ما هو مفهوم الطاعة فى مسيحنا الوديع؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الطاعة, الفضائل الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو مفهوم الطاعة فى مسيحنا الوديع؟

الطاعة هى تمتع بكرامة الشركة فى سمات مسيحنا الوديع المتواضع القلب. أطاع الآب مع أن إرادته واحدة مع إرادة الآب، ففى محبته قال: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" (مت26: 39)، إنه لا يحمل إرادة مختلفة عن إرادة الآب. بقوله هذا يحملنا فيه لنُردّد ذات كلماته باعتزاز فنتنازل عن إرادتنا من أجل تحقيق الإرادة الإلهية المُعلنة لنا خلال من هم حولنا. الإنسان المُعتد برأيه لا يتمتع بروح الحق والتمييز قيل: اثنان لا يُغيران رأيهما قط، وهما الغبى والميت! أما الحكيم المتزه فيقبل رأى الغير، ويُسر أن يطيع مادام فى الحق.

لكن، قد يسأل أحد: كيف أعرف صوت الحق فأطيعه؟ أو من يدربنى أن النصيحة المُقدمة لى هى حق.

قيل عن أحد الأشخاص، أنه وهو فى أحد برارى شمال غرب أفريقيا... رأى شبه عاصفة ضخمة من التراب، إذ اقترب من العاصفة وجد أعداداً لا حصر لها من الأغنام سببت فى سيرها هذه العاصفة الترابية. فجأة ظهر ستة رعاة معاً. وإذ مالت القطعان إلى جدول مياه شربت واستراحت. بعد قليل انعزل أحد الرعاة الخمسة الآخرين، وابتعد قليلاً ثم بدأ يغنى، وإذا بعدد قليل من الغنم يترك كل القطعان وينسحب نحو هذا الراعى، ومع استمرار الراعى يغنى، تسلسل قطيعه بالتدريج وتجمع حوله بينما ظلت بقية القطعان معاً. وتكرر الأمر، انسحب راعى آخر وبدأ يغنى فتجمع أيضاً قطيعه، وهكذا مع بقية الرعاة. عندئذ تذكر هذا الشخص قول السيد المسيح: "الخراف تتبعه، لأنها تعرف صوته، وأما الغريب فلا تتبعه، بل تهرب منه، لأنها لا تعرف صوت الغرباء" (يو10: 4 - 5).

حين تتساءل: كيف أعرف صوت الحق عندما يحدثنى أحد؟ الإجابة: إن كنت صديقاً له وتمارس الشركة معه، حتماً تعرف صوته وتطيع كلماته خلال الآخرين، خاصة القادة.

قيل أيضاً: إنه فى أثناء الحرب العالمية الأولى حاول بعض الجنود أن يستولوا على مجموعة من القطيع أثناء نوم الراعى، وكان ذلك على تل بجوار أورشليم فى يوم حار. استيقظ الراعى فجأة ووجد قطيعه يقوده الجند. وإذ شعر باستحالة الوقوف أمام الجند، خطرت بباله فكرة لاستعادة القطيع. انطلق إلى الجانب الآخر، وبدأ ينادى قطيعه بصوته وللحال اندفع القطيع نحوه ولم يستطع الجند السيطرة على الموقف. وبينما كان الجند فى حيرة ماذا يفعلون كان الراعى قد انطلق إلى منطقة آمنة والقطيع حوله. لقد عرف القطيع صوت راعيه! [47].

قيل إنه فى إحدى العروض حيث كان الآلاف ينتظرون مشاهدة عروض الكلاب، ضل أحد الكلاب، ونزل إلى الساحة، وفى ارتباك شديد صار يجول من هنا وهناك. كثيرون كانوا يصفرون له لكى يأتى إليه لعلهم يردّونه إلى صاحبه، لكنه لم يبال. وأخيراً صفَر أحد الصبيان من بعيد فانطلق الكلب نحوه وارتمى عليه. لقد عرف صوت صاحبه وميزه من آلاف الأصوات!


[47] Cf Knight's master book of 4000 illustration, 2000, p, 441.

هل نسمع لصوت محبوبنا؟!

من هو القائد والرئيس؟