4- هل أشار فردوس الآباء إلى صلاة يسوع؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية, صلاة يسوع
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

4 - هل أشار فردوس الآباء إلى صلاة يسوع؟

ورد فى فردوس الآباء تداريب عملية لممارسة صلاة يسوع، تحت عنوان "الدعاء باسم الرب يسوع" [207] نذكر منها الآتى:

[قال شيخ: "إن كان ملء اللاهوت حلَّ فى المسيح جسديّاً كقول الرسول (كو2: 9)، فلا نقبل زرع الشياطين الأنجاس إذا قالوا لنا: إنكم إن صِحتم باسم يسوع فلستم تدعون الآب والروح القدس، لأنهم يفعلون ذلك خبثاً منهم حين يمنعوننا من الدعاء بالاسم الحلو الذى لربنا يسوع، لعلمهم أنه بدون هذا الاسم لا يوجد خلاصّ البتّة، كقول الرسول بطرس:" ليس اسمّ آخر تحت السماء، قد أعطيّ بين الناس، به ينبغى أن نَخْلُص "(أع4: 12).].

ونحن لا نشكّ البتّة في هذا الأمر، أننا إذا دعونا اسم ربنا يسوع إنما ندعو الآب والابن والروح القدس، لأننا لا نَقْبَل البتّة فرقاً ولا انقساماً ما في اللاهوت، ونعلم أنّ ربنا يسوع هو الواسطة الذي به يحصل الناس على الدنو من الله والحديث معه، كقول الرسول: "كلّمنا في هذه اللأيام الأخيرة في ابنه (عب 1: 2)".].

[قال شيخّ مثلاً: "كان إنسانً فى قريةٍ له أختّ جميلةّ، ولما كان يوم عيد فى تلك القرية، سألته أن يرسلها إلى موضع الاحتفال بالعيد، وكان أخوها يخاف أن يرسلها وحدها لئلاّ يحصل لقومٍ عثرة بسبب شبابها، فأمسك بيدها واصطحبها إلى مكان الاحتفال. وكان يدخل ويخرج وهو ماسكّ بيدها، لأنه قال: إن هى مالت إلى أيّة جهالةٍ فلا تستطيع لأننى ماسكّ بيدها". ثم قال الشيخ: "هكذا النفس مادامت ذاكرةّ اسم ربنا يسوع المسيح الذى صار لها أخاً بالتدبير، فإنه يكون كل وقتٍ ماسكاً بيدها حتى وإن هي تنازلَتْ مع الأفكار ومالت إلى ملذّات العالم فلا تصل إلى إتمام الخطايا لأنّ أخاها ماسكاً بيدها. وإن أراد الأعداء غير المنظورين أن يخدعوها، فلا يستطيعون أن يفعلوا بها شيئاً لأنّ أخاها ماسكاً بيدها إن هى تمسّكَت كل وقتٍ بالاسم المُخَلِّص الذى لربِّنا يسوع المسيح ولا ترخيه (نش 3: 4).".

"أرأيت أيها الحبيب أنّ التمسُك بهذا الذكر الصالح الذى هو اسم ربنا يسوع المسيح إنما هو خلاصّ عظيمّ وحصنّ لا ينحلّ وسلاحّ لا يُغلَب وختم خلاصٍ للنفس؟ فلا تتوانَ أن تقتنى لك هذا الكنز الذى لا يُسرَق، وهذه اللؤلؤة الكثيرة الثمن التى هى اسم ربنا يسوع المسيح الاسم المخلِّص (مت13: 46)".

"فإن قلتَ:" وكيف أقتنى لى هذا الكنز العظيم؟ "قلتُ لك:" بالعزلة عن كل أحدٍ وعدم حمل همّ جميع الأشياء، وتعب الجسد بمقدار، والصوم بمداومةٍ. هذه الأمور تلد التواضع والدموع الحقيقية وتجعلك تشعر أنك تحت الخليقة كلها، وإذا تمّ لك ذلك تصير ابناً لله وأنت على الأرض، وتنتقل من الأرض إلى السماء وأنت كائنّ فى الجسد. "النعمة هى لك يارب لأنك تصنع الرحمة مع ضعفنا حتى تنقلنا إلى ملكوتك".

[سأل أخّ شيخاً: "يا أبى، ماذا أفعل بهذه الحروب الكائنة معى"؟ فقال له الشيخ: "مداومة اسم الرب يسوع تقطعها كلها".].

[سأل أخّ شيخاً: "يا أبى، عرِّفنى الجلوس فى القلاية". فقال له الشيخ: "هذا هو عمل القلاية: أكل مرة فى اليوم، وعمل اليدين، وإتمام الصلوات الفرضية، وأفضل من الجميع أن تكون مداوماً على اسم ربنا يسوع المسيح بغير فتور، وفى كل قليل ارفع عينيك إلى فوق وقُلّ: يا ربى يسوع المسيح أَعنِّى، يا ربى يسوع المسيح تحنَّن عليَّ، أنا أُسَبِّحك يا ربى يسوع المسيح".].

[سأل أخّ شيخاً: "كيف أجد اسم ربِّى يسوع المسيح؟" قال له الشيخ: "إذا لم تحب الضيقة أولاً فلا يمكنك أن تجده".].

[سأل أخّ شيخاً: "عرِّفنى، يا أبى، كيف أتمسَّك باسم الرب يسوع بقلبى ولسانى". أجابه الشيخ: "مكتوبّ إن" القلب يُؤمَنُ به للبرَ، والفم يُعتَرَف به للخلاص "(رو10: 10)، فإذا هدأ قلبك فليرتل باسم الرب يسوع دائماً، وإذا ناله عدم هدوء وطياشة فيجب أن تتلو (اسم الرب) باللسان حتى يتعوَّد العقل، فإذا نظر الله إلى تعبك أرسل لك معونةً عندما يرى اشتياق قلبك، فيُبدِّد غلظ الأفكار المضادّة للنفس".].

[قيل: إن عدو الخير حارب (أنبا هيلاريون) بلا رحمة. ففى إحدى الليالى بدأ يسمع نحيب أطفال وثُغاء خراف وخُوار ثيران وعويل نساء وزئير أسود وضجَّة جيش وطنين صرخات مُختلفة، فارتعب من هذه الأصوات قبل أن يرى شيئاً. ففهم أنها أرواح شريرة، فركع ورشم إشارة الصليب على جبهته فاطمأن، ولكنه تطلَّع لرؤيتها فرأى فى ضوء القمر مركبةّ بفرسان مندفعة فوقه، فدعا باسم يسوع فانفتحت الأرض فجأةً أمام عينيه وابتلعت المنظر كله. فقال هيلاريون: "الفرس وراكبه طرحهما فى البحر" (خر15: 1)، وأيضاً: "هؤلاء بمركباتٍ وهؤلاء بخيلٍ، ونحن باسم الرب إلهنا نغلب" (مز20: 7).

[قيل: إن "أريستانيتى" زوجة "إلبيديوس" الوالى الرومانى، عند عودتها من زيارة القديس أنطونيوس فى مصر، تأخَّرت فى غزة بسبب مرض أولادها الثلاثة، لأنهم أصيبوا جميعاً أثناء سفرهم بمرضٍ واحدٍ يُسمَّى: semi - tertian ague، وهو شبه ملاريا ثلثية (أى تظهر أو تشتدّ كل 48 ساعة)، وقد يئس الأطباء من شفائهم، وظلَّت أمّهم تنتحب. ثم سمعت بوجود راهب فى البرية المجاورة، فنسيت شرف مكانتها ودفعتها أمومتها أن تسرع إليه راكبة على جحشٍ ومعها وصيفاتها. وقالت للقديس: "أتضرَّع إليك بالمسيح إلهنا، أتوسَّل إليك بصليبه ودمه أن تنقذ لى أولادى الثلاثة حتى يتمجَّد اسم ربنا ومخلِّصنا بين الوثنيين"، رفض القديس أولاً وقال إنه لم يترك قلايته قط، ولم يَعْتَدْ أن يدخل بيتاً ولا حتى المدينة. ولكن المرأة ألقت بنفسها على الأرض وصرخت عدَّة مرَّات: "يا خادم الله هيلاريون أرجع لى أولادى، لقد حفظهم القديس أنطونيوس فى مصر سالمين، فأنقذهم أنت هنا فى الشام". بكى كل الحاضرين، والقديس نفسه بكى بعدما رفض طلبها. ولم تتركه المرأة حتى وَعَدَ أنه سيدخل مدينة غزة بعد الغروب. ولمَّا وصل رشم علامة الصليب على السرير وعلى الأولاد المرضى ودعا باسم يسوع الاسم ذي الفعالية العجيبة، فامتلأت أجسامهم عرقاً فى وقتٍ واحدٍ، ثم لم تعافوا تعرَّفوا على أمِّهم، وقبَّل الجميع يد القديس بحرارة.].


[207] - للاستزادة راجع دير القديس مقاريوس الكبير: فردوس الآباء (بستان الرهبان الموسع).

[208] - راجع: صلاة يسوع لراهب من الكنيسة الشرقية؛ أنطون فهمى جورج: قوة الإسم – صلاة يسوع والروحانية الأرثوذكسية؛ قصص روحية هادفة: سائح روسى فى دروب الرب، يحتوى على أربعة عشر قصة.

5- ما هى قصة السائح الروسى الذى اشتاق إلى التمتُع بممارسة تدريب صلاة يسوع؟

3- هل كان مار أفرآم السريانى يستخدم صلوات سهمية؟