ما هى مسئولية رجال الكهنوت والعلمانيين فى حفظ التقليد المقدس واستمراره؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, التقليد المقدس, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ1 – مقدمات في الكاتيشيزم القبطي – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هى مسئولية رجال الكهنوت والعلمانيين فى حفظ التقليد المقدس واستمراره؟

أولاً: التقليد والمجامع: فى القرن الأول، اجتمع الرسل معاً فى أورشليم (أع15) ليتدارسوا مشكلة قبول الأمم فى الإيمان الجديد، ويتخذوا قراراً كنسياً يتمشى مع فكر المسيح. فمن واجب آباء الكنيسة أن يجتمعوا معاً فى مجامع محلية أو مسكونية ليدرسوا احتياجات الكنيسة الحاضرة ويحفظوا حياتهم التقليدية خلال الظروف الجديدة. وهم فى هذا لا يٌقدمون آراء فردية بل جماعية، يجتمعون تحت قيادة الروح القدس بفكر واحد لكى يُشبعوا احتياجات شعبهم. على سبيل المثال يلزمهم أن يدرسوا كيف تُشرح تعاليم الكنيسة ومعتقداتها وتقدم للإنسان المعاصر، وكيف يسندون شعبهم ضد كل هرطقة وفلسفة مادية، كما يناقشون احتياجات الشعب الرعوية والعمل الكرازى ودور الكنيسة المسكونى. بمعنى آخر، إنها مسئولية الآباء أن يحفظوا حياة الكنيسة التقليدية كحياة فعالة، لها عملها الروحى.

ثانياً: التقليد وكتابات الآباء: بجانب المجامع الكنسية، تُعتبر كتابات آباء الكنيسة أحد المصادر الرئيسية لحفظ التقليد الكنسى. ولقد أعطى J,Kelly[238]1 بعض الأمثلة لالتجاء الكنيسة الأولى إلى كتابات الآباء لتأكيد المعتقدات والتعاليم التقليدية:

1 - إذ كتب القديس كيرلس السكندرى إلى الرهبان المصريين مدافعاً عن تلقيب العذراء الطوباوية "والدة الإله"، أشار إليهم[239]2 أن يقتفوا آثار الآباء القديسين، ما داموا هم الذين حفظوا الإيمان الذى تسلموه من الرسل وعلموا به المسيحيين لتكون معتقداتهم صادقة. مرة أخرى كان القديس كيرلس السكندرى مستعداً أن يؤكد[240]3 أن التعليم الحقيقى للثالوث القدوس قد شٌرح خلال "حكمة الآباء القديسين". وفى نضاله ضد نسطور التجأ[241]4 القديس كيرلس إلى "الكنيسة المتشرة فى العالم والآباء المكرمين أنفسهم"، مُعلنا أن الروح القدس قد تكلم فيهم. ولكى يؤكد وضعه فى الإيمان الخاص بالسيد المسيح، أعد مقتطفات قيمة آبائية، استخدمها فى كتاباته الدفاعية[242]5، وقدمها لمجمع أفسس[243]6. لقد أكد القديس كيرلس: إننى محب للتعليم الصحيح، مقتفياً آثار الخطوات التقية التى لآبائى[244]1.

2 - يتحدث ثيؤدورت الأنطاكى[245]2 عن الإيمان الأرثوذكسى أنه انتقل إلينا، ليس فقط بواسطة الرسل والأنبياء، بل وأيضاً بواسطة أولئك الذين قاموا بتفسير كتاباتهم: أغناطيوس ويوستاثيوس وباسيليوس وغريغوريوس ويوحنا وغيرهم من الذين أناروا العالم، وأيضاً بواسطة الآباء القديسين الذين اجتمعوا قبلاً فى نيقية. وأضاف ثيؤدورت بأن الذى ينحرف عن تعاليمهم يُحسب عدواً للحق. وفى موضع آخر[246]3 أوضح أن الروح القدس قد أوحى للآباء أن يوضحوا الجوانب الغامضة فى الكتاب المقدس.

يليق بنا أن نعرف أنه بحسب كنيستنا الأرثوذكسية لا يستطيع واحد من الآباء بمفرده أن يتعرّف على الحق بكماله كما تتعرف عليه الكنيسة كلها.


[238] 1 Ad Monach. PG 12: 77,13.

[239] 2 In Joh Ev. 11: 4 PG 216: 74.

[240] 3 Adv. Nect. 4. 2.

[241] 4 De recta Fide ad rign; aplo c. Orient PG 1212: 76f, 316f.

[242] 5 E. Schwartz: Acta Conciliorum oecumenicorum 1: 1,7,89f.

[243] 6 Quasten: Patrology, Vol3, p. 136.

[244] 1 Epistle 89.

[245] 2 Epistle 151. PG 1440: 83 (Kelly, p 49).

[246] 3 Quasten, vol, 3, p 285.

ما هو دور العلمانيين فى الحفاظ على الحياة الكنسية التقليدية؟

هل أخذت الطقوس شيئاً عن التقليد المقدس؟