7- ماذا يقصد الرسول بقوله “حاملين فى الجسد كل حين إماتة الرب يسوع” (2كو 10:4)؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الروح والجسد, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

7 - ماذا يقصد الرسول بقوله "حاملين فى الجسد كل حين إماتة الرب يسوع" (2كو 4: 10)؟

يعلق القديس يوحنا الذهبى الفم عليها قائلاً: [إلى الآن لم تحتملوا الموت، إنما امتدت خسارتكم عند المال والكرامة والطرد من موضع إلى آخر. على أى الأحوال، لقد بذل المسيح دمه من أجلنا، أما أنتم فلم تفعلوا هذا لأجل أنفسكم. لقد صارع من أجل الحق حتى الموت من أجلكم، أما أنتم فلم تدخلوا بعد فى المخاطر التى تهدد بالموت[353].] [يسألنا بولس أن نكون أمواتاً للعالم، فإن هذا الموت نافع لنا، بكونه بدء حياة جديدة. هكذا أيضاً يأمرنا أن نكون جهلاء للعالم، لكى بهذا ندخل إلى الحكمة الحقيقية. تصيرون جهلاء لهذا العالم عندما تحتقرون الحكمة الأرضية، وتثقون أنها لا تساهم فى إدراكنا للإيمان[354].].

كما يقول: [من جهة الراحة، ماذا نجد فى العالم سوى حرباً دائمة مع الشيطان، وصراعاً فى معركة دائمة ضد سهامه وسيوفه؟! حربنا قائمة ضد محبة المال والكبرياء والغضب وحب الظهور، وصراعنا دائم ضد الشهوات الجسدية وإغراءات العالم. ففكر الإنسان يحاصره العدو من كل جانب، وتحدق به هجمات الشيطان من كل ناحية. وبالجهد يقدر للفكر أن يدافع، وبالكاد يستطيع أن يُقاوم فى كل بقعة. فإن استهان بحب المال، ثارت فيه الشهوات. وإن غلب الشهوات انبثق حب الظهور. وإن انتصر على حب الظهور اشتعل فيه الغضب والكبرياء، وأغراه السُكر بالخمر، ومزّق الحسد وفاقه مع الآخرين، وأفسدت الغيرة صداقاته. هكذا تعانى الروح كل يوم من اضطهاداتٍ كثيرةٍ كهذه ومن مخاطرٍ عظيمةٍ كهذه تضايق القلب، ومع هذا لا يزال القلب يبتهج ببقائه كثيراً هنا بين حروب الشيطان! مع أنه كان الأجدر بنا أن تنصب اشتياقاتنا ورغباتنا فى الإسراع بالذهاب عند المسيح، عن طريق الموت المعجل. إذ علمنا الرب نفسه قائلاً: "الحق الحق أقول لكم أنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح؛ أنتم ستحزنون، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح" (يو 16: 20)... لقد أعلن الرب نفسه أيضاً عن وقت تحويل حزننا إلى فرح بقوله: "ولكن سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 20). مادام فرحنا يكمن فى رؤية المسيح... فأى عمى يُصيب فكرنا، وسخافة تنتابنا متى أحببنا أحزان العالم وضيقاته ودموعه أكثر من الإسراع نحو الفرح الذى لا ينزع عنا؟! [355]].

ويقول القديس أمبروسيوس: [ما هو الموت فى الحقيقة إلا دفن الرذائل وإحياء الفضائل؟ لهذا كُتب: "فلتمت (ترحل) نفسى موت الأبرار،" أى "فلتُدَفن معهم (عد 23: 10 كو2: 12)، لتُدفنَ خطاياها وتلبس نعمة الأبرار الذين" يحملون فى أجسادهم سمات موت المسيح "(2كو 4: 10) وأيضاً يحملون تلك السمات فى نفوسهم[356].].

يقول العلامة أوريجينوس: [نزل هو إلى موتنا حتى إذ يموت للخطية نحمل فى جسدنا موت يسوع فنتقبل حياته الأبدية. فإن هؤلاء الذين دوماً يحملون فى جسدهم موت يسوع سينالون حياة يسوع أيضاً مُعلنة فى أجسادهم[357].] [إن كان أحد وهو إنسان يميت الشهوات الإنسانية، فيميت بالروح أعمال الجسد، ويحمل دوماً فى الجسد موت يسوع حتى يبلغ إلى مرحلة الطفل الصغير الذى لا يذوق الملذات الحسية ولا يكون له إدراك بالدوافع الخاصة بالبشر[358].].

يقول القديس أغسطينوس: [الذى يُخضع جسده لخدمة الله يضع السراج على المنارة، فيكون التبشير بالحق فى مرتبة أعلى وخدمة الجسد فى مرتبة أدنى. ومع هذا فإن التعاليم تزداد وضوحاً بصورة محسوسة باستخدام الحواس الجسدية، أى عندما تُسخر الحواس المختلفة فى التعليم، لذلك يضع الرسول سراجه على المنارة عندما يقول هكذا: "أُضارِب كأنى لا أضرب الهواءَ. بل أقمع جسدى واستعبدهُ حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسى مرفوضاً" (1كو 9: 26 - 27) [359].].

يقول القديس كيرلس السكندرى: [الذين صاروا تابعين حقيقيين للمسيح مخلصنا جميعاً يصلبون أجسادهم ويميتونها، وذلك بانشغالهم دائماً فى أتعاب وجهادات لأجل التقوى، وبإماتتهم شهوة الجسد الطبيعية[360].] [فيه كياننا جميعاً، إذ قد أعلن ذاته إنساناً، لكى يميت الأعضاء التى على الأرض، (كو 3: 5، رو 7: 23) أى شهوات الجسد، ولكى يطفيء نار ناموس الخطية التى تضطرم فى أعضائنا، وحتى يقدس طبيعتنا، فيكون لنا نموذجنا الأمثل ومرشدنا فى طريق التقوى، ويكملّ استعلان الحق بحسب المعرفة وبحسب طريق الحياة التى تفوق إمكانياتنا الخاصة، هذا كله قد أتمه المسيح حين صار إنساناً[361].] [قد أماتوا أعضاءهم التى على الأرض، واهتموا فقط بتلك الأمور التى لا تغضب الناموس الإلهى، وهو بالحري يستخدم الكلمة التى تحل محل كلمة مجد أو أن الذين يحكمون مع المسيح سيكونون محط حسد الآخرين مستحقين كل إعجاب[362].].


[353] In Hebr. hom. 1: 29.

[354] Homilies on Epistles to the Corinthians, Homily 2: 10.

[355] Treatise 7 On the Mortality 4.

[356] Death is Good, 15: 4.

[357] Commentary on John, 35: 1.

[358] Commentary on Matthew, 16: 13.

[359] Sermon on the Amount 6: 1: 17.

[360] Comm. On Luke, Sermon 118.

[361] Sermons on John, 16: 1.

[362] Sermons on John, 7: 11,17.

8- ما هو مفهوم الإماتة فى الحياة النسكية؟

6- ما هى أنواع الميتات التى حلَّت على الرسول بولس؟