6- هل يُوهَب الإنسان ملاكاً حارساً؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت الأخروي - الإسخاطولوجي, الملائكة, عقيدة
آخر تحديث 13 يناير 2022
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ5 – المؤمن والطغمات السماوية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

6 - هل يُوهَب الإنسان ملاكاً حارساً؟

يعتقد اليهود أن ملاكين يصاحبان الإنسان عند عودته من المجمع إلى بيته في عشية السبت، واحد صالح والآخر شرير[1].

عقيدة الملاك الحارس لها أساس في الكتاب المقدس (تك 48: 16؛ طوبيا 3: 25؛ اع 12: 15). يقول السيد المسيح: "انظروا، لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، لأني أقول لكم: إن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبى الذى في السماوات" (مت 18: 10). ويقول المرتل: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز 91: 11). قال المجتمعون في العلية للصبية عن الذي يقرع الباب إنه ملاكه (أع 12: 15). وأوصى الرسول المرأة أن يكون لها غطاء للرأس لأجل الملائكة (1كو 11: 10). ويقول المرتل: "ملاك الرب حال حول خائفيه" (مز 34: 7).

يظهر هذا التعليم الخاص بالملاك الحارس في الكتابات المسيحية المبكرة، ذُكِر في برناباس[2] وفى أعمال القديس إكليمنضس السكندري. جاء في كتاب الراعي لهرماس: [يصحب الإنسان ملاكان، ملاك العدل وملاك الشرّ... عندما تشعر بالتذمُّر والمرارة، فاعلم أن الشيطان يسكن فيك... فابتعد عنه ولا تُصَدِّقه، لأن أعماله تضر عبيد الله[3].].

وجاء في العلامة أوريجينوس: [يجب أن نؤمن أن الملائكة، وهم خدام الله والحراس المُعَيَّنين من قِبَله متواجدون مع الإنسان الذي يُصَلِّي، حتى ينضموا إليه فيما يلتمسه. الحقيقة أن الملاك المُخَصَّص لكل منا، حتى للصغار في الكنيسة، والذي يعاين دائماً وجه الآب، ويشاهد ألوهية الخالق، يصلي معنا ويدعمنا على قدر الإمكان فيما نطلب.] [كل واحدٍ من المؤمنين حتى وإن كان الأصغر في الكنيسة، يعاونه ملاك، ويقول الإنجيل إن هؤلاء الملائكة يعاينون على الدوام وجه الله الآب الذي في السماوات[4].] [إذ يقبل إنسان الإيمان، يعهد به المسيح الذى فداه بدمه من الشرير إلى ملاكٍ مقدسٍ الذي بسبب نقاوته يعاين وجه الله الآب[5].].

[لابد أن نقول إن النفس البشرية هي تحت إشراف ملاك بالنسبة لها بمثابة الوالد[6].].

[حتى لا يحدث أن تجد الأرواح الشريرة فيما بعد مكاناً فيها (النفس البشرية)، رأت حكمة الله وعنايته أن تُزوِّد الأطفال الصغار وأولئك الذين هم ليسوا إلا أطفالاً رُضّع في المسيح، وغير القادرين على الدفاع عن أنفسهم ضد غواية الشيطان وهجمات الأرواح الشريرة، بملائكة وحراس أبطال مُعَيَّنين من قِبَله كمرشدين ومُربّين لصغار السن أو غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم (1كو 3: 1؛ أف 6: 11؛ غل 4: 2) [7].] [ما أقوله فيما يختص بكل إقليمٍ، من الواجب تطبيقه فيما يختص بكل فردٍ. فكل شخصٍ منا يقع تحت تأثير ملاكين: ملاك للصلاح وآخر للشر. فإن وُجِد فكر صالح في رأسنا، فما من شك في أن ملاك الرب هو الذي يتحدث معنا. أما إن جاءت أمور شريرة إلى قلوبنا، فالذي يخاطبنا هو ملاك الشر[8].] [إذ يشهد الرب في الإنجيل أن قلوب الخطاة مُحاصَرة "بسبعة شياطين" (لو 11: 26)، نجد الكاهن على نحو ملائم يرش بأصابعه زيتاً سبع مرات أمام الرب لطرد الأرواح الشريرة السبعة من قلب الشخص الذي ينشد التطهير[9].] [المستقيمون هم من يحتاجون إلى معونة ملائكة الله، حتى لا يُسقِطهم الشيطان، ولا يخترق قلوبهم سهم يطير في الظلام[10].].

[إذ رأى الملائكة رب الطغمة السمائية يجول في الأرض، دخلوا الطريق الذي فتحه، مقتفين أثر ربّهم، متمثلين لإرادته، فهو الذي أسند إليهم رعاية من آمنوا به. فالملائكة في خدمة خلاصك. إذ اتخذ جسداً، كان عليهم أن يتبعوه. كأني أسمعهم يقولون فيما بينهم: "إن كان قد اتخذ جسداً مماتاً، فكيف نظل نحن باقين بدون عمل؟ تعالوا أيها الملائكة. تعالوا تنزل كلنا من السماء". هذا هو السبب في تواجد جمهرة من القوات السمائية يُسَبِّحون الله ويُمَجِّدونه عند ولادة المسيح، فقد كان المكان زاخراً بهم[11].].

[جاء ملاك الرب للرعاة وكلمهم. اسمعوا يا ملائكة الكنائس، فإن ملاك الرب لا يزال ينزل من السماء ليعلن لكم: "إنه وُلِد لكم اليوم مُخَلِّص هو المسيح الرب". حقاً لو لم يأتِ هذا المُخَلِّص لما استطاع رعاة الكنائس أن يعتنوا برعيتهم من أنفسهم، فاشلة هي رعايتهم إن لم يرعها المسيح معهم! ها نحن بصدد قراءة ما جاء عن الرسل: "نحن فلاحة الله" (1كو 3: 9)، فالراعي الصالح هو ذاك الذي يتبع سيده الراعي الصالح، فيعمل مع الله (الآب) ومع المسيح.].

لكل شخصٍ ملاك حارس، وأيضاً لكل مدينة وكل كنيسة.


[1] The Jewish Encyclopedia, Angelology.

[2] Pseudo – Barn. , 18,1.

[3] Hermas: The Shepherd, Commandment 2: 6: 1,5,6.

[4] De Princ. , 2,10,7.

[5] Comm. In Matt. , 13,28.

[6] Comm. In Matt. , 13,5.

[7] Comm. On the Song of Songs, book 3: 2 (ACW).

[8] De Principiis 2: 3: 4; Boniface Ramsey: Beginning to Read the Fathers, Paulist Press, 1985, p. 12.

[9] In Lev. hom. 14: 8 (G. W. Barkley – Frs. of the Church).

[10] Hom. In Num. , 5,3.

[11] In Ex. hom. 7: 1.

7- هل كل طوائف اليهود تعتقد بوجود ملائكة؟

5- لماذا يتحدث الكتاب المقدس عن السمائيين؟