3- ماذا قَدَّم لنا كتاب الرُتب (الهيراركي) السماوية Celestial Hierarchies؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملائكة, عقيدة
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ5 – المؤمن والطغمات السماوية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

3 - ماذا قَدَّم لنا كتاب الرُتب (الهيراركي) السماوية Celestial Hierarchies؟

أبرز هذا الكتاب الذي لديونيسيوس الأريوباغي أن الله إله نظام وليس إله تشويش (1كو 14: 33)، لهذا حتماً للسماء وللسمائيين طقس خاص ونظام دقيق. وواضح أن لهم اجتماعات ربما دورية كما يظهر من (أي 1: 6؛ 2: 1). اجتمعوا أثناء الخلقة في دهشة يُمَجِّدون الخالق ويُسَبِّحونه (أي 38: 7). وقد تحدَّث المرتل عن اجتماعاتهم (مز 89: 5، 6). تظهر دقة النظام في المعركة بين رئيس الملائكة ميخائيل ومعه ملائكته ضد إبليس وملائكته (رؤ 12: 7 - 9).

إلى يومنا هذا يتبع بعض الدارسين ما ورد في هذا الكتاب عن رتب الملائكة وطغماتهم، خاصة وأن بعض الليتورجيات التي يحفظها لنا التقليد اتبعت ما ورد في ديونسيوس.

أشار الكتاب إلى تسع طغمات، لكل طغمة اسم يدل على دورها ووظيفتها. كما أشارت نصوص الليتورجيات إلى هذه التسع طغمات. فى الفصل الثالث من كتب الرتب السمائية المنسوب لديونيسيوس الأربوباغي[34] يذكر الكاتب أن نظام الرتب السمائية هو نظام مُقَدَّس فيه تنعم الكائنات السمائية بإشراقات إلهية حسب استحقاقها، فتصير مُتشبهة بالله. ينعكس عليها الجمال الإلهي، فيهبها صلاحاً واتحاداً وانسجاماً بكل كمالٍ.

جاء في الفصل السادس أن الخالق الإلهي وحده يعرف تماماً عدد الكائنات السمائية الفائقة وطبيعتهم وأنظمتهم. وما كان يمكننا أن نعرف شيئاً عنهم لو لم يُعَلِّمنا الله ذلك خلال خدامه السمائيين الذين يعرفون طبيعتهم. لهذا يليق بنا ألا نتحدَّث عنهم حسب تخيلاتنا، بل بما أُعلِن لنا حسب قدرتنا على الإدراك خلال الرؤى الملائكية التي نظرها اللاهوتيون المكرمون.

يقول الكاتب أيضاً أن جميع الطغمات السمائية يمكن دعوتها "ملائكة". فقد خلق الله هؤلاء الكائنات السماوية خلال صلاحه الإلهي، وتحمل كلمة "ملائكة" معنى مرسلين، لأن جميع الطغمات كائنات تسمو عن المخلوقات الأرضية العاقلة وغير العاقلة.

[هكذا يشترك هؤلاء أولاً بكل وسيلة مختلفة في (النور) الإلهي، ويعلنون بطرقٍ كثيرة عن الأسرار الإلهية. لهذا فهم فوق كل شيءٍ مستحقون لاسم "ملائكة"، إذ يتقبَّلون النور الإلهي وينقلونه إلينا بإعلانات تفوق إدراكنا... قبل أيام الناموس كما بعده قاد الملائكة آباؤنا المشهورين رجال الله، إما بإعلانها لهم عما يجب أن يفعلوه، أو بقيادتهم من الحياة الخاطئة والشريرة إلى طريق الحق المستقيم، أو بإعلانها لهم عن الشريعة الإلهية. يستخدمون طريقة المفسرين، فيوضحون لهم النظم السمائية، أو يقدمون لهم رؤى سرية عن أسرار العالم الفائق، أو يقدمون لهم نبوات إلهية معينة[35].].

يرى واضع الكتاب أن الرتب الملائكية تُقسم إلى ثلاث رتب، كل رتبة تضم ثلاث طغمات.

الرتبة الأولى (فصل 7): أكثر التصاقاً بالله، وفوق كل الرتب الأخرى. تضم ثلاث طغمات وهم: السيرافيم المملوئين أعيُناً، وذوي أجنحة كثيرة، والشاروبيم (الكروبيم) Cherubim، والكراسي (العروش) Thrones.

الرتبة الثانية (فصل 8): وهي تضم ثلاث طغمات وهم: الأرباب virtues (Lordships) والقوات Powers والسلاطين (Authorities) Dominions.

الرتبة الثالثة (فصل 9): تضم ثلاث طغمات وهم: الرئاسات Principalities، ورؤساء الملائكة Archangels والملائكة Angels.

يرى ابن العبري[36] أن هذه الثلاث مجموعات أشبه بكنائس سمائية:

الكنيسة الأولى تضم السيرافيم والكروبيم والكراسي، يمثلون معاً العرش الإلهي. فيظهر في حزقيال أن السيرافيم هم مركبة الله، وجاء في المزامير: "يا جالساً على الكروبيم أشرق" (مز 80: 1). "الرب قد ملك، ترتعد الشعوب وهو جالس على الكروبيم، تتزلزل الأرض" (مز 99: 1).

الكنيسة الثانية تضم السيادات والقوات والسلاطين.

الكنيسة الثالثة تضم الرئاسات ورؤساء الملائكة والملائكة.

فى العهد القديم كان رئيس الكهنة يحمل 12 حجراً كريماً على كتفيه، تسع حجارة تُمَثِّل الطغمات الملائكية. الصف الأول: عقيق أحمر يرمز للسيرافيم الناريين، وياقوت أصفر يُمَثِّل الكروبيم أصحاب المعرفة، والزمرد يُمَثِّل الكراسي (خر 28: 17). الصف الثاني: بهرمان وياقوت أزرق وعقيق أبيض (خر 28: 18). الصف الثالث: عين الهروشيم وجمشت (خر 28: 19).

أما الصف الرابع فهو يُمَثِّل كنيسة بني البشر المنضمة إلى الكنائس السمائية، وتضم زبرجداً وجزعاً ويشباً، إشارة إلى درجات الكهنوت الثلاث: رؤساء الكهنة والكهنة والشمامسة.

جاء في القداس الاغريغوري: [أنت الذي يسبحه الملائكة، ويسجد لك رؤساء الملائكة، أنت الذي يباركك الرؤساء، ويصرخ لك الأرباب،.

أنت الذي ينطق السلاطين بمجدك، أنت الذي يرسل لك الكراسي الكرامة،.

ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة،.

أنت هو القيام حولك الشاروبيم والسيرافيم، ستة أجنحة للواحد، وستة أجنحة للآخر، فبجناحين يغطون وجوههم، وباثنين يغطون أرجلهم ويطيرون باثنين[37]، ويصرخون واحد قبالة واحدٍ منهم.].

وجاء في القداس الكيرلسي (المرقسي): [أنت الذي يقوم أمامك المخلوقان الحيان الكريمان جداً، ذا الستة أجنحة، الكثيرا العيون، السيرافيم والشاروبيم.].

وجاء في الثلاثة تقديسات في خولاجى الأسقف سرابيون: [أنت هو الذي يقف حولك، ألوف ألوف وربوات ربوات الملائكة ورؤساء الملائكة، والعروش والسلاطين والرئاسات والقوات. السيرافان الرهيبان ذا الستة أجنحة...].

كما أن القديس إيرينيؤس يرى أنه يوجد سبع طغمات ملائكية[38].


[34] - ديونيسيوس الأريوباغى: غالباً هو كاتب من القرن الخامس / السادس في سوريا، كتب باليونانية، ونسب كتاباته إلى ديونيسيوس الأريوباغى (أع 17: 34) حتى يعطي كتاباته صبغة رسولية وتقليدية. وهو كاتب مسيحي لاهوتي، تأثر بالأفلاطونية الحديثة ويميل إلى الباطنية (السرية mystical). نجح فى نشر كتاباته التى كان لها أثرها الواضح على كثير من اللاهوتيين والمتصوفين والشعراء فى الشرق والغرب، مثل مكسيموس المعترف، والبابا غريغوريوس (الكبير) وأندرو من كريت ويوحنا سكوتس أريجينا وبونافينتير والبرت الكبير وواضع كتاب "سحابة غير المعروف" ودانتي وايخارت ويوحنا تيلور ويوحنا ميلتون.

[35] Dionysius the Areopagie: The Celestial Hierarchies, ch. 4.

[36] ركن 5، الباب 2، فصل 1، مقصد1، 2.

[37] See The Euchologium of Bishop Serapion.

[38] Against Heresies, Book 2. PG 18: 7.

4- ماذا قيل عن الرتبة الأولى التي تضم السيرافيم والكروبيم والكراسي؟

2- هل يمكننا التمييز بين الطغمات السماوية؟