كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الأصحاح الأول من سفر التكوين, الكتاب المقدس, بدء الخليقة - بحسب سفر التكوين, دراسات في العهد القديم |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
هل الإنسان خليقة مائتة وخالدة معاً؟ [203]
يميز القديس يعقوب السروجى بين ثلاث فئات من المخلوقات: مخلوقات بطبعها مائتة، كالحيوانات، لا حرية لها، وأعمالها لا تؤثر على طبيعتها، سواء كانت صالحة أو شريرة. هذه المخلوقات نهايتها الموت. ومخلوقات بطبيعتها الخلود، وهى الملائكة والشياطين، هم أحرار كالبشر. وخليقة مائتة وخالدة معاً، وهى آدم، إذ كان له أن يختار حسب إرادته أن يحيا أبدياً أو يموت. إنه مائت ولا مائت.
يرى القديس يعقوب السروجى أن الجسد لا يستطيع أن يعيش وحده، كذلك لا تستطيع النفس أن تعيش فى العالم وحدها. هذا الرأى سبقه فيه العلامة أثيناغوراس مدير مدرسة الإسكندرية فى القرن الثانى.
يرفض أثيناغوراس المعتقد الأرسطاطولى الذى يقول بأن النفس ملازمة للجسد، ولا يمكن أن تنفصل عنه، وهنا يقترب أثيناغوراس فى آرائه من آراء أفلاطون. إلاَّ أن أثيناغوراس يختلف عن أفلاطون، فهو يرى أن الحقائق المتواجدة فى الإنسان لا يمكن أن تكتمل بدون مساندة كلا من الجسد والنفس معاً، فالاثنان يشتركان فى تكوين كائنٍ واحدٍ، وهذا الكائن الواحد تُسند إليه كل الأفعال[204]. أما أفلاطون، فيرى الإنسان كروحٍ يستخدم الجسد. هكذا اختلف أثيناغوراس عن أفلاطون، فالأول يرى الإنسان نفسّاً وجسداً وحدة واحدة، ما يصدر عنه يشترك فيه النفس والجسد معاً، أما الثانى فيرى الإنسان مجرّد نفس تستخدم الجسد[205]...
يرى أثيناغوراس فى أعضاء الجسد آلات خلالها تتم لأفعال، وبها تظهر الأفكار والأقوال؛ لكنها تشترك مع النفس فى المسئوليّة. لهذا لا تقوم العبادة الكاملة بغير شركة الجسد مع النفس، ولا تكون الدينونة عادلّة إن لم تقع على الاثنين[206].
[204] De resurrection 12.
[205] J. Danièlou: The Theology of Jewish Christianity. London 1964, P 47.
[206] Aplology 27. De resurrection 12.