ما علاقة الإيمان والنعمة الإلهية بحرية الإرادة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحرية, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما علاقة الإيمان والنعمة الإلهية بحرية الإرادة؟

يقول القديس جيروم: [من جانبنا نحن نقيل حرية الإرادة هذه بسرور، لكننا لن ننسى أن نشكر العاطى، مدركين أننا نصير بلا قوة ما لم يحفظ الله عطاياه فينا على الدوام... المشيئة هى منا، والسعى أيضاً من جانبنا، لكن بدون معونة الله المستمرة لا تكون لنا مشيئة ولا سعى. يقول المُخلص فى الإنجيل: "أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو5: 17). إنه دائم العطاء، مانح باستمرار. لم يكتف بأن يهب النعمة مرة واحدة، إنما يُقدمها على الدوام. إننى أطلب لكى أنال، وإذ أنال أعود فأطلب ثانية، إذ أنا طامع فى غنى الله، وهو لا يمتنع عن العطاء، وأنا لا أكف عن الأخذ. كلما شربت عطشت، إذ أسمع تسبحة المرتل: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز34: 8). كل صلاح نناله هو تذوق للرب[323]].

كما يقول القديس جيروم أيضاً: [حيث توجد النعمة، فإنها لا توهب عن أعمال، بل هى عطية مجانية من العاطى... ومع ذلك فلنا أن نشاء أو لا نشاء، إنما الحرية عينها التى لنا هى مُقدمة لنا برحمة الله[324]].

حينما تحدث القديس إكليمنضس السكندرى عن الإيمان والحرية الإنسانية، أكد أن الحرية الإنسانية والعقل كلاهما هبة إلهية، لا يقدران أن يُقدما للإنسان حياة الشركة دون العون الإلهى. فإن كان الإيمان من صنع الإرادة الحرة، لكنه هبة إلهية[325]. إنه يشبه لاعب الكرة الذى له الحرية أن يمسك الكرة أو يرفض، لكنه لا يقدر أن يمسك بها ما لم تُقذف إليه[326]. هكذا يمكننا أن نمسك بالإيمان أو نرفضه، لكننا فى حاجة إلى يد الله تقدمه لنا. هذا الفرك استقامة تلميذه العلامة أوريجينوس الذى تحدث بفيض عن نعمة الله المجانية مؤكداً: [ليس شئ من عطايا الله للبشرية يُعطى كوفاء لدين، بل كلها تُعطى من قبيل نعمته[327]]. وفى نفس الوقت يؤكد: [إن نزع عنصر حرية الإرادة عن الفضيلة يتدمر كيانها[328]].


[323] Ep. 6: 133.

[324] Ep. 12: 130.

[325] Stomata 4: 2;7: 3.

[326] Strom. 6: 2.

[327] Comm. Rom 22 on 4: 4.

[328] Contra Celsus 3: 4.

هل عبوديتنا لله تُقيد من حريتنا؟

ما مفهوم "ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى، بل لله الذى يرحم"؟