هل يشهد الكتاب المقدس بإمكانية الإنسان أن يعرف الله؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, صفات الله, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل يشهد الكتاب المقدس بإمكانية الإنسان أن يعرف الله؟

أولاً: خلال الخليقة المُبهرة. يقول الرسول بولس: "إذ معرفة الله ظاهرة فيهم، لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظروة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذرٍ" (رو1: 19 - 20).

ثانياً: وهب الله الإنسان ناموساً بالفطرة. "الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم، شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو2: 15).

ثالثاً: إذ يتطلع الإنسان إلى معاملات الله معه ومع إخوته في البشرية في الماضي، يدرك أن الله لا يترك الإنسان وحيداً، بل يهتم به فى الوقت المناسب. هذا يحثه ان يتسلح بالله كأبٍ قديرٍ ومحبٍ وحكيمٍ.

رابعاً: من جانبٍ آخر، إذ يتأمل المؤمنون فى معاملات الله معهم يدركون أن الله وضع خطة في حياتهم، فيترنمون: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً؟!" (رؤ11: 33 - 34).

خامساً: تمتع أناس الله الأبرار باللقاء معه ورأوه في مجده، ونظروه جالساً على العرش. وحاولوا التعبير عن سمات الله، فدعوه الديّان والقدير والطويل الأناة والحق والرحوم الخ. وإذ تجتمع كل هذه الأسماء معاً يقول القديس إكليمنضس الإسكندري إن الله فوق كل إسمٍ! عبّر الرسول بولس عن ذلك، فإنه إذ اختطف إلى السماء الثالثة (2كو12: 2) قال: كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسانٍ ما أعدّه الله للذين يحبونه (1كو2: 9)، فكم بالأكثر يكون ذاك الذي أعدّ هذا المجد؟!

يُدعى الله: النور والحق والحياة والقدير وكلّي الكمال الخ. هذه الألقاب لا تكشف عن جوهر الله غير المّدرك، إنما اُعطيت لنا كي نتعرف عليه قدر ما نستطيع بسبب ضعفنا كبشرٍ، أو كخليقةٍ عاجزة عن معرفة جوهر الخالق.

سادساً: الإعلان الإلهى أو الوحى الإلهي: يعلن الله أسراره الإلهية وخطّته نحو الإنسان محبوبه لأنبيائه خلال الرؤى أو الأحلام المقدسة، تارة خلال الرموز وأخرى علانية. وذلك حسبما فيه بنيان وخلاص للبشرية. سنترك الحديث عن الإعلان الإلهي فى بندٍ خاص به.

ما معنى "لا يرانى أحد ويعيش"؟

ماذا يقول الكتاب المقدس عن عجز الإنسان في معرفة جوهر الله؟