18- ما موقفنا أمام العجز فى العبادة بسبب المرض؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الميطانيات, الوسائط الروحية
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ4 – العبادة المسيحية أنطلاقة نحو السماء – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

18 - ما موقفنا أمام العجز فى العبادة بسبب المرض؟

أوضحت القديسة سنكليتيكا تلميذة القديس أثناسيوس الرسولى Amma Syncletica of Alexandria النقاط التالية:

1 - يليق بنا ألاَّ نحزن متى كُنَّا عاجزين عن الصلاة والتسبيح بسبب المرض، فإننا نُمارِسها ليس كعملٍ روتينى أو فرائض نلتزم بها، وإنما لكى تسندنا فى إزالة الشهوات الشريرة، فإن كان المرض يزيل هذه الشهوات والملذَّات، فنحن نتعبَّد قدر ما نستطيع، خاصة بتقديم ذبيحة شكر لله. ممارستنا للنسك غايتها ضبط الشهوات، والمرض يقوم بنفس المهمة كعلاجٍ طبيٍ قويٍ وفعالٍ، فبه يُصَاب الجسم بالضعف، أما الروح فنشيط قادر على تقديم ذبيحة الشكر والتسبيح لله القدير مُحِبّ البشر.

2 - قد يُصَاب الإنسان فى عينيه، فنحسب ذلك بسماحٍ من الله لتتمتَّع بصيرتنا الداخلية بمجد الربِّ "كما فى مرآة" (2كو3: 18).

3 - قد يُصَاب المؤمن فى يديه، فليشكر الله الذى يهبه يدين داخليتين مستعدتين لمهاجمة عدو الخير.

4 - قد يشعر بأن كل جسمه هزيل، فليُقَدِّم ذبيحة شكر لله الذى يحفظ صحة إنسانه الداخلى، ويهبه قوة أعظم. إنها تقول: [ليتنا لا نحزن إن كنا غير قادرين أن نقف للصلاة أو نرتل المزامير بصوتٍ بسبب ضعف أجسادنا وأوجاعها، فإنّ جميع هذه العلل تأتى علنيا لأجل إبادة شهواتنا.

لقد وُصِفَ لنا الصوم والنوم على الأرض بسبب الملذَّات المشينة. فإذا جعلت هذه الأمراض تلك الملذات مُتبلِّدة يكون التقشُف شيئاً زائداً عن الحاجة. ولكن لماذا أقول إنه زائد عن الحاجة؟

لأنّ المرض يكبح جماح الزلات المُهلِكة الكامنة كما بعلاجٍ طبيٍ قويٍ وفعَّالٍ. هذا هو النسك العظيم: أن يظل المرء قوياً فى المرض، ويواصل التسابيح والشكر للقدير.

هل حُرِمنا من عيوننا؟ ليتنا لا نستاء من ذلك، فقد فقدنا الوسائل المُؤدّية إلى الشهوة النهمة (أى التى لا تشبع)، ومع ذلك فإننا نتأمل بعيوننا الداخلية فى مجد الرب "كما فى مرآة" (2كو3: 18).

هل أصابنا الصمم؟ فلنشكر الله، لأننا فقدنا بالكلية الضوضاء غير النافعة.

هل أصيبَت أيادينا بالضرر؟ ومع ذلك فلازال لنا أيادينا الداخلية المجهَّزة جيداً للحرب ضد العدو.

هل يتحكَّم المرض فى الجسد كله؟ فلا زالت صحة إنساننا الداخلى تزداد أكثر جدَّاً[25].].

كما تقول: [إذا ثقل علينا المرض فلا نحزن، لأننا بسبب المرض وانطراح أجسادنا لا يمكننا أن نُسَبِّح، لأنّ كل ذلك هو لخيرنا لأجل تطهيرنا من شهواتنا. حقاً إنّ الصوم والنوم على الأرض قد جُعلِا لنا بسبب ميولنا الشهوانية. فإذا أضعف المرض من هذه الميول تصير هذه الممارسات لا داعى لها، لأنّ هذا هو النسك العظيم: أن يضبط الإنسان نفسه فى المرض وأن يُرَتّل تسابيح الشكر لله[26].].


[25] The Life of Syncletioca. 99.

[26] Apophthegmata Patrun, 8.

1- ما هى الصلاة؟

17- كيف يسعى الشياطين لخداع المؤمنين لكى يسجدوا لهم؟