15- ما هى سمات المخلوقات الحية الأربعة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملائكة, عقيدة
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ5 – المؤمن والطغمات السماوية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

15 - ما هى سمات المخلوقات الحية الأربعة؟

"وحول العرش أربعة مخلوقات حية[48]" (رؤ 4: 6). وهم طغمتا الشاروبيم والسيرافيم اللتان تطلب الكنيسة شفاعتهما على الدوام وتُعَيِّد لهما فى 8 هاتور كعيدٍ تذكارى، وتدعوهما "غير المتجسدين، حاملي مركبة الله[49]".

أ. كرامتهم: يقول عنهم القديس يوحنا الذهبى الفم: [أقول لكم يا أولادى الأحباء إنه ليس من يشبههم فى كرامتهم. لا فى السماء ولا على الأرض، لأنهم يحملون عرش الله ولا يستطيعون النظر إلى وجه الحى الأزلى: مخلوقون من نورٍ ونارٍ، أقوياء، أشداء جداً يسألون الله أن يغفر خطايا البشر ويتحنَّن عليهم... رأى إشعياء النبى مجدهم ونطق بكرامتهم (إش 6: 1 - 3). وأيضاً نظر حزقيال النبى مجدهم ونطق بكرامتهم (حز 1: 4 - 28). وداود العظيم فى الأنبياء، أب الأنبياء، أب المسيح بالجسد، رأى كرامة هؤلاء الروحانيين ونطق بمجدهم، قائلاً فى المزمور: "طأطأ السماوات ونزل، وضباب تحت رجليه. ركب على كروب وطار، وهف على أجنحة الرياح" (مز 18: 9 - 10).].

ب. بلا عروش ولا أكاليل مثل القسوس، لأن الرب إكليلهم وهم مركبته!

ج. "مملوئون عيوناً من قدام ومن وراء"، وكما يقول ابن العسال إنها تشير إلى إدراكهم الأسرار الحاضرة والمقبلة التى يكشفها لهم الرب.

د. "لكل واحد منها ستة أجنحة" وكما نسبح الرب قائلين: [أنت هو القيام حولك الشاروبيم والسيرافيم، ستة أجنحة للواحد وستة أجنحة للآخر (رؤ 4: 8). فبجناحين يغطون وجوههم، وباثنين يغطون أرجلهم، ويطيرون باثنين. ويصرخون واحد قبالة واحد منهم. يرسلون تسبحة الغلبة والخلاص الذى لنا بصوتٍ ممتليءٍ مجداً[50].] هكذا يليق بالكاهن أن يتشبَّه بهم، فيُغَطِّى وجهه بالحياء والرعدة، ويستر رجليه بالرجاء والثقة، ويطير قلبه بالحب والترنُّم أمام الرب المذبوح عنا!

وينصحنا القديس يوحنا الذهبى الفم، قائلاً: [أنا أبوكم يوحنا المسكين. أسألكم يا أولادى الأحباء القسوس والشمامسة ألا تتقدَّموا إلى المذبح وأنتم غير طاهرين، بل احفظوا أجسادكم ونفوسكم أنقياء إذا أردتم التقدم إلى الخدمة الطاهرة، فإنكم مثال السيرافيم السمائيين، لأنهم لا يجسرون على التطلع إلى وجه الله الحي، بل هم قيام ووجوههم إلى أسفل مغطاة بأجنحتهم! أيها الخدام إنكم تنظرون جسد ابن الله ودمه الزكي الموضوعين أمامكم على المذبح الطاهر وتلمسونه وتأكلونه، وأنتم عارفون بعظم الكرامة اللائقة بهما، فينبغي عليكم أن تقفوا بوجوه فرحه وقلوب خائفة وأعين مطرقة إلى الأرض ورؤوس منكسة، لأنكم مثل الشاروبيم والسيرافيم الحاملين كرسى العظمة.].

ويقول أيضاً: [عندما تسمع عن السيرافيم أنهم يطيرون حول العرش فى سموه ورفعته، ويغطون وجوههم بجناحين، ويسترون أرجلهم باثنين، ويصيحون بصوتٍ مملوءٍ رعدةٍ، لا تظن أن لهم ريشاً وأرجل وأجنحة، فهى قوات غير منظورة... حقاً إن الله حتى بالنسبة لهذه الطغمات غير مُدرَك ولا يقدرون على الدنو منه، لهذا يتنازل بالطريقة التى جاءت فى الرؤيا، لأن الله لا يحدّه مكان ولا يجلس على عرشٍ... وإنما جلوسه على العرش وإحاطته بالقوات السمائية من قبيل حُبِّه لهم... وإذا ظهر جالساً على العرش وأحاطت به هذه القوات لا تتمكَّن من رؤيته، ولا تحتمل التطلُّع إلى نوره الباهر، فتغطي أعينها بجناحين، وليس لها إلا أن تُسَبِّح وتترنَّم بتسابيحٍ مملوءةٍ رعدةٍ مقدسةٍ، وأناشيد عجيبة تشهد لقداسة الجالس على العرش. فحري بذاك الذى يتجاسر ليفحص عناية الله لا تقدر القوات السمائية على لمسها أو التعبير عنها أن يختبئ مختفياً تحت الآكام! [51].].

ﮪ. شكلهم: إنهم قوات غير جسدانية ولا منظورة، لكنها ظهرت ليوحنا الحبيب كما لحزقيال النبى هكذا: "المخلوق الحى الأول شبه أسد، والمخلوق الحى الثانى شبه عجل، والمخلوق الحى الثالث له وجه مثل وجه إنسان، والمخلوق الحى الرابع شبه نسرٍ طائرٍ" (رؤ 4: 7).

أولاً: يقول القديس يوحنا الذهبى الفم [جعلهم الله يطلبون فى جنس البشر وسائر الخليقة من وحوش وبهائم وطيور السماء، لأنهم قريبون منه أكثر من سائر السمائيين.].

ثانياً: يرى القديس غريغورويس النزينزي والعلامة أوريجينوس أن هذه الخليقة الحاملة للعرش تحل معنى قوى النفس الأربعة التى تتقدس بحمل الله، وهى: القوى الغضبية ويشار إليها بالأسد، وقوى الشهوات (المقدسة) ويشار إليها بالعجل، والنطقية ويشار إليها بمن له كوجه إنسانٍ، والروحية ويشار إليها بشبه نسرٍ طائرٍ.

ثالثاً: يرى القديس جيروم أنها تحمل إشارة إلى العمل الفدائى للرب. فمن له كوجه إنسان يشير إلى التجسد، والعجل إلى الذبح على الصليب، والأسد إلى القيامة، والنسر الطائر إلى الصعود.

رابعاً: يرى القديس إيرينيؤس[52] أنها تحمل رمزاً إلى العمل الفدائى، فمن له كوجه إنسان يشير إلى التجسد، والعجل إلى طقس الذبيحة والكهنوت إذ هو يشفع فينا، والأسد إلى سلطانه الملوكى، والنسر إرساله الروح القدس.

خامساً: يرى العلامة أوريجينوس أن وجود الوجوه الأربعة معاً (الأسد والنسر والثور والإنسان) إشارة إلى عودة المخلوقات الحية المقدسة إلى طبيعتها الأولى المستأنسة، فإن كان فى العصر المسياني قد سكن الذئب مع الخروف، وربض النمر مع الجدي، وصار الأسد يأكل تبناً كالبقر (إش 11: 7)، يتحقق هذا التناغم الكامل فى مجئ المسيح الأخير.

سادساً: إن كانت هذه الكائنات الأربعة تُمَثِّل الكنيسة المقدسة الحاملة للحياة الإلهية فى داخلها فإن هؤلاء الأربعة إنما هم الأسقفية والقسيسية والشموسية، والشعب، إنهم أركان رئيسية تعمل معاً لحساب السيد المسيح، أيّ ضعف لركن منها يُفقِد الكنيسة اتزانها ويُسيء إلى رسالتها. إن فقد ركن عمله أو تفاعله مع الأركان الأخرى يخسر الكل حيويته، فالكنيسة ليست مُركَّزة حول أسقف أو كاهن أو شماس أو مسئول علمانى (من الشعب) لكنها حياة متكاملة ومتفاعلة معاً.

سابعاً: تدعونا هذه المخلوقات السماوية أن يكون لنا وجه الأسد، ووجه الإنسان، ووجه الثور، ونطير مع النسر الروحى.

أ. يسلك المؤمن بروح الملوكية كأسدٍ، لا يخشى إبليس ولا يرتعب من الخطية، لأن المُخَلِّص أعطانا سلطاناً أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو (لو 10: 19).

ب. اعتزاز الكنيسة وأعضائها بروح التبني لله والتمتُّع بملكوت الله الداخلى فى النفس وشركة الطبيعة الإلهية، يدفعهم هذا كله أن يذكروا أنهم بشر، فينصتون إلى قول الربّ: "تعلَّموا منى، لأنى وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29).

ج. يليق بالمؤمن أن يقتدي بالربّ مُخَلِّص العالم، فيمارس الكهنوت الروحى بصلواته الدائمة عن كل البشرية حتى من أجل المقاومين للحق والأعداء، ويُقَدِّم ذبيحة البذل (كالثور).

د. أما بخصوص النسر، فيليق بالمؤمن أن ينطلق مع الرسول بولس مُحَلِّقَّاً فى السماويات، يتمتَّع بالنمو فى المجد يوماً فيوماً. فيكون كالنسر المُحَلِّق بجناحيه فى الأعالى، ويتمتَّع بالبصيرة الحادة وإدراك الأسرار الإلهية حسب قامته الروحية.

ثامناً: كثير من الآباء الأولين تطلعوا إلى المخلوقات الحية الأربعة كرموز للإنجيليين، غير أن كل أب فى مطابقة المخلوقات الحية الأربعة بالإنجيليين تطلَّع إلى التشابه بينهم بطريقة أو أخرى.

يقول القديس إيرينيؤس: [ما كان يمكن أن يكون عدد الأناجيل أكثر أو أقل مما هو عليه. إذ توجد أربع مناطق للعالم الذى نعيش فيه (الشرق والغرب والشمال والجنوب). كما توجد أربعة رياح رئيسية، بينما الكنيسة منتشرة فى العالم. أساس الكنيسة وعمودها هو الإنجيل وروح الحياة. لهذا، يلزم أن يكون بها أربعة أعمدة، فتتنسم الخلود فى كل جانب (من الجوانب الأربعة) التى تعيد الحياة للشعب مرة أخرى. واضح خلال هذه الحقيقة أن الكلمة الخالق المُبدِع لكل الأشياء يجلس على الشاروبيم (الكروبيم) ويحوي كل الأشياء، هذا المُعلَن للبشرية، أعطانا الإنجيل خلال أربعة جوانب، لكن له روح واحد.].


[48] - فى الترجمة البيروتية "حيوانات" وكلمة حيوان "تعني كائن حي" لكن خشية أن يظن البعض أنها حيوانات عجماوات استحسنت ترجمتها "مخلوقات حية" خاصة أن جميع الآباء مثل إيريانوس وأثناسيوس وفيكتوريانوس... وفى كثير من الترجمات جاءت هكذا: “Living Creatures ".

[49] - ذكصولوجية الأربعة مخلوقات الحية (الحيوانات غير المتجسدين).

[50] - القداس الاغريغورى.

[51] - العناية الإلهية ف 3 ترجمة عايدة حنا بسطا.

[52] Irenaeus against heresies 8: 11.

16- ماذا قيل عن الأربعة وعشرين قسيساً (رؤ 4:4)؟

14- لماذا تحدث الكتاب المقدس بعهديه عن الأربعة مخلوقات الحية؟