كلداني – كلدانيون – كلديا

البيانات التفاصيل
الإسم كلداني – كلدانيون – كلديا
الإسم بطرق مختلفة كلداني, كَلْدَانِيٍّ, , , , ,
التصنيفات شخصيات الكتاب المقدس
شخصية بحرف ك

سيرة كلداني – كلدانيون – كلديا

السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس

كلداني | كلدانيون | كلديا

كان الكلدانيون يسكنون "كلديا" في جنوب بابل وكان الكلدانيون هم الجنس الغالب في بابل من 721 إلى 539 ق. م. وكانوا يشغلون كل مناصب السلطة والقيادة فيها. وقد ملأوا كل مناصب الكهنوت في العاصمة بحيث أصبح اسم كلداني مرادفًا لكاهن للإله بيل "مردوخ" كما ذكر ذلك المؤرخ هيرودتس وكان شعب بابل في ذلك الحين يعتقد أن هؤلاء الكهان يملكون ناصية الحكمة ولهم معرفة سحرية ومقدرة فائقة على العرافة والكهانة والتنجيم ومعرفة الغيب (دا 1: 4 و2: 2 و4). وقد استعملت كلمة الكلدانيين مثلًا عند ذكر "اور الكلدانيين" (تك 11: 31 ونحم 9: 7) كما استعملت أيضًا في 2 ملو 24: 2 و25: 4 - 26 و2 أخبار 36: 17 واش 13: 19. وكان مرودخ بلادان ونبوخذنصر وأويل مردوخ وبلطشاصر من ضمن ملوك الكلدانيين.

وقد كانوا من ضمن الذين هجموا على ممتلكات أيوب البار مثل السبئيون.

تطلق "كلديا"، على المنطقة الواقعة في جنوبي شرقي ما بين النهرين، عند الطرف الشمالي للخليج الفارسي، فكان الاشوريون يسمونها بلاد “كالدو” وسماها البابليون “كاشدو” ومنها جاء الاسم العبري “كاسديم” أي “الكلدانيون "، وكان يعيش في نفس المنطقة السومريون والاكاديون، وكان اسم “الكلدانيين” يطلق على جماعة من القبائل السامية التي كانت تعيش فيما كان يطلق عليها “بلاد البحر” المجاورة للطرف الشمالي للخليج الفارسي.

وبعد أن ابتلع الاشورويون الإمبراطورية البابلية القديمة، استطاع الكلدانيون بقيادة نبوخذنصر، الإمساك بزمام السلطة وبناء الإمبراطورية البابلية الجديدة التي سادت بلاد الشرق الأوسط على مدى نحو قرن من الزمان وترتبط كلديا بإبراهيم خليل الله، الذي خرج أصلاً من "أور الكلدانيين" (تك 11: 28، أع 7: 4). وربما سميت هكذا تمييزاً لها عن “اورا” الواقعة في شمالي بلاد بين النهرين.

(2) بلاد وشعب الكلدانيين:

كانت “كلديا” حتى نهاية القرن الثامن قبل الميلاد، تطلق على منطقة صغيرة في جنوب ولاية بابل فشملت في ذلك الوقت كل المنطقة من بغداد على نهر الدجلة - إلى الخليج الفارسي، وامتدت على نهر الفرات حتى مدينة “حت”. ومع أن “كلديا” كانت عادة محصورة بين نهري الدجلة والفرات، فانها امتدت شرقاً إلى الأرض المنبسطة بين الدجلة وجبال زاجروس، كما شملت بعض الأراضي غربي نهر الفرات، فكانت الصحراء العربية حدها الغربي، ولكن قلما زاد عرضها عن أربعين ميلاً، ومساحتها نحو 000·8 ميل مربع وهي تقع حالياً داخل العراق، ويمس طرفها الجنوبي الغربي دول الكويت.

(3) خصوبة أرض الكلدانيين:

كانت كلديا أكثر مناطق الهلال الخصيب إنتاجاً وحيث أن هذا الإنتاج كان يتوقف على توفر قنوات الري كان الكثيرون من الملوك يفتخرون بإنشاء هذه القنوات وصيانتها. وعندما اُهمل هذا الأمر في العصر التركي، تصحرت أرضها وضعف إنتاجها فبالاستخدام السليم للترع وقنوات المياه كانت الحقول تنتج كميات وفيرة من الغلال كالقمح والشعير، ومن الفاكهة كالتين والرمان والتمر وقد امتدح سنحاريب ملك اشور حدائق وبساتين كلديا، كما كانت مرتفعات كلديا تغطيها المراعي الجيدة وبخاصة في فصل الربيع، حيث كانت ترعى قطعان الماشية كما كانت تحيط بالأنهار والبحيرات مساحات من المستنقعات، فكان صيد الأسماك مصدراً هاماً من مصادر الطعام.

(4) التجارة في أرض الكلدانيون:

بالإضافة إلى المنتوجات الغذائية، كان “القار” (تك 6: 14)، من أهم المواد الخام التي تصدرها كلديا، فكانت كلديا تعتمد إلى حد بعيد على التجارة للحصول على حاجتها من مواد البناء وغيرها من المواد الضرورية فكانت تصدر الغذاء والصوف والقار، وتستورد ألواح الخشب والمعادن والاحجار الكريمة.

وكانت بعض هذه المنتوجات تأتي عن طريق الخليج الفارسي أو بالطرق البرية من المشال والشرق، فكانت هناك طرق رئيسية تمتد من الخليج الفارسي إلى سورية وفلسطين ومصر، وشرقاً إلى عيلام وفارس وكان النقل داخل بابل نفسها يعتدم على القوارب، فكانت السلع تنقل بين مدينة واخرى عن طريق القنوات والأنهار، فكانت الأرماث المصنوعة من الخشب، والتي تطفو فوق قرب منفوخة تذرع نهر الدجلة جيئة وذهاباً، وكان نهر الفرات الأبطأ جرياناً، يسمح بسير السفن إلى مسافات أبعد مما يسمح به نهر الدجلة، وكثيراً ما يسمى نهر الفرات - في الكتاب المقدس - بـ“النهر الكبير” (تث 1: 7، يش 1: 4، رؤ 9: 14)، أو بـ "النهر" مجرداً (تلك 31: 21). وكان ازدهار "كلديا" يعتمد على ما تجنيه من متاجرها ونظام النقل.

ولعدم توفر الأحجار والأخشاب بها، اضطر أهل بابل لاستخدام الطين من رواسب الطمي، لصنع الطوب فكانت قوالب الطوب هي المادة الرئيسية للبناء، كما كانت تصنع منه الألواح للكتابة عليها بالخط المسماري، ومتي حُرقت تصبح قادرة علي البقاء قروناً طويلة وعن طريق هذه الألواح الطينية، استطاع الأثريون أن يعرفوا الكثير من أسرار تلك الفترة التاريخية.

(5) المدن الكلدانية:

كانت المدن الكلدانية قليلة في البداية عندما كان اعتمادهم الأساسي على الصيد والقنص، ولكن بمرور الزمن، تكاثر عددهم واحتلوا عدداً من المدن الشهيرة التي لا تزال أطلالها قائمة· فمعظم مدن بلاد النهرين بنيت في العهود الحضارية القديمة، فكان بالقرب من الخليج الفارسي: إريدو، وأور ولارسا ويورك (أرك - تك 10: 10) · وكانت نبُور تقع في قلب ولاية بابل. وفي الشمال كانت توجد بورسيبا، وبابل، وكوتا، وكيش. وكان بعض هذه المدن مما خلفته الحضارتان السومرية والأكادية، وكانت هذه المدن مشهورة في الألفين الثالثة والثانية قبل الميلاد، عندما كانت "كلديا" تُعرف باسم "سومر وأكاد". وكانت "أور وإريدو” قريبتين جداً من شاطئ الخليج. ولكن ما حملته الأنهار من طمي ردم الطرف الشمالي من الخليج الفارسي.

(6) تاريخ الكلدانيون:

(أ) جاء أقدم ذكر للكلدانيين في الحوليات الأشورية للملك “أشور ناصر بال” الثاني (عام 825 - 860 ق·م)، مما جعل بعض العلماء يظنون أن الكلدانيين دخلوا بابل في حوالي 000، 1 ق. م. ولكن الأرجح أنهم أقدم عهداً من ذلك، ويرتبطون عادة بالقبائل الأرامية السامية، التي كانت تزحف في أواخر الألف الثالثة قبل الميلاد، باستمرار من الصحراء الغربية إلي ما بين النهرين· واستقروا أولاً في الطرف الجنوبي من ولاية بابل عند الطرف الشمالي للخليج الفارسي، ربما قبل أن تذكرهم الحوليات الأشورية بعدة قرون.

(ب) ويرد في سفر أيوب (1: 17) أن ثلاث فرق من الكلدانيين هجمت على جماله وضربوا غلمانه بحد السيف. ولعل ذلك كان بالقرب من أدوم شمالي الجزيرة العربية· ووجودهم في تلك المناطق، لا يعني بالضرورة أنهم كانوا يقيمون بالقرب منها،. حيث أن الجيوش البابلية (شنعار) والعيلامية زحفت حتى فلسطين قبل ذلك بقرون (تك 14: 1 و2).

(ب) تحت الحكم الأشوري: حيث أن الكلدانيين كانوا يعيشون في منطقة مستنقعات وبحيرات في أقصى الجنوب، احتفظوا بدرجة كبيرة من الاستقلال حتى عندما امتد النفوذ الأشوري إليهم، إذ كان من العسير علي الجيوش الغازية أن تقوم بمناورات في المستنقعات الكلدانية· وكانت نتيجة ذلك أن أبى الكلدانيون تقديم أي خدمة للحكومة الأشورية.

وفي الألف الثانية قبل الميلاد كان يحكم بابل رؤساء من "بلاد البحر" لفترات قصيرة· ومن حكم "هدد نيراري الثالث" (حوالي عام 810 ق. م.) قدمت القبائل الكلدانية الولاء للغزاة الأشوريين في شمالي بابل. وعندما حاول الأشوريون أن يحدوا من حريتهم، تحول الكلدانيون إلي حرب العصابات وتدبير المكايد السياسية، فكانوا سريعين في نقض المعاهدات أو تغيير التحالفات حسبما تقتضي الظروف. فبينما كان المواطنون في بابل راضخين بوجه عام، تزعم الكلدانيون حركة الاستقلال القومية. وظل الأشوريون - على مدى 250 سنة - يفرضون سلطانهم بالقوة ضد محاولات الكلدانيين المستمرة للاحتفاظ باستقلالهم ونفوذهم.

وأخيراً في عام 127 ق. م. دخل "مرودخ - أبلا - إديني" (المعروف في الكتاب المقدس باسم مرودخ بلادان (2مل 20: 12، إش 39: 1) وهو الذي أرسل سفارة لحزفيا ملك يهوذا) بابل واعتلى عرشها الذي طالما كان ملك أشور هو الذي يعين من يجلس عليه واستطاع بالخداع والدهاء أن يحتفظ به لمدة عشر سنوات قبل أن يضطره سرجون الثاني ملك أشور إلي التراجع إلي منطقته في الجنوب. وعند موت سرجون في عام 705 ق. م. حاول استعادة عرش بابل، ولكنه انهزم أمام سنحاريب ملك أشور الجديد، الذي قام بتدمير بابل لتكون عبرة للكلدانيين وحلفائهم.

ولكن أسرحدون - ابن سنحاريب وخليفته - اتبع سياسة المصالحة مع البابليين، وأعاد بناء عاصمتهم، فكانت تلك حركة ذكية، جعلت الكلدانيين يخلدون إلي الهدوء، فبدأت فترة من السلام استمرت ثلاثين سنة. وحدثت آخر ثورة في أيام أشور بانيبال، وكان الذي دفع إليها هو أخوه الذي كان قد عينه أشور بانيبال نائباً له على عرش بابل، فبادر الكلدانيون بالانضمام للثورة التي أخمدها ملك أشور في عام 648 ق. م.

(ج) – الامبراطورية البابلية الجديدة: بعد ذلك بنحو عشرين سنة عند موت آشور بانيبال، انهارت الدولة الأشورية فجأة وبصورة دراماتيكية، فانتهز نبوبولاسار الحاكم الكلداني اللرصة لطرد الاشوريين من بابل، وأصبح ملكاً على بابل في عام 625 ق. م. واستطاع بتحالفه مع الميديين أن يقضي على الامبراطورية الأشورية، وأن يستولى على المدن الرئيسية، فاستولى على أشور في عام 614 ق. م. وعلى نينوي العاصمة في 612 ق. م. واقتسم الكلدانيون الأراضي التي استولوا عليها مع الميديين، فضموا إليهم المناطق الأشورية، الواقعة غربي وجنوبي نهر الدجلة، وبذلك خلقوا إمبراطورية بابلية جديدة (كانت الإمبراطورية البابلية الأولى - التي كان حمورابي أحد ملوكها - قد ازدهرت قبل ذلك بنحو ألف عام). وأصبح اسم كلديا مرادفاً لاسم بابل.

وفي أثناء الحكم الطويل الناجح لنبوخذنصر الثاني (أو نبوخذراصر) ابن نبوبولوسار، وصلت الإمبراطورية البابلية إلي أوج مجدها. وعندما كان نبوخذنصر ولياً للعهد، انتصر انتصاراً حاسماً على الجيش المصري في موقعة كركميش في عام 605 ق. م. (انظر 2أخ35: 20) التي وطدت دعائم السيادة البابلية في الشرق الأوسط (انظر 2مل 24: 7). وفي نفس تلك السنة أصبحت مملكة يهوذا خاضعة لملك بابل، فخضع الملك يهوياقيم لنبوخذنصر ملك بابل الذي أخذ كنوز الهيكل غنائم ليضعها في هيكله في بابل، كما أخذ قادة الشعب وخيرة الشباب أسرى (2مل24: 1، 2أخ 36: 5 - 7، دانيال1: 1 - 4).

وعندما تمردت يهوذا بعد عدة سنوات، بتحريض من مصر، استولى الجيش الكلداني على أورشليم في عام 597 ق. م. وأخذ ملك يهوذا يهوياكين أسيراً مع عدد آخر من قادة الشعب (2م 24: 8 - 61). ثم حدت تمرد آخر بزعامة الملك صدقيا الذي كان الكلدانيون قد أقاموه ملكاً، مما أدى إلي غزو الكلدنيون لأورشليم للمرة الثالثة وتدميرها في عام 586 ق. م. وسبوا أغلب الشعب (2م 24: 20 - 25: 12، 2أخ36: 11 - 21). ومن الغنائم التي أخذها نبوخذنصر من أورشليم ومن غيرها من البلاد التي غزاها، بني بابل وجعل منها مدينة من أروع المدن في العالم القديم، وعمل فيها الحدائق المعلقة التي كانت إحدى عجائب الدنيا السبع، و "بوابة اشتار" وأحاطها بسور طوله سبعة عشر ميلاً للدفاع عن المدينة. وكانت كبرياؤه وافتخاره بالمدينة التي قال إنه بناها بقوة اقتداره ولجلال مجده، سبباً في دينونة الله له (دانيال4: 3 - 33).

خلف نبوخذنصر ابنه "أميل مرودخ" (ويسمى في الكتاب المقدس "أويل مردوخ" (2مل25: 27، إرميا 52: 31) حيث يذكر لإحسانه للملك المسبي يهوياكين). وبعد سنتين قُتل "أويل مردوخ" في ثورة مسلحة بقيادة صهره نرجل شراصر (إرميا39: 3) الذي حاول أن يؤسس أسرة ملكية جديدة. وبعد أربع سنوات خلفه ابنه الذي لم يملك سوى بضعة أشهر، قبل أن يخلعه نبونيدس ويغتصب العرش.

(د) سقوط بابل: كان نبونيدس آخر الملوك الكلدانيين، وقد أيد توليه العرش الكثيرون من رجالات الدولة وبخاصة عندما لاحظوا أن الميديين حلفاءهم، أصبحوا شيئاً فشيئاً مناوئين لهم، ورأى رجال الدولة في “نبونيدس” حاكماً قوياً يستطيع الوقوف في وجه الميديين، ولكن محاولاته لإعادة الديانة البابلية لم تجد قبولاً لدى الشعب، كما لم تنجح محاولاته لتقوية اقتصاد الدولة. وقد جعل هذان العاملان من بابل مكاناً غير آمن لنبونيدس. وفي إحدى مرات غيابه الطويل عن العاصمة، أقام ابنه بيلشاصر نائباً عن على العرش. وهو ما يفسر موقف بيلشاصر، الذي يقول عنه دانيال "ملك الكلدانيين" (دانيال5: 30) كما أنه قال لدانيال: "تتسلط ثالثاً في المملكة" (دانيال5: 16 و29) لأن بيلشاصر نفسه كان الشخص الثاني في المملكة، بعد أبيه نبونيدس.

وفي أثناء قيام بيلشاصر بشئون المملكة، وقعت الحادثة العجيبة المدونة في الأصحاح الخامس من سفر دانيال، حادثة الكتابة على "مكلس حائط قصر الملك" التي كانت إنذاراً بسقوط بابل، وكان العيلاميون يهاجمون الحدود الشرقية من الإمبراطورية. وإذ سمع "نبونيدس: باقتراب جيوش فارس في الشمال، أسرع بالعودة إلي بابل، ولكن كورش الكبير كان قد استطاع أن يستولى على بابل بدون قتال، و وضع نهاية للقوة الكلدانية والامبراطورية البابلية الجديدة.

(7) الكلدانيون وعلم التنجيم:

بعد أن اختلفت الإمبراطورية الكلدانية بزمن طويل، ظل اسم الكلدانيين "طوال العصرين اليوناني والروماني مرادفاً للسحرة والعرافين والمنجمين. كما نرى ذلك في سفر دانيال حيث يجمع بين الكلدانيين والمجوس والسحرة والعرافين والمنجمين" (دانيال2: 2 و10، 4: 7، 5: 7).

لقد اشتهر البابليون طويلاً بتقدمهم في العلوم الفلكية واعتمادهم على النجوم للتنبؤ بالمستقبل. وهناك نص بابلي يرجع إلي نحو عام 700 ق. م. يصف دائرة البروج، ويذكر أسماء خمس عشرة مجموعة نجمية، وما زال الفلكيون إلي اليوم يستخدمون هذه الأسماء، مثل الثور والجوزاء والعقرب. وقد أمر نبوخذنصر أن يتعلم خيرة شباب يهوذا الذين سباهم - بما فيهم دانيال - "كتابة الكلدانيين ولسانهم" (دانيال1: 4)، ولا شك في أن العلوم الفلكية كانت بعض ما يتعلمونه.

عظات وكتب عنه