أشور بانيبال

البيانات التفاصيل
الإسم أشور بانيبال
التصنيفات شخصيات الكتاب المقدس
شخصية بحرف أ

سيرة أشور بانيبال

السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس

أشور بانيبال

ومعناه "أشور يخلق ابنا"، وهو ابن آسرحدون ملك أشور، وقبل أن يشرع آسرحدون في الزحف علي مصر للمرة الأخيرة - وقد أحس بأن أيامه قد أصبحت معدودة - نادي بابنه اشور بانيبال وليا للعهد علي عرش أشور (668 ق. م) كما نادي بابنه "شماش - سوم - يوكين" وليا للعهد علي بابل. ولكن عند موت آسرحدون لم يسمح لشماش إلا بمركز نائب الملك علي بابل.

والاعتقاد العام هو أن أشور بانيبال هو "أسنفر العظيم" (عزرا 4: 10) فإذا لم يكن ذلك صحيحا، يكون معني ذلك أن أشور بانيبال لم يذكر بالاسم في العهد القديم. وفي حوليات الملك أشور بانيبال، يذكر قائمة بأسماء عشرين ملكا من الخاضعين له، من بينهم منسي ملك يهوذا. وتكاد هذه القائمة تطابق القائمة التي سجلها آسرحدون أبوه. ونعلم من أخبار الأيام الثاني أن رؤساء الجند الذين لملك أشور أخذوا منسي بخزامة وقيدوه بسلاسل نحاس وذهبوا به إلي بابل (2 أخ 33: 11) وملك أشور المشار إليه هنا هو إما آسرحدون أو ابنه أشور بانيبال. فإذا كان هو أشور بانيبال، يكون رده لمنسي إلي عرشه، شبيه بما فعله مع نخو ملك مصر الذي ثار أيضا ضد الأشوريين، فهزموه وأسروه ولكن أشور بانيبال أعاده مرة اخري إلي عرش مصر.

وهناك إشارة أخري - علي الأقل - في العهد القديم لهذا الملك وذلك في نبوة ناحوم الذي تنبأ بسقوط نينوي: "هل أنت (يا نينوي) أفضل من" نو آمون؟ "وقد سجل أشور بانيبال ذلك في حولياته ووصف تدمير المدينة. وكلمة" نو آمون "معناها" مدينة آمون "أكبر آلهة مصر.

وقد مات آسرحدون وهو في طريقه إلي مصر، التي كان قد غزاها من قبل، ولكن قام فيها عصيان مسلح، فإن ترهاقة الذي هزمه آسرحدون ففر إلي أثيوبيا، عاد وزحف علي الولاة الذين أقامهم ملك أشور، وعقد حلفا مع نخو وآخرين وبعد جلوس أشور بانيبال علي العرش بقليل، زحف علي مصر وهزم القوات المتمردة، وأخذ قادة التمرد إلي نينوي مكبلين بالأغلال، ولكنه أعاد نخو (كما فعل مع منسي) إلي عرشه في سايس عاصمة مصر في ذلك الوقت. وقد مات ترهاقة بعد قليل، فتولي القيادة بعده ابن اخته تانوت آمون (تندامي). وبعد رحيل الأشوريين زحف تانوت آمون علي الحاكم الذي ولاه الأشوريون، ولكن الجيش الأشوري عاد وفك الحصار فرجع تانوت إلي طيبة فطارده الأشوريون إليها وفتحوها ونهبوها في 663 ق. م، وهذا هو ما أشار إليه النبي ناحوم (3: 8). وبعد ذلك ببضع سنوات قام بسماتيك بن نخو (الذي حافظ علي ولائه للأشوريين بعد أن أعادوه إلي عرشه)، وأعلن استقلال مصر، ولانشغال جيش أشور في أماكن اخري، استطاع بسماتيك أن يحرر مصر من نير الأشوريين.

كما سلم لأشور بانيبال بعل ملك صور بعد حصار طويل، كما قدم له فروض الولاء ودفع له الجزية "ياكنلو" ملك أرواد. ولما رأي المتمردون الآخرون ما حل بترهاقة، استسلموا صاغرين. ولكن عيلام العدو القديم والتي ظلت مسالمة لأشور مدة طويلة، بدأت بقيادة "أورلاكي" في القيام بغزوات ضد بابل، ولكن أشور بانيبال عبر جبال زاجروس وظهر بغتة أمام سوسه مما جعل "تيومان" - الذي خلف أورلاكي - يعود إلي بلاده، وهكذا ذلت عيلام أمامه.

وفي 652 ق. م تمرد عليه أخوه "شماش سوم يوكين" الذي جعله نائبا للملك علي بابل، وأراد أن يستقل عن أشور، ولكن أشور بانيبال انتصر علية واستولي علي بابل، فلجأ شماش إلي أحد القصور وأشعل فيه النار، فمات محترقا بها.

ولكن السنوات الأخيرة من حكم أشور بانيبال يلفها الغموض، إذ يبدو أن الملك العجوز قد اعتكف في حاران، وترك ابنه "أشور - إتل - إيلاني" حاكما علي أشور، وابنه "سن شوم ليشير" لمقاومة الأسرة الكلدانية بقيادة نبوبولاسار في 626 ق. م لقد بدأ في ذلك نجم أشور في الأفول، فلم تفقد سيطرتها علي البلاد المجاورة فحسب، بل اندثرت تماما قبل نهاية ذلك القرن، فقد قامت جحافل "أومان ماندا" بتدمير نينوى وسوتها بالأرض، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك، وما زالت أطلالا خرابا (ناحوم 3: 4 - 7).

كما يشتهر أشور بانيبال بالمباني التي شيدها والتي تدل علي براعة معمارية، ففي كل مدن أشور جدد ووسع وزخرف الكثير من المعابد والهياكل، وشيد في نينوى قصرا جميلا فاق كل ما بناه الأشوريون، فخامة وروعة.

وقد شجع في عهده الفنون بشدة، فبعض التماثيل والنقوش التي خلفها لا تمثل قمة الفن الأشوري فحسب، بل تعتبر من أثمن كنوز العالم القديم وروائعه. وكان الكثير منها يمثل مناظر الصيد الذي كان الملك مغرما به.

وأعظم ما يشتهر به أشور بانيبال هو المكتبة التي أنشأها والتي من أجلها يعتبر أعظم مشجعي الأدب في العصور القديمة.

عظات وكتب عنه