7- هل الألحان الكنسية مُجَرَّد تراث نحتفظ به؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الوسائط الروحية, حياة التسبيح, طقوس الكنيسة القبطية - اللاهوت الطقسي, قسم الألحان
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

7 - هل الألحان الكنسية مُجَرَّد تراث نحتفظ به؟

غاية الألحان ليس السباق الذى يدَّعيه البعض ممن يظنون أنه يُحافِظ على تراث الكنيسة بطريقة حرفية جافة، غالباً ما تكون بلا روح وبلا هدف، وهذا ما يُحزننا عندما يشعر الشخص أنه حارس وفيّ للألحان، متجاهلاً الغاية الحقيقية وهى خلاص إن أمكن كل البشرية.

يليق بنا – خاصة فى الليتورجيات – مراعاة تحقيق غاية الألحان والتسبيح:

أ. رأينا أن الله فى حُبِّه للإنسان، خلقه موسيقاراً متهللاً، يُشارِك السمائيين فرحهم به، وتسابيحهم له. يمارس على الأرض الحياة السماوية التى تعرف الفرح الدائم. يُرَنّم المرتل، قائلاً: "ابتهجوا أيها الصديقون بالرب، للمستقيمين ينبغى التسبيح. اعترفوا للرب بقيثارة، وبكينارة ذات عشرة أوتار رتلوا له. سبحوا له تسبيحاً جديداً؛ ورتلوا له حسناً بتهليلٍ" (مز 33: 1 - 3).

ب. لا تقف الألحان عند عذوبة الصوت أو حفظ الإيقاع الموسيقى، إنما بالأكثر صدور فيض روحى حقيقى جذَّاب نحو التمتُّع بالسماويات. لهذا يؤكد الرسول بولس أنه يلزمنا أن نُسَبِّح بالروح وبالذهن أيضاً (1كو 14: 15)، فلا ننطق بكلماتٍ غير مفهومة! يقول القديس يوحنا كاسيان: [لم يهتم (الرهبان المصريون) بكمية الآيات (التى تُرنَّم فى الصلاة) بل بضبط الفكر، هادفين نحو "أُرَنِّم بالروح، وأُرِّنم بالفهم". هكذا يعتبرون أن التسبيح بعشرة آيات بفهمٍ وفكرٍ أفضل من سكب مزمور كامل بذهن مُشوَّش. هذا يحدث أحياناً بسبب سرعة المتكلم حين يفكر فى المزامير الباقية التى تُرَنَّم وعددها، ولا يهتم بأن يكون المعنى واضحاً لسامعيه، فيسرع لكى ينهى الخدمة[449].].

ج. لاحظ القديس يوحنا كاسيان أن فى زيارته للأديرة المصرية الاهتمام بعدم الإطالة فى الألحان فى اللقاءات الكنسية حتى فى الأديرة، وذلك من أجل الحديثين فى الرهبنة.

د. التركيز فى كل الألحان على عمل الله الخلاصى، حتى فى تماجيد السمائيين والقديسين وكل التذكارات الخاصة بالكنيسة الجامعة، فتُبتلَع كل عواطفنا ومشاعرنا فى الحب الإلهى الأبدى!

ﮪ. تَشَبُهاً بالسمائيين، يليق بالمؤمن ألاَّ ينفرد وحده أو مع قلة من الجماعة المقدسة بلحنٍ ما.

و. يجب فرز المدائح الروحية اللاهوتية (مثل الثيؤطوكيات) من المدائح الهزيلة (المواويل).

ز. التسبيح والصلاة بروح الحُبِّ الوقور والمُمتزِج بالمخافة الربانية.

ح. يلزم أن يكون الشمامسة خدام للكلمة للربط بين التسبيح وكلمة الله.

ط. أَكَّد مار يعقوب السروجى أنه يليق بالمؤمن أن يُسَبِّح الله بكل كيانه: بجسمه ونفسه وروحه وعقله، فيصير أشبه بقيثارة ذات أوتارٍ متنوعةٍ يعزف عليها روح الله القدوس سيمفونية حب سماوية فكل حياتنا حتى النفس الأخير! وكما يقول المرتل: "أغني للرب فى حياتى، أرنم لإلهى ما دمت موجوداً." (مز 104: 33).

يقول مار يعقوب السروجى:

[يارب لن أَتوقَّف عن تسبيحك، حتى بعد وفاتى.

من يحيا لك وبك لا يموت، ولا يقوَ صمت الموت على إسكاته.

البشر مخلوقون ليُسَبِّحوا كثيراً، ولعلهم يذكرون التسبيح كل يوم بفيضٍ!...

فم الإنسان مُتقن، كأنما لتسبيح الرب، ومن يتوقَّف عن التسبيح يصير ناكراً (للجميل).

ولهذا لك الفم لتُسَبِّح به وتشكر به وتهلل به وتبارك به[450].].

[يا ابن الله ليكن لك فمي مبخرة الألحان، وبدل البخور اقبل التسبيح من الضعيف...

لتكن ميامر إيمانك ذبيحة سلامية، فاقبلها فى بيت المغفرة كالقربان (مز 51: 18 - 21).

ليكرمك لسانى بالتراتيل بدل الذبائح، وليُذبح لك كل شكرٍ بكل الألحان[451].].

[أنت فاتح الأفواه المُغلَقة لتتكلم، مَن يقدر أن يفتح فمه بدونك؟ مرةً حتى الأتان تكلَّمت (عد 22: 22 - 30)، ليعرف كل أحدٍ بأنه يسهل عليك أن تعطى النطق حتى للبهيمة[452].].


[449] Institutes, 11.

[450] - ميمر 96 على قطع رأس يوحنا المعمدان (راجع الأب بول بيجان ترجمة دكتور سوني بهنام).

[451] - الميمر 20 على سمعان الصفا عندما قال له ربنا: اذهب خلفى يا شيطان.

[452] - الميمر 10 على الصلاة التى علَّمها ربنا لتلاميذه: أبانا الذى فى السماء (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سونى).

1- ما هو الهدف من التقويم الكنسي؟

6- لماذا تُرنم الألحان بالطريقة القصيرة أو المختصرة وأحياناً الطويلة؟