هل كل ما ورد فى الكتاب المقدس يطابق ما جاء فى العلم الحديث؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, العلم والكنيسة, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل كل ما ورد فى الكتاب المقدس يطابق ما جاء فى العلم الحديث؟

نبدأ أولاً بنظرة الدين للعلم.

أ. إن بدأنا بأسفار موسى الخمسة، نلاحظ أن الحديث عن الخليقة حتى عصر موسى كان يعتمد على أساطير وتخيلات جاء فيها تصوير الآلهة أنها تتزوج من بعضها البعض، وأيضاً تحارب بعضها البعض الخ، بينما ما ورد فى سفر التكوين قُدم بصورة غاية فى البساطة كى يدركها حتى الصبى الصغير ولا تتعارض مع الحقائق العلمية خاصة وإن الأيام السبعة لا يُقصد بها 24ساعة بل فترة زمنية كما يقول القديس باسيليوس الكبير.

ب. لم يهاجم الكتاب المقدس البحث العلمى، إنما يهاجم التشامخ البشرى والاستخفاف بما وراء الزمن.

ج. يدعونا الكتاب المقدس إلى تقديس الجسد بحواسه والفكر بقدراته.

د. منذ القرن الأول حيث دخل مار مرقس الرسول الإسكندرية ووجد مدرسة الإسكندرية التى أنشأها بطليموس، ومدارس يهودية ومصرية لم يأخذ موقف معادياً منها، بل أنشأ مدرسة الإسكندرية (المسيحية) كما يقول القديس جيروم، وكان منهجها يشمل الدراسة بخصوص الفلسفات المعاصرة فى ذلك الوقت والطب والفلك والرياضيات، واللغات كاليونانية والمصرية (التى تطورت إلى القبطية)، وبالحب والتفاهم كسبت مدرسة الإسكندرية علماء من المدرسة الفلسفية وكان بعضهم يرتدى زى الفلاسفة وهم يدرسون فى المدرسة المسيحية.

ﮪ. اهتم القديس باسيليوس الكبير الذى نقل الرهبنة إلى قيصرية الجديدة بإنشاء مدارس لتعليم الصبيان والشباب ملحقة بالأديرة.

و. لم يستخفّ الكتاب المقدس من عطية العقل والعلم والأبحاث، ولكن أوضح غاية كلمة الله وهى العبور بالإنسان إلى وراء هذا العالم ليتعرّف على خالقه ويشترك مع السمائيين فى حياتهم المُطوبة.

ز. لا ننسى أن كثير من النظريات التى كنا ننظر إليها كحقائق علمية ثابتة حلّ محلها نظريات تًصححها.

ح. أغلب جامعات أوربا أنشأها رهبان اهتموا بالعلم، وإن كانت الان تفصل بين العلم والإيمان.

ط. قام البعض بعمل إحصائيات للعلماء المشهورين فى علوم مختلفة الذين أنكروا الإيمان بالله، ورجعوا إليه بأكثر غيرة وحماس فى أواخر حياتهم.

ى. يليق بنا أن ننظر إلى الإنسان ككيان واحد: الجسد والروح والنفس والعقل والعواطف، فإن كان الأطباء يبحثون فى صحة الجسد والنفسانيوس فى سلامة الجانب النفسى والعلم فى تقدم المعرفة العلمية الخ، فإننا لا نتجاهل أن جميع البشرية تواجه الموت، وعمل الإيمان تقديم ما يليق بنا أن ندركه بخصوص حياتنا بعد الموت، وعن إمكانية الإيمان والنعمة الإلهية فى التمتع بالفرح الداخلى وتحدّى كل المتاعب والضيقات ليختبر الإنسان عربون السماء.

ك. للأسف مع تأكد كل البشر أنهم لن يفلتوا من الموت، ينشغل البعض بما يخص الحياة الحاضرة ويتجاهلون وجود الحياة الأبدية الخالدة.

ل. وجود مئات من النبوات عن السيد المسيح المخلص منذ بدء الخليقة حتى لحظات تجسده، وهى متناسقة معاً، ويشهد لها المؤرخون غير المؤمنين. هذه النبوات ليست من وضع الكنيسة المسيحية لأنها لازالت فى العهد القديم الذى حفظه اليهود وتُرجم إلى لغات أخرى قبل مجئ المسيح مثل الترجمة السبعينية التى اهتم بها بطليموس فى القرن الثانى قبل الميلاد، واستخدمها الرسل للكرازة، خاصة الرسول بولس الكارز للأمم.

م. تظهر حكمة الكنيسة المسيحية منذ القرن الأول حيث قدمت كل دولة العبادة بلغتها وثقافتها وعاشت الكنيسة حتى القرن الخامس فى وحدة عجيبة، ولم تُصرّ أية دولة على أن تنادى بأن لغتها هى الوحيدة المقدسة فى العبادة المسيحية. وبروح الحب كثيراً ما تُرجمت الكتابات المسيحية إلى لغات الدول الأخرى دون أن تفقد دقتها وهدفها الروحى واللاهوتى. فبعض الكتب القبطية والعربية الخاصة بالأقباط ضاعت خلال هدم وحرق الكنائس والأديرة وحفظت باللغة الأمهرية واليونانية وغيرها من اللغات.

و. لا ينكر المؤمن أهمية تقدم العلوم، لكنها نظريات قابلة للتغير. نذكر على سبيل المثال: إنجيل يوحنا إلى فترة طويلة كان علماء دراسة الكتاب المقدس يثقون بأن هذا السفر ليس من كتابة القديس يوحنا، لأن أسلوبه يطابق ما جاء فى القرن الثانى لكن عندما اكتشفت مخطوطات نجح حمادى عام 1948 ووُجدت مخطوطات من القرن الأول تطابق أسلوب هذا السفر. وأيضاً أنكر البعض بعض الأحداث الواردة فى الكتاب المقدس مثل سفر دانيال، وجاءت اكتشافات حديثة فى علم الآثار تؤكد ما ورد فى الكتاب المقدس كحقائق تاريخية.

ماذا يعنى ما ورد فى افتتاحية السفر: "فى البدء خلق الله السماوات والأرض"؟