الأصحاح الثانى – تفسير الرسالة إلى تيطس – القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثاني

فى الإصحاح الثانى يقدم صورة للسلوك المسيحى فى الفكر والقول والعمل فهو تكلم فى الإصحاح السابق عن التعليم المغلوط. وخير علاج للتعليم المغلوط هو الحض على السلوك الصحيح أو التعليم الخلقى الإيجابى، فمن يتتبع التعليم الخاطئ هو فاسد فى قلبه وفى حياته، أما المسيحى الحقيقى فهناك إنسجام بين عقيدته الصحيحة وسلوكه الخارجى.

العدد 1

آية (1): -

"1 وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكَلَّمْ بِمَا يَلِيقُ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ.".

على المعلم أن يلتزم بالتعليم الصحيح والوصايا الرسولية.

العدد 2

آية (2): -

"2أَنْ يَكُونَ الأَشْيَاخُ صَاحِينَ، ذَوِي وَقَارٍ، مُتَعَقِّلِينَ، أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالصَّبْرِ.".

الأَشْيَاخُ:

المتقدمين فى السن.

صَاحِينَ:

كجنود متيقظين فإن عدو الخير يهاجم أولاد الله فى كل شئ وكل مرحلة من العمر.

ذوى وَقَار:

لا يتصرف إلا بما يليق كإبن لله وقدوة للصغار. يحمل جسدهم الهزيل نفساً صحيحة قوية.

فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالصَّبْرِ:

وضع الصبر هنا بدلاً من الرجاء لأن الشيوخ سناً يحتاجون الصبر أكثر ما يحتاجون.

العدد 3

آية (3): -

"3كَذلِكَ الْعَجَائِزُ فِي سِيرَةٍ تَلِيقُ بِالْقَدَاسَةِ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ، مُعَلِّمَاتٍ الصَّلاَحَ.".

أن الْعَجَائِز يكن قدوة للحدثات فى ملابسهن وأقوالهن فى ورع وإحتشام بلا أحاديث باطلة.

غَيْرَ ثَالِبَاتٍ:

يمتنعن عن أن يتكلمن فى سيرة الآخرين وإدانتهم.

غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ:

هذا ما إشتهر به الكريتيون كما قال أفلاطون. بل مُعَلِّمَاتٍ للحدثات.

الأعداد 4-5

الآيات (4 - 5): -

"4لِكَيْ يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ وَيُحْبِبْنَ أَوْلاَدَهُنَّ، 5مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، مُلاَزِمَاتٍ بُيُوتَهُنَّ، صَالِحَاتٍ، خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ.".

علي السيدات الكبار سناً أن يَنْصَحْنَ الْحَدَثَاتِ أَنْ يَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِرِجَالِهِنَّ:

حتي لا يُظَّن أن المسيحية أعطت الحرية للنساء أن يتمردن علي رجالهن، تاركين بيوتهن، مهملات في تربية أولادهن، فيجدف الرجال علي الله وعلي كلمة الله بسبب نسائهم، بل علي المرأة أن تكون معينة للرجل علي خلاص نفسه بسيرتها الصالحة.

الأعداد 6-8

الآيات (6 - 8): -

"6كَذلِكَ عِظِ الأَحْدَاثَ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَقِّلِينَ، 7مُقَدِّمًا نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، وَمُقَدِّمًا فِي التَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَارًا، وَإِخْلاَصًا، 8 وَكَلاَمًا صَحِيحًا غَيْرَ مَلُومٍ، لِكَيْ يُخْزَى الْمُضَادُّ، إِذْ لَيْسَ لَهُ شَيْءٌ رَدِيءٌ يَقُولُهُ عَنْكُمْ.".

أنه كشاب يلزمه أن يكون قدوة للشبان فيحدثهم بسلوكه قبل لسانه.

غَيْرَ مَلُومٍ:

اللوم سيحدث لو تعارضت أقواله مع أعماله.

الأعداد 9-10

الآيات (9 - 10): -

"9 وَالْعَبِيدَ أَنْ يَخْضَعُوا لِسَادَتِهِمْ، وَيُرْضُوهُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ مُنَاقِضِينَ، 10غَيْرَ مُخْتَلِسِينَ، بَلْ مُقَدِّمِينَ كُلَّ أَمَانَةٍ صَالِحَةٍ، لِكَيْ يُزَيِّنُوا تَعْلِيمَ مُخَلِّصِنَا اللهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.".

علي الْعَبِيد أيضاً أن يكسبوا سادتهم للإيمان بأعمالهم الصالحة وطاعتهم لسادتهم.

مُخْتَلِسِينَ:

كانوا يستخدمون العبيد في إدارة أعمالهم وحوانيتهم مما يسهل عملية الاختلاس.

لِكَيْ يُزَيِّنُوا:

من تواضع الله أنه يعتبر أمانة العبيد كأنها زينة لتعاليمه، بها يظهر جمال وقوة تعاليمه وكما قال من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحاً، كذا من أمانة أولاد الله يسبح الآخرين الله.

العدد 11

آية (11): -

"11لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ.".

هو يطلب أن يكون الجميع قدوة، فإذا سأل أحد... ومن أين لى أنا الضعيف قوة لأنفذ كل هذا، هنا يجيب الرسول أن الله أعطانا نعمة أي قوة تساندنا، نحن نعيش لا بإمكانياتنا البشرية بل بإمكانيات الله القادر علي كل شئ.

لِجَمِيعِ النَّاسِ:

أي أن النعمة متاحة لجميع الناس ولكن من يخلص هو الذي استخدم النعمة ولم يزدري بها. فلا يمكن تجاهل الآيات التي تتكلم عن عقاب الأشرار. وكون أن النعمة هي التي تساعدنا علي الخلاص، فهذا يتضح من قول بولس الرسول "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" (فى4: 13). هذه النعمة عطية مجانية ظهرت مخلصة لجميع الناس، إذ جاء الإبن الكلمة لخلاص العالم كله. النعمة ظهرت للجميع للعجائز وللأحداث وللعبيد والأحرار...

العدد 12

آية (12): -

"12مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ.".

هذا هو عمل المسيح فينا، أنه النور المبدد للظلمة فخلال موته وقيامته، اللذان لنا حق الشركة معه فيهما بالمعمودية يصير لنا الموت عن حياتنا القديمة = ننكر الفجور والشهوات العالمية. ويصير لنا الحياة بحسب الإنسان الجديد الذي نحيا فيه وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى = أي كل رغبة لنا تكون تحت سيطرة وسلطان الروح القدس، فالكنيسة تختبر عمل النعمة في غربتها هنا فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ.

الأعداد 13-14

الآيات (13 - 14): -

"13مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا خَاصًّا غَيُورًا فِي أَعْمَال حَسَنَةٍ.".

عمل المسيح فينا بنعمتة يعطينا أن نعشق الحياة الأبدية فإن كان العربون هو مفرح هكذا فكم وكم تكون الحقيقة في الأبدية. وهذا الرجاء المبارك في ظهور مجد الله هو ما يدفعنا لقمع الجسد وإلي محبة الآخرين وإلي حياة التقوي. وهذا ما نردده في ختام قانون الإيمان "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي". ونردد مع القديس يوحنا "آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ22: 20).

مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ:

(و) هنا تعني أي، فالمسيح هوالله العظيم.

العدد 15

آية (15): -

"15تَكَلَّمْ بِهذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ.".

لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ:

فلتكن أعمالك حسنة فلا يهينك أحد.

يتحدث الرسول هنا عن العلاقات مع الغير خاصة مع الرئاسات الحاكمة.

No items found

الأصحاح الثالث - تفسير الرسالة إلى تيطس - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الأول - تفسير الرسالة إلى تيطس - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير الرسالة إلى تيطس الأصحاح 2
تفاسير الرسالة إلى تيطس الأصحاح 2