3- لماذا لم يختر السيد المسيح شاول الطرسوسي من بين تلاميذه؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الفضائل الروحية, فضائل روحية مجمعة
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

3 - لماذا لم يختر السيد المسيح شاول الطرسوسي من بين تلاميذه؟

السيد المسيح العالم بكل شيء (يو16: 30)، حتى أفكار البشر حتماً كان يعلم قلب شاول وفكره، إذ كان جاداً فى دراسة الناموس وفى جهاده لينعم ببرّ الناموس، إذ قال عن نفسه: "من جهة البرّ الذى فى الناموس بلا لومٍ" (فى3: 6). وبسبب غيرته على الناموس، بجهالةٍ جدف على المسيح واضطهد تلاميذه وافترى على المؤمنين، إذ يقول: أنا الذى كنت قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفترياً ولكننى رُحِمت، لأني فعلت بجهل فى عدم إيمان "(1تى1: 13).

لقد اختار السيد غالبية تلاميذه من صيادى السمك البسطاء، وكما يقول الرسول: "اختار الله جهّال العالم ليخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء (1كو1: 27). ولم يختر شاول الطرسوسى لكى شاول يختبر بنفسه هو شخصياً عمل الناموس وهدفه وإمكانياته. إذ يقول الرسول بولس:" أيها الرجال الإخوة أنا فريسي ابن فريسي (أع33: 6). ويقول: "من جهة الختان مختون فى اليوم الثامن، من جنس إسرائيل من سبط بنيامين، عبرانى من العبرانيين، من جهة الناموس فريسي" (فى3: 5 - 6). لهذا حين آمن بالسيد المسيح أدرك الفارق ما بين عمل الناموس وعمل المسيح فيه، إذ يقول: "لأنه بأعمال الناموس كل ذى جسد لا يتبرر أمامه، لأن بالناموس معرفة الخطية" (رو3: 20). "فماذا نقول: هل الناموس خطية؟ حاشا... لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته" (رو7: 7). لقد أدرك أن دور الناموس هو أن يكتشف المؤمن حاجته إلى المُخَلِّص الإلهى كى يدخل به إلى الكمال أو إلى الملء. "لأن غاية الناموس هل المسيح للبرّ لكل من يؤمن" (رو10: 4).

يقول القدّيس يوحنا الذهبى الفم[226] أن الإنسان لا يمكن أن يحيا ولا أن يتبرَّر ما لم يُتَمِّم كل الفرائض وأحكام الناموس، الأمر الذى يعتبر مستحيلاً! لهذا فإذ أراد اليهود أن يتبرّروا بالناموس فالناموس عينه يُعلن عن العجز التام لكل إنسان أن يُحقّق البر والحياة... بهذا يدفعنا إلى الإيمان بربنا يسوع المسيح الذى وحده غير كاسرٍ للناموس، بل وقادر على تبرير مؤمنيه. بهذا لم يترك الرسول بولس لليهود عذراً يلتمسونه، فإن الناموس نفسه يُعلِن عن المسيح بكونه وحده يتركَّز فيه البرّ؛ من ينعم بالبرّ الذى قصده الناموس، ومن يرفضه إنما يرفض البرّ حتى وإن ظنّ فى نفسه أنه بالناموس يتبرّر.

ويقول القدّيس إكليمنضس السكندرى: [المسيح هو غاية الناموس للبرّ، الذى أنبأنا عنه بالناموس لكل من يؤمن[227].].

إذ دعا السيد المسيح شاول الطرسوسي الفريسي، شعر الرسول أن رسالته هى التمتُع بحياة الملء بالمسيح يسوع. هذا الملء تحدث عنه السيد المسيح فى صلاته الوداعية: "أيها الآب القدوس احفظهم فى اسمك الذين أعطيتنى ليكونوا واحداً كما نحن" (يو17: 11).

"ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا" (يو17: 21).

"ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به، وأكون أنا فيهم" (يو17: 26).


[226] In Rom. hom 17.

[227] Strom 9: 2.

4- ما هو الملء أو حياة الكمال عند الرسول؟

2- ماذا يعنى الرسول بحياة الملء؟