ما هى عجلة القيادة التى تُحرك إرادة الإنسان؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحرية, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى عجلة القيادة التى تُحرك إرادة الإنسان؟

يُسلم الإنسان الروحى إرادته لروح الله ليقودها، أما الإنسان الجسدى فيسلكها لرغباته وشهواته الجسدية. والإنسان الطبيعى يتجاهل نعمة الله ويظن أنه قادر على توجيه كل طاقاته الداخلية وسلوكه الخارجى حسبما يريد.

الإنسان الروحى هو الشخص الحار فى العبادة والمشتعل بحب الله. والجسدانى هو الذى له ضعفات واضحة فى حياته لا يتحرر منها. والطبيعى هو الشخص الفاتر الذى يظن فى نفسه غير محتاج إلى نعمة الله ومساندته. وهو إنسان تخدعه شكليات مُعينة، كأن يكون حافظاً للكتاب المقدس أو واعظاً مؤثراً يهز قلوب كثيرين أو مكتفياً بكونه راهباً... أو له صور مُعينة من العبادة أو الخدمة، دون أن يعيش كإنسان تائب منسحق القلب مُتمتع بعشرة الرب. وهذا الصنف خطير لأن خارجه يخدع الآخرين بل ويخدع نفسه.

يقول الأب دانيال[310]: [يتحدث الكتاب المقدس عن ثلاثة أنواع من الأرواح: الجسدانى، والطبيعى، والروحانى. فيقول الرسول عن الجسدانى "سقيتكم لبناً لا طعاماً، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الآن أيضاً لا تستطيعون، لأنكم بعد جسديون" (1كو3: 2 - 3). وأيضاً "إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين؟" أما عن الطبيعى فيقول: "لكن الإنسان الطبيعى لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة" (1كو2: 14). اما عن الروحانى فيقول: "وأما الروحى فيحكم فى كل شئ وهو لا يحكم فيه من أحد" (1كو2: 15). وأيضاً "فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة" (غل6: 1)...

يقول القديس أنبا أنطونيوس: [لا نعتبر الأحرار هم أولئك الأحرار بحسب مركزهم، بل الذين هم بحق أحرار فى حياتهم وطبعهم... حرية النفس وطوباويتها هما نتيجة النقاء الحقيقى والازدراء بالزمنيات[311]]. وأيضاص [الإنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات، بل يتحكم فى الجسد بتمييز صالح وعفة، قانعاً بما يعطيه الله، مهما كان قليلاً، شاكراً إياه من كل قلبه[312]].


[310] - مناظرات كاسيان، 4: 19.

[311] - الفيلوكاليا، 1993، ص34.

[312] - الفيلوكاليا، 1993، ص43.

لماذا هاجم القديس إكليمنضس السكندرى الوثنية؟

ما هو دور النعمة الإلهية فى تقديس الإرادة مقابل دور الشيطان فى انحرافها؟