كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية |
آخر تحديث | 13 يناير 2022 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
3 - ما هى الصلاة الخفية (السرية) التى دعانا إليها السيد المسيح؟
يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [الصلاة هى ان تتكلم بعظم دالة، محاوراً الله. إن كنا بالهمس دون فتح الشفتين نتحدَّث فى صمتٍ، فإننا نصرخ من الداخل. الله يسمع على الدوام كل حديث داخلى[185].].
يقول القديس أفراهاط: [علمنا مخلِّصنا هذا النوع من الصلاة. يجب أن تُصلِّي سراً لذاك الذى هو فى الخفاء وهو يرى الكل، هكذا قال السيِّد المسيح: "ادخل إلى مخدعك، وأغلق بابك، وصلِّ إلى أبيك الذى فى الخفاء، فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية" (مت6: 6). أحبَّائى، لماذا يُعلِّمنا مخلِّصنا قائلاً: "صلِّ إلى أبيك فى الخفاء، والباب مغلق"؟... تعرِّفنا كلمات سيِّدنا أن تُصَلِّى بقلبك فى الخفاء، والباب مغلق، لكن ما هو الباب الذى يجب أن تغلقه؟ إن لم يكن هو فمك، لأنه هو الهيكل الذى يسكن فيه المسيحن كما قال الرسول: "اما تعلمون أنكم هيكل الله؟" (1كو3: 16)، فلكى يدخل الله إلى إنسانك الداخلى فى هذا المسكن، يجب أن يُنظَّف من كل شيء غير طاهرٍ، بينما يكون الباب، أى فمك، مغلقاً.
إن لم يكن هكذا، فكيف نفهم هذه العبارة؟ افترض أنك كنت فى الصحراء، حيث لا يوجد بيت ولا باب، كيف لا تستطيع أن تُصَلِّى فى الخفاء؟ وإذا حدث أنك كنت فوق قمَّة جبل كيف لا تقدر أن تُصَلِّى؟ أوضح مخلِّصنا كذلك كيف أن الله يعرف إرادة القلب والفكر، كما قال الرب: "أبوكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" (مت6: 8).
وكما كُتِب أيضاً فى إشعياء النبى: "ويكون أنى قبلما يدعون أنا أجيب، وفيما هم يتكلَّمون أنا اسمع" (إش65: 24). مرَّة أخرى يقول إشعياء بخصوص الأشرار: "فحين تبسطون أيديكم، أستر عينيّ عنكم، وإن كثرتم الصلاة لا أسمع" (إش1: 15). كما قال حزقيال النبى: "إن صرخوا فى أذنيّ بصوت عال لا أسمعهم" (حز8: 18). قال هذا عن الصلاة الغاشة غير المقبولة، اسمع كل كلمة بتمييز، وتمسَّك بمعناها.] (مقال4: 10).
ويقول الأب أنسيمُس الأورشليمى: [تشير الصلاة إلى حديث القلب السرى مع الله أو الاتصال به، ولو بلغة الصمت، فكثيراً ما يسمع الله ما نصرخ به فى قلوبنا ولا نستطيع أن تُعَبِّر عنه كلماتنا. ليس سلاح آخر أقوى من الصلاة. إذا كانت بنية صالحة يستمع إليها الله، وإذا ما قربها المصلى بأعمال صالحة فإنه يستجيب لها، وينصت إليها.].
[185] Stromata 7: 7.