18- ما هو الخط الكنسى لمفهوم الصوم الكبير؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصوم روحيا وعقيديا, الوسائط الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

18 - ما هو الخط الكنسى لمفهوم الصوم الكبير؟

تكشف لنا أناجيل آحاد الصوم الكبير عن الخط الكنسى لمفهوم الصوم، وما تدعونا إليه الكنيسة للتفكير فيه خلال رحلة الصوم.

1 - أحد الرفاع: ليس ما يشغل فكرنا أو قلبنا أثناء الإعداد للصوم، مثل التقائنا بالله بكونه أبانا السماوى. بالصوم ندخل إلى أعماق جديدة فى علاقتنا بالله. إذ يلزمنا فى أحد الرفاع أو أحد الاستعداد للصوم، أن نرفع عنا كل عبودية لشهوة الطعام والشراب، تُقَدِّم لنا الكنيسة الجانب الإيجابى المُفرِح ألا وهو اللقاء الخفى مع أبينا السماوى. تتلو علينا الكنيسة الفصل الخاص بأركان العبادة المسيحية كما قَدَّمها لنا السيد المسيح فى الموعظة على الجبل (مت 6: 1 - 18). حيث نرى فى الصدقة والصلاة والصوم ذبيحة حب، نُقَدِّمها للآب السماوى كما فى الخفاء، والأبواب مغلقة، كى نتذوَّق الحب المتبادل. أبونا السماوى يبادرنا بالحب، ونرد له هذا الحب بالحب.

أما عند انتهاء فترة الصوم، فتُقَدِّم لنا الكنيسة فى أحد الشعانين الفصول الخاصة بدخول السيد المسيح إلى أورشليم. فإن كنا نبدأ الصوم بإعلان ارتباطنا العميق والسرى بالله أبينا، فإننا إذ نختم الصوم نرى مسيحنا داخلاً فى قلوبنا ليُقِيم من أعماقنا، أورشليمه المحبوبه لديه وملكوته الإلهى. فالصوم فى حقيقته لا يهدف إلى حرمان من أطعمة وإنما شبع بالله، وشركة فى الوليمة الملائكية.

2 - أحد الكنوز: مع بداية الصوم تُقَدِّم لنا الكنيسة فصلاً خاصاً بالكنز السماوى (مت 6: 19 - 33). وكأن الصوم هو اقتناء للكنز السماوى "المسيح" نفسه كنزنا الإلهى (2 كو4: 7).

3 - أحد التجربة: تمتُّعنا بأعماق جديدة فى التعرُّف على مسيحنا، يثير عدو الخير ضدنا، فيدخل معنا فى معارك روحية وتجارب. لكننا إذ نختفى فى المسيح الصائم فى البرية الذى جاءت ملائكة لتخدمه بعد تجربته (مت 4: 11)، ننعم بخدمتهم. وكأن الصوم دعوة للتمتُّع بهذه البركة.

4 - أحد الابن الراجع إلى أبيه (لو 15). بالصوم نتهيَّأ لخدمة الملائكة، وفى نفس الوقت نُقَدِّم توبة لله، فنجد ابانا السماوى يركض إلينا، ويقع على أعناقنا ويُقَبِّلنا فنتمتع بالحضن الإلهى.

5 - أحد العُرْس السماوى – السامرية (يو 4). بتوبتنا نرجع إلى حضن الآب، وننعم بالعُرْس السماوى. فالسامرية التى لم تشبع قط بأزواجها الخمسة، ولا بمن هو معها فى البيت، وجدت شبعها الروحى الحقيقى فى المسيح، فتركت جرتها، وانطلقت تدعو كل أهل مدينتها لينعموا معها بهذا الشبع الداخلى.

6 - أحد مريض بيت حسدا (يو 5) إذ نُخطب للسيد المسيح كقول الرسول بولس: "خطبتكم لرجلٍ واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2)، نتَّحد بطبيب النفوس والأجساد، الذى يشفينا كما شفى مريض بيت حسدا (يو5).

7 - أحد تفتيح عينى المولود أعمى (يو 9). من يتمتَّع بعمل الطبيب السماوى، ينعم ببصيرة مفتوحة ترى وتتلامس مع الأسرار الإلهية. إنها عطية العريس السماوى الذى يُقَّدِّم أسراره لعروسه!

8 - أحد الشعانين أخيراً، إذ نمارس الصوم الكبير، نبدأ أسبوع الآلام (البصخة)، فتقدم الكنيسة الأناجيل الخاصة بدخول السيد المسيح أورشليم، أى فى أحد الشعانين، حيث ينطلق مسيحنا إلى قلوبنا، أورشليمه المحبوبة لديه، ويغرس صليبه فيها، ويهبها قوة قيامته، فنمارس العيد السماوى الأبدى.

1- لماذا اهتم الرسول بولس وكثير من الآباء بالحديث عن الإماتة؟

17- كيف يتجلَّى مسيحنا فى الأصوام الكنسية؟