقول القديس أثناسيوس السكندرى: [حينما يكون الروح فينا يكون الكلمة، الذى يمنح الروح، هوأيضاً فينا، وفى الكلمة يكون الآب نفسه ([534])].

تاسعاً - يقدم مواهب روحية: "ولكن هذه كلها يعملها الروح بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12: 11). القديس غريغوريوس النيسى: [النفس التى لم تستنر ولا تجملت بنعمة الميلاد الجديد، لا أعرف إن كانت الملائكة تتقبلها بعد تركها الجسد! حقاً إنهم لا يستطيعون أن يتقبلوها مادامت لا تحمل الختم Asphragiston، ولا أية علامة خاصة بمالكها. حقاً إنها تصير محمولة فى الهواء، وتتجول بغير راحة، دون أن يتطلع إليها أحد، إذ هى بلا مالك. إنها تطلب الراحة فلا تجدها، تصرخ باطلاً، وتندم بلا فائدة ([535])].

وبقول القديس ديديموس السكندرى: [لا يمكن لأحد أن يحصل على المواهب السماوية ما لم يتجدد بروح الله القدوس، ويدفع بختم قداسته، ولو كان كاملاً فى حياة بلا عيب فى كل شئ آخر ([536])].

عاشراً: للتبكيت على الخطية: "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى برّ وعلى دينونة" (يو16: 8). يقول: القديس يوحنا الذهبى الفم [يبكت "على خطية"، هذا يعنى انه سيقطع كل أعذارهم، ويظهر أنهم عصوا عصياناً فاحشاً ([537])].


[521] [] De Resurrectione Carnis, 8.

[522] [] protech. 21.

[523] [] Ad Serapion 6: 1,9.

[524] [] On the Holy Spirit, 6: 1: 79.

[525] [] Sacr. 7: 3.

[526] [] PG 428: 33 A.

[527] [] De Lapsis 13.

[528] [] Ad Martyr 3.

[529] [] St. Ambrose: On the Holy Spirit, 107: 2.

[530] [] تفسير يوحنا، مقال 16.

[531] [] عظة 2: 3.

[532] [] In 2 Tim. Hom 6.

[533] [] St. Augustine: 10 Homilies on 1st Epistle of St. John.

[534] [] Ad Serapion 30: 1.

[535] [] P. G. 424: 46 C.

[536] [] De Trinitate 12: 2.

[537] [] Homilies on St. John, 1: 78.

ماذا يعنى"لا تحزنوا روح الله القدوس الذى به ختمتم ليوم الفداء؟

ما دور كل من مسحة الكهنوت فى العهد القديم ومسحة الميرون فى العهد الجديد؟