3- ما هي سمات الكائنات السماوية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملائكة, عقيدة
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ5 – المؤمن والطغمات السماوية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

3 - ما هي سمات الكائنات السماوية؟

الكائن السماوي جوهر عقلاني، دائم الحركة، لا جسد له، يخدم الله ويتمتَّع بنعمة الخلود. أما نوع جوهره وتحديده فلا يعرفهما إلا الخالق وحده. غير أن الكتاب المقدس يقول عنهم بوجه عام: "الصانع ملائكته أرواحاً، وخدامه لهيب نار" (عب 1: 7؛ مز 104: 4).

يتحرَّكون في كل المسكونة بسهولة دون عوائق تمنعهم مثل الحيطان والأبواب المغلقة والمختومة. لا تحدّهم أماكن مادية لكنهم محدودون؛ إذا أرسلهم الله إلى الأرض في مهمةٍ ما لا يكونون في السماء. لكن الأسوار والأبواب والأقفال والأختام لا تحدّهم، لأنهم لا يُحصَرون.

يقول القديس باسيليوس الكبير أنهم لا يتغيَّرون في أجسامهم مثل البشر عندما يشيخون، لأنهم لا يأكلون طعاماً مادياً ولا يشربون. ليس بينهم طفل وشاب وشيخ، إنما هم باقون كما هم منذ خلقتهم.

يقول لوقا الإنجيلي: "لا يُزوِجون ويُزَوَجون، إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضاً، لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة" (لو 20: 35 - 36). ويرى الأب يوحنا الدمشقي أن الملائكة خالدون ليس بالطبيعة، وإنما بالنعمة مثل نفوس البشر. ويرى القديس كيرلس الكبير أن الملائكة يجهلون أفكار البشر [الله وحده فقط الذي يعرف أسرار قلوب الناس[19].].

يعتقد بعض الآباء أن الملائكة لهم أجساد هوائية رقيقة وخالدة، متى قورنت بنا نحن البشر. ومتى قورنت بالله "الروح" يُحسَبون أجساداً روحانية. قّرَّر مجمع نيقية Nicea عام 784 أن للملائكة أجساد أثيرية أو نورانية[20]. يعتمد القائلون على وجود أجسام روحية للملائكة على الآتي:

أ. ستتحوَّل أجسام البشر إلى أجسام روحانية في القيامة (1كو 15: 44). مما يؤكد إمكانية وجود أنواع من الأجسام الروحانية.

ب. خضوع الملائكة للمكان والزمان، كما أن قدرتهم وسلطانهم ومعرفتهم وقداستهم محدودة. فقد خلق الله الكائنات السماوية تتمتَّع بإمكانيات سماوية جبَّارة، من جهة إمكانية الطاعة لله وتتميم إرادته المقدسة مع سرعة الحركة بطريقة فائقة. ولما كان الملائكة أجساماً روحانية لذلك فإن حركتهم سريعة للغاية في السماء وعلى الأرض. هذا لا يعني أن كيانهم غير محدود، ولا أن كل واحدٍ منهم يوجد في كل موضعٍ، إنما ينتقلون بسرعة من موضع إلى آخر (دا 9: 21 - 23).

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [حسناً، لقد أُرسِل الابن لكنه ليس بكونه عبداً ولا خادماً، إنما هو الابن الوحيد الذي له ذات مشيئة الآب. لم يُرسَل بكونه أخذ جسداً، أما الملائكة فيُغَيِّرون موضعهم، يتركون المواضع التي كانوا فيها ليُرسَلوا إلى مواضع أخرى لم يكونوا فيها.] يقول دانيال النبي: "هوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي" (دا 10: 13).

ج. الملائكة ككائنات روحية وُهِب لها الإرادة الحُرَّة، لها سلطان وحرية إرادة إما أن تتقدَّم في الصلاح والفضيلة أو تنحرف نحو الشرّ [21]. ويرى القديس باسيليوس الكبير أنه يمكن للملائكة أن تنحرف، لأنها ليست مقدسة بالطبيعة، فالقداسة من خارج طبيعتهم، ينالونها بحرصهم وعملهم الجاد. يرجع كمالهم إلى عمل الروح القدس وحُسْن استخدامهم لإرادتهم الحُرَّة.

يقول القديس باسيليوس في رسالته إلى أمفيليكوس إن للقوات السمائية حرية الإرادة ويمكن أن يميلوا إلى الخير أو إلى الشر، لذا فهم في حاجةٍ إلى مساعدة الروح القدس. كما يقول في مقاله الثالث ضد أفنوميوس إن كل الطغمات السماوية لهم القداسة من جهادهم وتأملهم المستمر في الله، وليسوا قديسين بطبيعتهم الذاتية، وإنهم إذ يتوقون إلى الصلاح، ينالون القداسة حسب درجة محبتهم الخالصة لله. وفي مقاله عن الثالوث يقول إن هؤلاء العلويين يستمدون القداسة من الروح القدس حسب درجة كل رتبةٍ. بهذا يظهر أنهم ليسوا صالحين بالطبيعة، بل بالحرية التي تجتذبهم إلى الصلاح والنعمة.

ما يحفظ الملائكة الآن من السقوط هو ان تأملهم في الله ينمو ويتزايد، والأمر الثاني إدراكهم للتجربة التي حلَّت بالطغمات الملائكية الساقطة بسبب كبريائهم، هذا مع مقاومتهم المستمرة للملائكة الأشرار يزيدهم شوقاً للصلاح وللتذكية أمام الله.

د. الملائكة لا تعرف الأحداث المستقبلية وما يدور في قلوب البشر. يقول القديس كيرلس الكبير إن الملائكة يعرفون أن الله وحده الذي يعرف أسرار قلوب البشر[22].


[19] To John, book 2, Ch. 3: 1 PG 224: 73.

[20] - لم تشترك فيه كنيسة الإسكندرية.

[21] Fr. John Damascus: Exposition about Angels 17: 2 PG 868: 94.

[22] To John, book 1: 2, PG 2244: 73.

4- هل للملاك شكل؟

2- لماذا نحتفل بأعياد السمائيين؟