هل الملكية الخاصة شرّ؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل الملكية الخاصة شرّ؟

لم يدن آباء الكنيسة الملكية الخاصة، إنما أدانوا إساءة استخدامها وإفسادها. يقول هرماس (من الآباء الرسوليين): [استخدم مالك كما يتطلب حالك فى الحياة، ليُسبب لك سعادة. لا تسلب ولا تطمع فى ما لغيرك بأية وسيلة[331]]. وأبرز القديس إكليمنضس السكندرى بركات ملكية الثروات متى استخدمت فى مساندة المحتاجين. وأن الثروة لا تُستخدم لتمتعنا الفارغ، وإنما للصالح العام[332]. وقرر لكتانتيوس أن العدالة الكاملة تكمن فى استخدام الثروة، لا للمتعة الشخصية، وإنما لمصلحة الكثيرين[333].

فى أواخر القرن الرابع إذ ساء حال الكثيرين اقتصادياً واجتماعياً، هاجم بعض الآباء بقوة لا الملكية الخاصة، وإنما تجميع هذه الثروات بطريقة مُبالغ فيها على حساب الآخرين، كما هاجموا أسلوب الحياة المترفة مع عدم المبالاة بالفقراء، لكنهم لم يرفضوا الملكية الخاصة ولا هاجموها.

أ. يتطلع الآباء إلى الملكية، لا بكونها امتلاك بل إدارة الأموال كوكلاء أمناء[334].

ب. يُميزون بين الملكية الخاصة واشتهاء ما للغير.

ج. يرى القديس أغسطينوس أن المؤمن العاجز عن التنازل عن ممتلكاته يلزمه التنازل عن حُبه لها[335]. ويعتبر العلامة أوريجينوس ان الطمع صورة من صور الوثنية. ويرى القديس كبريانوس فى الجشع عبودية للأموال، وحرمان من حرية أولاد الله[336]. ويرى القديس يوحنا الذهبى الفم أن الإنسان البخيل يعبد المال، وله أن يختار بين عبادة شيطان المال والسيد المسيح[337].

د. يرى القديس غريغوريوس النيسى مع قبولنا حق الملكية الخاصة يلزمنا ألا نؤيد هذا الحق بطريقة مطلقة، إذ يجب على المؤمن أن يضع فى الاعتبار قوة الله وحق الآخرين فى المشاركة. فالملكية الخاصة لها دورها الروحى كما لها عملها الاجتماعى. أما التفاوت الشاسع بين الطبقات فى نظره فنابع لا عن حق الملكية الخاصة، بل عن أنانية الإنسان وافتقاره إلى الضمير الإنسانى.

ﮪ. يُميز القديس يوحنا الذهبى الفم بين مجموعتين من الممتلكات، الممتلكات العامة قدمها الله لكل البشرية كالهواء والشمس والمياه الخ. وهى أمور أساسية وضرورية للحياة، ليس لأحد أن يدعى ملكيته الخاصة لها. أما الأمور غير الضرورية فسمح أن تكون ملكية خاصة كالذهب والفضة والحجارة الثمينة الخ. حتى يمارس الأغنياء حبهم للفقراء، ويقدم الفقراء شكرهم للأغنياء.


[331] Hermas: Pastor, sim. 11: 1.

[332] Paedagogus, 1: 2.

[333] Divine Instit. 12: 6.

[334] Ep. Ad Diogn.

[335] Enarr. In Ps. 5: 131.

[336] Alms. 13.

[337] St. John Chrysostom: Hom. On Ephes. 5: 6 - 6.

هل تهاجم الكنيسة حق الإنسان فى الملكية خاصة؟

هل للمؤمن حق الملكية الخاصة؟