هل تجاهل الآباء الدراسات العملية المعاصرة لهم؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, الخليقة - خلق الكون, الرد على الإلحاد, العلم والكنيسة, دفاعيات, عقيدة, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل تجاهل الآباء الدراسات العملية المعاصرة لهم؟

في دراستنا لمدرسة الإسكندرية رأينا أنها وإن ركَّزت على تفسير الكتاب المقدس إلاَّ أنها كانت تقدم دراسات فى كثير من الدراسات العلمية والفلسفية المعاصرة لها. وبنفس الروح أراد القدِّيس باسيليوس أن يُقَدِمَ لجمهور المُستمِعين تفسيراً كتابياً لخلقة العالم يحمل فكراً فلسفياً وعلمياً مُبَسَّطاً، يمكن للعامة أن يتابعوه. ساعده في ذلك دراساته الفلسفية وثقافته اليونانية العلمية، استخدمها بهدفٍ كرازي إنجيلي. قَدَّمَ ما هو لبنيان شعبه من جهة خلاصهم، مع عدم تجاهُل الجانب العلمي المُعاصِر له. فقد أراد أن يُقَدِّم تفسيراً روحياً لقصة الخليقة حسبما وردت فى سفر التكوين، حتى يتلمسوا الخالق.

استخدم القدِّيس باسيليوس نفسه ما يليق من كتابات أفلاطون وأرسطو والرواقيين وغيرهم. إنه يقبل ما هو نافع ومفيد منها لبنيان نفوسنا[146]. وقد انشغل كثير من الدارسين للتعرف عن أثر الفلاسفة اليونانيين على أفكار باسيليوس الخاصة بالكوزمولوجي Cosmology (علم الكونيّات).

يُخطِىء من يظن أن اعتماد القدَّيس على الفكر الكتابي ورفضه الاعتماد على الحكمة البشرية المُجرَّدة فيه رفض للدراسة العلمية، سواء بالنسبة للخليقة أو غيرها، خاصة وأنه سَجَّل مقالاً يتحدْث فيه بوضوح للشباب أن يَقْبَلوا ما هو نافع في الدراسات العلمية والفلسفية.

التطور العلمي الحديث السريع والمستمر يؤكد لنا أن الإنسان الذي عاش منذ آلاف السنين مدعو للتقدم، لقد وهب الله الإنسان عقلاً جباراً يعطش إلى المعرفة المستمرة. كلما نال معرفة أسرار الطبيعة ازداد عطشاً لمعرفة أعظم وأكثر عمقاً، وحسب نفسه أنه لا زال على شاطئ المعرفة.


[146] St. Basil Hexamaeron, homily 1: 9.

هل يعرف الإنسان لماذا خلق الله المسكونة وكيف خلقها؟

ما هي غاية التأمل فى الخليقة؟