حمورابي

البيانات التفاصيل
الإسم حمورابي
التصنيفات شخصيات الكتاب المقدس
شخصية بحرف ح

سيرة حمورابي

السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس

حمورابي

← اللغة الإنجليزية: Hammurabi - اللغة العبرية: חמורבי - اللغة اليونانية: Χαμουραμπί - اللغة الأمهرية: ሃሙራቢ.

حمورابي اسم أكادي يعني أن "الرب أمُّو عظيم". وهناك ستة ملوك في الأسرة البابلية الأولى حملوا هذا الاسم، كما حمله ملوك حلب وملوك الكرد في أوائل الألف الثانية قبل الميلاد.

(1) أصل اسم حمورابي وعلاقته بأمرافل:

حمورابي هو اسم ذلك المحارب الشهير الذي أقام الكثير من المنشآت والمباني، كما أنه صاحب القوانين المعروفة باسمه، والذي حكم بابل في أوائل الألف الثانية قبل الميلاد.

ويرى بروفسور "شريدر" (Eb. Schrader) أن حمورابي هو نفسه أمرافل المذكور في سفر التكوين (14: 1 و9)، ولكن وجود "اللام" في نهاية اسم "أمرافل" يجعل الكثيرين من العلماء يرون غير ذلك.

وقد لا يكون حمورابي من أصل بابلي‎، فمن المعتقد أن الأسرة البابلية الحاكمة، التي ينتمي إليها حمورابي قد وفدت من الغرب. ويقول "بروسوس" إن أسرة حمورابي أسرة عربية، ومؤسسها هو "سومو - آبي"، وكان حمورابي هو الملك الخامس في هذه الأسرة. ولكن مما يلفت النظر أن "سوموباليت" أبا حمورابي و "آبل - سن" جدة، هما الحاكمان الوحيدان في هذه الأسرة، اللذان يحملان أسماء بابلية، أما بقية السماء فيبدو أنها عربية.

(2) السنوات التي أعقبت تولي حمورابي العرش:

ليس ثمة شيء مسجل عن السنوات الأولى من حياة حمورابي، إلا أنه وقد بلغت مدة حكمه نحو ثلاث واربعين سنة، فلا بد أنه اعتلى العرش صغيرًا. ويبدو أن اعتلاءه العرش قد تميز ببعض الإصلاحات القانونية، حيث قيل عنه إنه "أقام العدل". وكرس السنوات الأولى من حكمه للأعمال السلمية، كإقامة المعابد والتماثيل للآلهة. وفي السنة السادسة من حكمه بني أسوار مدينة "لاظ"، وفي السنة السابعة استولى على "يونوج" (إرك) و "إسن" وهما مدينتان من مدن بابل الهامة، مما يعني أن العائلة المالكة البابلية - في ذلك العصر - لم تكن قد فرضت بعد سيطرتها على جميع نواحي البلاد.

(3) عمليات عسكرية وبناء المعابد وتدشين تمثال حمورابي:

ورغم انشغاله بالأعمال الهامة مثل حفر القنوات للري، إلا أن الوقت توفر لديه ليحول انتباهه إلى بلاد "ياموت - بالو" في السنة الثامنة لحكمه. أما في السنة العاشرة فيحتمل أنه أخضع مدينة "مليجا" أو "ملجا" وحصل على مبايعة شعبها (أو جيشها).

وفي السنة التالية، استولى قائده "إبيك إسكور" على مدينة "رابيكو" وربما على موقع آخر يدعى "ساليبو"، وأعقب ذلك تدشين عرش "زر - بانيتوم"، وإقامة تمثال للملك، مع بعض الإصلاحات الدينية الأخرى.

والحق إن عملًا هذه طبيعته، لابد قد استغرق كل وقته حتى العام الحادي والعشرين من ملكه حينما شيد قلعة مدينة "بازو".

واشتهرت السنة الثانية والعشرين من ملكه، بأنها السنة التي أقيم فيها تمثاله كملك العدل. ومن الطبيعي أن يبرز هنا سؤال عما إذا كان هذا التاريخ هو التاريخ الذي أقام فيه النصب التذكاري العظيم الذي وجد في مدينة "سوسا" (شوشن) في عيلام، والذي نقشت عليه "قوانين حمورابي" والمعروض الآن في متحف اللوفر بفرنسا.

والمعتقد أنه حصّن مدينة "سيبار" في السنة التالية حيث يظن أن هذا النصب كان قد أقيم فيها أصلًا.

(4) أسر الملك "رم - سن":

عاود حمورابي انشغاله بالشؤون الدينية مرة أخرى حتى عامه الثلاثين، حيث يرد ذكر "جيش عيلام" مما يدل على نشوب عمليات حربية مهدت الطريق للحملة الكبرى التي قام بها في السنة الحادية والثلاثين من حكمه، والتي أحتل فيها "ياموت - بالو" في شرقي نهر دجلة، وأسر الملك "رم - سن" حاكم "لارسا" الشهير، وذلك بمعاونة الالهين "أنو" و "إنليل".

وفي العام الثاني والثلاثين سحق جيش "أشنونا" أو "إسنونَّاك".

(5) أعمال مختلفة - حملة إلى بلاد ما بين النهرين:

تمتعت البلاد بالسلام بعد هذه الانتصارات. وفي السنة الثالثة والثلاثين من حكمه، حفر "قناة حمورابي، فيض الشعب"، فجاء بالخصب لحقول رعاياه بناءً على رغبة الآلهة "إنليلا". وبعد ذلك أعاد بناء المعبد العظيم في "إرك"، وأعقب ذلك ببناء حصن عالٍ كالجبل على شاطيء نهر دجلة، ثم بنى قلعة "رابيكو" على نهر دجلة أيضًا، وكان على ذلك ينطوي على استعدادات لأعمال عدائية، ولعل ذلك كان سبب استرضائه في العام التالي "لتا سميتو" زوجة الإله "نبو" (Nebo).

وفي السنة التالية - وهي السابع والثلاثين من حكمه - هدم حصون "مور" (ماري Mari) و "مالكا" بناء على أمر "إنو" و "إنليلا". وبعد ذلك نعمت البلاد بعام كامل من السلام، وكان ذلك على الأرجح استعدادًا للحملة التي قام بها في السنة التاسعة والثلاثين حين اخضع بلاد "توروكو" و "كاجمو" و "سوبارتو" وهي بلاد فيما بين النهرين. وكثرة ما سجله عن تلك الحملة في تاريخ تلك السنة، يبين ما كان لتلك الحملة من أهمية.

(6) السنوات الأخيرة من حكم حمورابي:

في السنة الأربعين من حكمه لم تواجهه متاعب خارجية، فكان أهم عمل قام به في تلك السنة، هو حفر قناة "تشت - إنليلا" في سيبار، وأعقب ذلك بإعادة بناء معبد "إي - ميت - أورساج" كما أعاد بناء برج فخم كان مكرساُ "لزجاجا وإشتار".

وكان تأمين الدفاع عن بلاده هو محور اهتمامه في السنة الثالثة والربعين، والتي انتهت بها حياته ومدة ملكه، فكرس ذلك العام لتقوية حصونه في سيبار، وهو عمل مسجل بالتفصيل في نقوش على العديد من الإسطوانات التي اكتشفت في ذلك الموقع.

(7) لا ذكر لحملة لحمورابي على فلسطين:

لا تذكر الوثائق - التي سجلت تاريخ حكمه - أي شيء عن اتحاده مع كدرلعومر ملك عيلام، وتدعال ملك جوييم وأريوك ملك الأسار، في الحرب ضد ملوك سدوم وعمورة الثائرين عليه (تك 14: 1 و2)،. ومن الطبيعي أن يضفي ذلك ظلالاَ من الشك على القول بأن حمورابي هو نفسه "أمرافل". ومع ذلك يجب ألا يغيب عنا أنه ليس لدينا تاريخ كامل لحياته أو لحكمه. أما أنه كان معاصرًا "لأريوك" فيبدو أنه ليس ثمة شك في ذلك، وإذا سلمنا بهذا، فلا بد أن نسلم أيضًا بأن كدر لعومر وتدعال كانا معاصرين له أيضًا. ويمكن أن نقدم مبررات مختلفة لعدم الإشارة في سجلاته إلى تلك الحملة، فلربما منعته كبرياؤه عن أن يطلق على إحدى سنوات حكمه، اسم حملة - مهما كانت نتائجها مرضية - اشترك فيها نزولًا على طلب دولة عليا، أو لعل السبب كان هو ما عانته الجيوش المتحالفة من هجمات عديدة، كما حدث من إبراهيم، حتى اصبحت الحملة غير جديرة بأن تؤرخ.

(8) الفترة التي يحتمل قيام حمورابي خلالها بالحملة:

لو كان "إري - أكو" كما يقول "ثوريو ودانجن" (Thureau - Dangin) هو شقيق "رم - سن" ملك إلاسار (لا رسا)، فلا بد أنه قد سبقه في اعتلاء العرش، وفي هذه الحالة تكون الحملة ضد ملوك وادي الأردن، قد قامت قبل السنة الثلاثين من حكم حمورابي، حيث يدعى حمورابي انها السنة التي هزم فيها "رم - سن"، ونظرًا لأن تاريخ اعتلاء "رم - سن" العرش يحوطه الغموض، فكذلك الأمر فيما يختص بتاريخ موت "إري - أكو" (أو أريوك). لكن من المحتمل أنه مات قبل خمس سنوات من هزيمة "رم - سن". ومن ثم لعل تلك الحملة حدثت خلال الخمسة والعشرين عامًا الأولى من حكم حمورابي. ولما كان "أمرافل" يدعى "ملك شنعار" (بابل)، فيجب إغفال الفترة السابقة لاعتلاء حمورابي العرش.

(9) عظمة حمورابي كحاكم:

كان حمورابي من أعظم ملوك بابل الأوائل الذين وصلتنا أخبارهم، وقد ازدهرت البلاد ازدهارًا عظيمًا في أيامه. أن صراعاته مع عيلام، فتدل على أن بابل كانت قد امتلكت من أسباب القوة، ما جعلها تقاوم تلك الدولة الحربية. أما خلع لقب "أبى مارتو" (أي الأموريين) في الغرب، و "ياموت - بالو" في الشرق، عليه، فيعني أنه لم يقم بالمحافظة على نفوذ البلاد فحسب، بل يبين أيضًا أنها - خلال حكمه - لم تعد خاضعة لعيلام. أما "رم سن" وولاية "لارسا" فلم تخضع لبابل إلا في عهد "سامسو - إيلونا" بن حمورابي.

والجدير بالذكر أن مجموعة القوانين المعروفة باسمه، لم تحدد الحقوق الشريعة والالتزامات فحسب، بل حددت مستويات الأجور، وبذلك عملت على تجنب الكثير من المشاكل.

عظات وكتب عنه