ما هو موقف المؤمنين من إبليس المقاوم للسيد المسيح ليشوه مجيئه الثانى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, المجيء الثاني, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ7 – الأخرويات والحياة بعد الموت – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو موقف المؤمنين من إبليس المقاوم للسيد المسيح ليشوه مجيئه الثانى؟

إذ تحدث الرسول يوحنا عن إبليس ومقاومته للسيد المسيح حتى فى مجيئه الثانى يدعو المؤمنين الثبات فى الإيمان بالله والاعتزاز ببنوتهم له، قائلاً: "وأما أنتم سمعتموه من البدء. فليثبت إذا فيكم.

إن ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء، فأنتم أيضاً تثبتون فى الابن وفى الآب. وهذا الوعد الذى وعدنا هو به، الحياة الأبدية. "كتبت إليكم هذا عن الذين يضلونكم. وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد، كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ. والآن أيها الأولاد اثبتوا فيا، حتى إذا أظهر يكون لنا ثقة، ولا نخجل منه فى مجيئه." إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البرّ مولود منه "(1 يو 2: 24 - 29).

غاية كتابته هنا توجيه أنظار المؤمنين حتى لا يضلهم المبتدعون بأساليبهم المخادعة، كما يود أن يثبتهم فى كلامه بالمسحة الثابتة فيهم.

أ. يصير لهم رجاء وشوق نحو مجيئه، كعروس تنتظر عريسها، لتعيش فى حضنه، وتراه وجهاً لوجه فى الأبدة. لنترنم مع القديس ماريعقوب السروجى، قائلين:

[ربى، ليهبّ علىّ روح الحياة من وحيك، وليرشدنى لأعد الميمر العجيب على مجيئك.

يوم الدين يوقظ فىَّ ألحانه بألم عظيم، لأكرز للأرض عن القيامة، قائلاً: ها هى قد حلّت...

يا ابن الله أنت كلك فائدة، أعطنى لأفيد من يسمعنى بواسطتك.

من يرى الشمس العظمة، ولا يستنير بها؟ أو من يجد كنزاً مملوءً ولا يغتنى به؟

أو من يأكل خبزك الحى ولا يشبع؟ أو من يشرب كأسك المحيى ولا يرتوى؟

من يركع ويشرب منك يا ابن الله، ويقدر أن يُبعد فمه عن ينبوعك؟

كلماتك أحلى من شهد العسل، وأى خبر يحلّى الفم إلا خبرك؟

العالم مرّ وكل كلماته مليئة موتاً، تقيأت الحية فيه ولا يحلو إلا بك.

خبرك يزيل الأخبار غير الحسنة، لأن كلمتك نور تطرد ظلال العالم.

ليترك كل إنسان الأخبار العالمية، وليسمع كلمتك فقط لأنها مفيدة[71]].

ب. بالنسبة المؤمنين الذين لم ينشقوا عن الكنيسة، فليثبتوا فيما سمعوه من البدء وتسلموه جيلاً بعد جيل. وبثباتهم فى الإيمان المستقيم والحياة يثبتون فى الابن وفى الآب، متطلعين إلى الوعد الذى يشتهونه، أى "الحياة الأبدية".

ج. يليق بنا نحن المؤمنين، ففينا مسحة القدوس ثابتة، ولسنا محتاجين إلى تعاليم غريبة جديدة تلك الذى بلغت أحياناً ما يقرب من 600 طائفة جديدة. أما نحن فلنثبت على ما سلمه لنا الروح القدس، روح الحق الذى هو ليس فيه خداع "وهى حق وليست كذباً"، حيث يختفى جميع المعلمين فلا يخدموا من عندهم، بل فى المعلم الواحد وهو المسيح (مت 23: 10). إذا لنثبت فى هذا التعليم.

د. إذ يثبت محبو الله فى كلامه بالمسحة الثابتة فيهم عندئذ يعلمون أنه بار وكأولاد له لا يقبلوا إلا ان يكونوا على مثال أبيهمن يطيعون وصاياه ويجاهدون مثابرين لعمل البرّ بقوة المسحة المقدسة التى تعمل فيهم، فينالون برّ المسيح.

4 - كيف يهيئ ضد المسيح Antichristالجو كى يقبله البشر؟ وما هى علامات مجيئه؟

من هو ضد المسيح؟ هو خصم المسيح، الذى يجاهد أن يمحو المسيحية، لكن بدلاً من أن يصنع هذا يبلغ إلى نهاية مرعبة. "وحينئذ سيستعلن الأثيم الذى يبيده الربّ بنفخة من فمه وبيطله بظهور مجيئه" (2 تس 2: 8). عمل عدو الخير هو بث روح الكراهية بين الإخوة حتى يُفسح الطريق لمجئ ضد المسيح، لأن الشيطان يصنع الأنقسام بين الناس حتى يقبلوا المزمع أن يأتى. أما الله فمنع أى خادم من خدام المسيح ان يذهب إلى هنا أو هناك نحو العدو.

وإذ يكتب الرسول بولس فى هذا الأمر يعطى علامة واضحة لمجئ ضد المسيح، فيقول: "لأنه لا يأتى (هذا اليوم) إن لم يأت الارتداد أولاً ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلهاً أو معبوداً، حتى إنه يجلس فى هيكل الله كإله، مظهراً نفسه أنه إله. أما تذكرون إنى وأنا بعد عندكم كنت أقول لكم هذا؟ والآن تعلمون ما يحجز حتى يُستعلن فى وقته، لأن سرّ الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يُرفع من الوسط الذى يحجزُ الآن، سيُستعلن الأثيم الذى الرب يبيده بنفخة فمه، ويُبطله بظهور مجيئه. الذى مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة، وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم فى الهالكين" (2 تس 2: 3 - 10). هكذا كتب بولس، وقد تم الارتداد[72]، إذ ارتد الناس عن الإيمان المستقيم، فالبعض يتجاسر ويقول إن المسيح أوجد من العدم. قبلاً كان الهراطقة ظاهرين، أما الآن فالكنيسة مملوءة هراطقة مستترين، إذ ضل الناس عن الحق، وصموا آذانهم (2 تى 4: 3).

هل يوجد مقال مملوء بالمظاهر الكاذبة؟! الكل ينصتون إليه بفرح! هل توجد كلمة للإصلاح؟ الكل يتحولون عنها! تحول الغالبية عن الكلمات الصحيحة، واختاروا الكلمة الشريرة عوض الصالحة. هذا هو الارتداد، والعدو يتطلع إليه. فقد أرسل جزئياً رواده حتى يأتى وينقض على الفريسة.

اهتم بنفسك يا إنسان، ولتكن نفسك فى أمان. الكنيسة تُحملك المسئولية أمام الله الحى، فهى تخبرك عما يخص ضد المسيح قبل أن يأتى. وإننا لا نعلم إن كان يأتى فى أيامكم أو بعدكم، لكن يليق بكم إذ تعرفون هذه الأمور أن تحترسوا[73]].

5 - ما هى العلامات التى تسبق المجئ الثانى ليسوع المسيح؟

لا يعرف أحد موعد المجئ الثانى للسيد المسيح، غير أنه ستوجد أحداث تُعد الطريق لمجيئه، سبق فأعلن عنها الربّ قبل آلامه بوقت قصير، وهى:

أولاً: بحسب تعاليم ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح ابن الله: "سوف تسمعون بحروب وأخبار حروب انظروا، لا ترتاعوا. لأنه لابد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد. لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل فى أماكن. ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع. حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم، وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمى. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضاً ويبغضون بعضاً (مت 24: 6 - 10).

ثانياً: البشارة بالأناجيل المقدسة فى العالم كله (مت 24: 14).

ثالثاً: إذ يدخل ملء الأمم ثم يخلص جميع إسرائيل (رو 25: 11: 26)، إذ يؤمنون بالإنجيل، ويعرفون أن يسوع هو المسياً الحقيقى، المخلّص. إنهم سيدركون أن مجئ إيليا ليُعد الطريق للمسيح قد تحقق فعلاً بمجئ النبى يوحنا المعمدان الذى جاء بروح إيليا (لو 1: 17).

رابعاً: سيحدث الارتداد العظيم قبل المجئ الثانى للمسيح، وسيخدع الأنبياء الكذبة الكثيرين (مت 24: 5). ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ويُكرز ببشارة الملكوت هذه فى كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتى المنتهى "(مت 24: 6 - 14). هذا مع انشغال الكثيرين بشهوات العالم (لو 17: 26 - 30)، وسيجدفون على الله إله السماء بسبب الآلام التى تحلّ عليهم ولا يقدمون توبة عن أعمالهم (رؤ 16: 11).

تزايد الخطية يخلق بؤساً عظيماً يحصبه قلقاً يأساً. هذا وصفه الربّ قائلاً: "وتكون علامات فى الشمس والقمر والنجوم. والبحر والأمواج تضج، والناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتى على المسكونة، لأن قوات السماوات تتزعزع. وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً فى سحابة بقوة ومجد كثير. ومتى ابتدأت هذه تكون، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب" (لو 21: 25 - 28). هكذا تتحقق نبوة الرسول بولسن حيث لا يأتى يوم الربّ، ما لم يأتِ الارتداد أولاً، ويستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك، المقاوم والمرتفع على كل ما يُدعى إلهاً أو معبوداً، حتى أنه يجلس فى هيكل الله كإله، مظهراً نفسه أنه إله "(2 تس 2: 3 - 4).

خامساً: قمة الارتداد، البؤس والحيرة يصدران عن ضد المسيح. جاء فى الديداكية: [ففى الأيام الأخيرة يكثر الأنبياء الكذبة والمفسدون، وتتحول النعاج إلى ذئاب "(مت 7: 15)، والمحبة إلى كراهية (مت 24: 12). إذ يزداد الإثم يكره الناس بعضهم بعضاً، ويضطهدون بعضهم بعضاً (مت 24: 8 - 9)، عندئذ يظهر مضلل العالم كابن الله (2 تس 2: 4). ويصنع آيات وعجائب (مت 24: 24) وتصبح الأرض فى قبضة يديه، ويرتكب آثاماً لم يحدث مثلها منذ البدء. عندئذ تدخل الخليقة بنار الاختبار، ويتعثر كثيرون ويهلكون، أما الذين يثبتون فى إيمانهم فيخلصون من اللعنة" (مت 241: 83) [74]]. ويقول القديس يوحنا الإنجيلى واصفاً ضد المسيح: "كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء فى الجسد" (1 يو 4: 3)، "لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" (1 يو 4: 1).

يقول القديس كيرلس الأورشليمى: [فى البداية يلبس مظهر الحقيقى والتعقل والحنو، وبالعلامات الكاذبة والعجائب السحرية المخادعة يخدع اليهود كما لو كان المسيح المنتظر. بعد هذا يُظهر كل أنواع الجرائم الوحشية والشرور، فيفوق كل الأشرار والملحدين الذين سبقوه، مستخدماً روح قتالٍ قاسٍ جداً كل البشرية خاصة المسيحيين، فيكون بلا رحمة مملوء غشاً. وبعد ثلاث سنوات وستة أشهر فقط تتحطم هذه الجرائم بالظهور المجيد لابن الله الوحيد ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح الحقيقى من السماء، حيث يستحق ضد المسيح بفمه، ويلقيه فى نار جهنم[75]].

6 - هل يحدث اختطاف للمؤمنين قبل مجئ ضد المسيح؟

اعتمد البعض على قول الرسول: "لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات فى المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1 تس 4: 16 - 17). هذا يدعونا إلى التعرف على أصل الكلمة المترجمة "سنخطف" فى (1 تس 4: 17) وتطورها.


[71] - الميمر 31 (راجع نص الدكتور بهنام سونى).

[72] - فى كل عصر يوجد مرتدون، فيشعر المؤمن أن مجئ ضد المسيح والمجئ الثانى للرب قد اقترب.

[73] - مقال 15: 1، 2، 9.

[74] - الديداكية 16: 3 - 5.

[75] - Cat. Lect> 12: 15.

[76] https://en.wikipedia.org/wiki/Rapture#Latin.English and Arabic website: www.stmarkscotland.org.

ما هو أصل الكلمة المترجمة "سُنخطف" فى 1 تس 4: 17 وتطورها؟

ما هو موقف إبليس من المجئ الثانى للسيد المسيح؟