23- ما هو ارتباط الصلاة بالقلب النقى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الصلاة, الوسائط الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

23 - ما هو ارتباط الصلاة بالقلب النقى؟

عُرِف البابا غريغوريوس (الكبير) بحُبِّه لكتابات آباء الشرق مثل القديسين أثناسيوس وكيرلس الكبير، وقد شكَّل مجموعة لديه للترجمة من اليونانية إلى اللاتينية. إنه يقول: [الآن إذ نمسح بالكامل هاتين الاثنتين (إثم اليد والظلم الذى فى الخيمة)، نرفع وجوهنا بلا لومٍ لله. لأن النفس هى وجه الإنسان الداخلى، به نعرف خالقنا بالحب وبه ننظره. الآن رفع هذا الوجه عينه هو رفع النفس لله بممارسة الصلاة. أما الوصمة التى تفسد رفع الوجه فهى نية العمل... فإنها (النفس) فى الحال تتحطَّم، وتفقد كل ثقة فى الرجاء. وحينما تنشغل بالصلاة تلتصق بتذكر الخطية التى خضعت لها. تفقد الثقة فى نوال ما تشتاق إليه، فتحمل فى الذهن الرفض المستمر لممارسة ما تسمعه من الله. لذلك يقول يوحنا: "أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه" (1يو3: 21 - 22). ويقول سليمان: "من يُحَوِّل أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضاً مكرهة" (أم28: 9). فإن قلبنا يلومنا فى تقديم صلواتنا عندما نتذكَّر أنها تقف ضد وصاياه.].

[بالنسبة للذين يحسبون وصايا الرب كلا شئ، يُقَّدِّمون صلوات ولا يسمع الرب لهم قط. لذلك مكتوب: "من يصم أذنه عن سماع الناموس، فصلاته تكون رجسة" (أم28: 9). مادام أليفاز يعتقد أن الطوباوى أيوب لم يُسمَع له، فإنه يصمم أنه قد مارس خطأ ما.].

[الله فى عدله يرفض المعصية، ولا يَقْبَل الإثم (أى14: 17)، لكنه إذ يُدَبِّر الخلاص، يشتاق إلى الإنسان عمل يديه. فى وسط الشدة يصرخ أيوب إلى الله، وكأن الله لا يسمع له، أما إذ يحين وقت القيامة، فالله يدعوه أن يقوم فيستجيب أيوب، يلتقى مع الله الذى يشتهي إلى عمل يديه، حيث يحمل أيوب انعكاس بهاء مجد الله عليه.].

[ "تسألنى، فأجيبك"... مادمنا نخضع للفساد لا نجيب خالقنا بأية وسيلة، متطلعين إلى أن الفساد بعيد عن عدم الفساد، وليس من تشابه يليق بإجابتنا. أما عن هذا التغير فقد كُتِب: "عندما يظهر نصير مثله، لأننا سنراه كما هو" (1يو3: 2). بالحقيقة سنجيب الله، الذى يدعو، لدى الأمر "بعدم الفساد الأسمى". نقوم فى عدم فسادٍ. ولأن المخلوق لا يقدر أن يتأهَّل لذلك بنفسه، إنما يتحقَّق هذا بعطية الله القدير وحده، وهو أن يتغيَّر إلى مجد عدم الفساد الفائق، لذلك بحق أضاف: "ستبسط يمينك لعمل يديك". وكأنه يقول بكلماتٍ واضحة: لهذا السبب مخلوقك القابل للفساد قادر أن يُمسك فى عدم الفساد (1كو15: 53)، لأنه يرتفع بأيدى سلطانك، ويُحفظ بنعمة اهتمامك. فإن المخلوق البشري، بهذا وحده، بكونه مخلوقاً، يرث فى ذاته الانهيار إلى أسفل مما هو عليه، لكن الإنسان ينال من خالقه أن يلتزم بأن يرتفع إلى ما هو أعلى منه وذلك بالتأمل، ويمسك فى نفسه عدم الفساد. إنه يرتفع إلى الرسوخ فى عدم التغير وذلك بيمين خالقه.

من يقدر أن يُقَّدِّر سخاء الرحمة الإلهية، أن يحضر الإنسان بعد الخطية إلى علو مجدٍ كهذا؟ الله يضع فى اعتباره الأمور الشريرة التى نفعلها، ولكن برأفته يغفرها فى رحمة. وهكذا أضيف: "الآن تحصي خطواتى، وتصفح عن خطاياى" (أى14: 1).].

24- ما هى الغاية النهائية للصلاة؟

22- هل نكتفى بالصلاة ولا نهتم بالدراسة؟