كيف ننال النصرة على الخطية والموت؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, عقيدة, قيامة الأموات
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف ننال النصرة على الخطية والموت؟

يقول الرسول: "ولكن شكراً لله الذى يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1 كو 15: 57). حياة النصرة تهب المؤمن حياة شكر لله. وكأن قيامة الرب تُعد الإنسان لتقديم ذبيحة شكر مقبولة لدى الله.

لن يمكن تحقيق النصرة بأنفسنا (مز 89: 1)، إنما هى عطية ربنا يسوع المسيح لنا.

يقول أمبروسياستر: [لم يربح المسيح النصرة لأجل نفسه بل لنفعنا. فإنه إذ صار إنساناً بقى هوالله، وغلب الشيطان. فإن ذاك الذى لم يخطئ قط اقتنى النصرة لأجلنا نحن الذين كنا مربوطين فى الموت بسبب الخطية. موت المسيح غلب الشيطان، الذى التزم أن يسلم كل الذين ماتوا بسبب الخطية[189]].

ويقول القديس أغسطينوس: [لئلا نفعل ما هو مُسر بطريقة غير شرعية، ولئلا فى هذه المعركة نعانى من متاعب ومخاطر كثيرة بأن نترجى النصرة الأكيدة بقوتنا الذاتية أو ننسبها عند تحقيقها إلى قوتنا، لا إلى نعمة ذاك الذى يقول عند الرسول: "شكراً لله الذى يهبنا الغلبة بيسوع المسيح ربنا" [190]].

ويقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [لقد أقام بنفسه الغلبة، لكنه أعطانا أن نشترك نحن لننال الأكاليل، وذلك ليس على سبيل دين بل من قبل الرحمة وحدها[191]].

يختم الرسول حديثه عن قيامة الأموات، قائلاً: "إذا يا إخوتى الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين فى عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً فى الرب" (1 كو 15: 58). إذ يهبنا الإيمان بقيامة المسيح الغلبة على الخطية نقدم ذبيحة شكراً لا بالكلام فحسب، إنما أيضاً بحياة مثمرة فى الرب. يدعونا الرسول للسلوك بالحياة المُقامة كعربون للتمتع بالحياة الأبدية. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [إن كانت الغلبة عطية إلهية فبقوله: "كونوا راسخين" يؤكد ثقة المؤمن فى نفسه أنه بالنعمة يثبت ويكون راسخاً فى إيمانه، لا يقدر أحد مهما كان مركزه أو قدراته أن يُزعزعه. يليق بنا ليس فقط ان نجاهد فى الرب، بل أن نفعل ذلك بغنى وبفيض. جهاد الإنسان بعد طرده من الفردوس هو عقوبة من أجل معاصيه، ولكن الجهاد (بالنعمة) أساس المكافآت العتيدة[192]].


[189] CSEL 186: 81 - 87.

[190] City of God 23: 22.

[191] On 1 Cor. , hom 4: 42.

[192] On 1 Cor. , hom 5: 42.

ماذا نعنى بكلمة "السماء"؟

ما هى شوكة الموت؟