ما هى أهم النبوات الخاصة بالأسبوع الآخير للسيد المسيح على الأرض؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكتاب المقدس, دراسات في العهد القديم, نبوات العهد القديم عن آلام المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى أهم النبوات الخاصة بالأسبوع الآخير للسيد المسيح على الأرض؟

أولاً: دخول السيد المسيح أورشليم: "ابتهجي جدّاً يا ابنة صِهْيَون، اهتفى يا بنت أورشليم. هوذا مَلِكُكِ يأتى إليكِ. هو عادلّ ومنصورّ وديعّ، وراكبّ على حمارِ وعلى جحشٍ ابن أتانٍ." (زك9: 9).

فالسيد المسيح مَلِك إسرائيل دخل أورشليم متواضعاً راكباً على حمارٍ وعلى جحشٍ ابن أتانٍ، وليس على فرسٍ مثل ملوك هذا العالم، إذ أن مملكته ليست من هذا العالم.

ثانياً: المؤامرة على تسليمه لرؤساء اليهود: "فقلتُ لهم إن حَسُنَ فى أعينكم فأعطُونى أجرتى وإلاَّ فامتنِعوا. فوَزَنُوا أجرتى ثلاثين من الفضة. فقال لى الرب أَلْقِها إلى الفخَّاريّ، الثمن الكريم الذى ثمَّنونى به. فأَخَذتُ الثلاثين من الفضة وألقيتُها إلى الفخَّاريّ فى بيت الرب". (زك11: 12، 13) وهى نبوةّ واضحة عن المؤامرة التى قام بها يهوذا من أجل تسليم السيد المسيح لرؤساء اليهود فى مقابل ثلاثين من الفضة، ثم بعد ذلك نَدَمِه ومحاولته لردِّ هذا الثمن البخس إلى رؤساء اليهود مرَّةً أخرى. وقد رَفَضَ اليهود استعادة المبلغ، فطرحه يهوذا فى الهيكل ومضى وخَنَقَ نفسه. فاشترى اليهود بهذا المبلغ حقل الفخَّاريّ مقبرةّ للغرباء، وسُمِّيَ ذلك الحقل "حقل الدم." (مت27: 3 - 8).

ثالثاً: آلام السيد المسيح. "بذلتُ ظهري للضاربين، وخدَّيَّ للناتفين. وجهي لم أستُر عن العار والبصق" (إش50: 6) "أمَّا أنا فدودةً لا إنسانً. عارً عند البشر ومُحتقَرُ الشعب. كل الذين يرونني يستهزِئون بي. يَفغَرون الشفاه، ويُنْغِضون الرأس قائلين: أتَّكَلَّ على الرب فليُنَجِّه، ليُنقِذُهُ لأنه سُرَّ به". (مز22: 6 - 8). "لأنه قد أحاطت بى كلابّ. جماعةّ من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يديَّ ورجليَّ. أُخصِي كل عظامى، وهم ينظرون ويتفرَّسون فيَّ. يَقْسِمون ثيابى بينهم، وعلى لُبَاسي يقتَرِعون" (مز22: 16 - 18). "ويجعلون فى طعامي عَلْقَمَّاً، وفى عطشى يَسقُونَني خلاً." (مز69: 21).

نلاحظ ما احتوته هذه النبوات من وصفٍ دقيقٍ لتفاصيل آلام السيد المسيح. ونلاحظ أيضاً فى الآيات التى اقتبسناها من سفر المزامير لداود النبى أن المتكلِّم هو داود النبى نفسه، ولكن المقصود بالكلام بكل وضوح ودقة هو شخص السيد المسيح. فعلى سبيل المثال، لم تُثقَّب يدَيْ داود أو رِجلَيْه، ولم تُقسَم ثيابه أو اقتُرِعَ على لُبَاسه؛ لكن تمَّ هذا للمسيح وقت الآلام والصلب.

وننتقل إلى أقوى نبوات الكتاب المقدس عن آلام السيد المسيح، والتى جاءت على لسان إشَعْياء النبى الذى وَصَفَ آلام المسيح كما لوكان أحد شهود عيان صليب المسيح رغم أن نبوته سبقت المسيح بأكثر من سبع مئة سنةٍ، حتى أنه دُعِيَ "النبى الإنجيلى". وقد جاءت هذه النبوة فى الأصحاح الثالث والخمسين من سفر إشَعْياء: "مَنْ صدْق خبرنا، ولِمَنْ استُعلِنَت ذراع الرب؟ نَبَتَ قُدَّامه كفَرْحٍ وكعِرْقٍ من أرضٍ يابسةٍ، لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه. مُحتقَّرً ومخذولً من الناس، رجل أوجاعٍ ومُختبِر الحزن، وكمُستَّر عنه وجوهنا، مُحتقَّرً فلم نَعْتَدْ به. لكن أحزاننا حَمَلَها، وأوجاعنا تِحمَّلَها، ونحن حَسِبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروحّ لأجل معاصينا، مسحوقً لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحُبُرِه (بجراحاته) شُفِينا. كُلُّنا كغنمٍ ضَلَلْنا. مِلْنا كل واحدٍ إلى طريقه، والرب وَضَعَ عليه إثم جميعنا. ظُلِمَ أمَّا هو فتذلَّل ولم يفتح فاه. كشاةٍ تُسَاق إلى الذبح، وكنعجةٍ صامتةٍ أمام جازِّيها فلم يفتح فاه. من الضُّغْطة ومن الدينونة أُخِذَ. وفى جيله مَنْ كان يظن أنه قُطِعَ من أرض الأحياء، أنه ضُرِبَ من أجل ذنب شعبى؟ وجُعِلَ مع الأشرار قبره، ومع غَنِيِّ عند موته. على أنه لم يَعمَل ظُلماً، ولم يكن فى فمه غشَّ. أمَّا الرب فسُرَّ بأن يسحقه بالحزن. إن جَعَلَ نفسه ذبيحة إثمٍ َيَرى نسلاً تطول أيامه، ومسرة الرب بيده تنجح. مِنْ تَعَبِ نفسه يَرَى ويَشْبَعُ، وعبدي البار بمعرفته يبرِّر كثيرين، وآثامهم هو يحملها. لذلك أَقْسِمُ له بين الأعزاء ومع العظماء يَقْسِمُ غنيمةً، من أجل أنه سَكَبَ للموت نفسه وأُحصِىيَ مع أَثَمةٍ، وهو حَمَلَ خطية كثيرين وشَفَعَ فى المذنبين". (إش53: 1 - 12).

يَصِف إشَعْياء النبي فى الجزء الأول شكل الرب يسوع المسيح على الصليب "مُحتقَرّ ومخزولّ من الناس، رجل أوجاعٍ ومُختبِر الحزن، وكمُسَتَّر عنه وجوهنا، مُحتقَرّ فلم نَعْتَدَّ به"، ثم يوضِّح أن كل هذا كان من أجلنا نحن الخطاة "وهو مجروحّ لأجل معاصينا، مسحوقّ لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحُبُّرِه (بجراحاته) شُفِينا". كما يشير النبى إلى صلب المسيح بين لصَيْن مستحقَّيْن للموت "وأُحصِيَ مع أَثَمَةٍ"، وموته على الصليب من أجل تبريرنا "مِنْ تَعَبِ نفسه يَرَى ويَشْبَعُ، وعبدي البار بمعرفته يبرِّر كثيرين، وآثامهم هو يحملها"، ودفنه فى قبرٍ جديدٍ لرجلٍ غنيٍّ هو يوسف الرامي "ومع غَنِيٍّ عند موته". وهكذا أخبر إشَعْياء النبي عن آلام المسيح وتفاصيل الصليب كما لو كان يراها عياناً مع تقديمه لشرح عميق لِمَا فى الصليب من مفاهيمٍ خلاصية.

ما هى أهم النبوات الخاصة بقيامة السيد المسيح؟

ما هى أهم النبوات الخاصة بميلاد السيد المسيح؟