الأصحاح الثالث – تفسير رسالة بطرس الرسول الثانية – القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثالث

هذا الإصحاح يرد على التعاليم التى ينادى بها الماديين الذين ينادون بثبات الخليقة ودوامها، أى أن الخليقة هى هكذا منذ الأزل. وجدت هكذا بلا بداية، لم يخلقها أحد. هى أزلية وستدوم إلى الأبد. والرسول هنا يؤكد أن الرب آت فى مجيئه الثانى فى ملء الزمان، وأن السماء والأرض ستزولان، وهذا دافع لنا حتى نتوب ونعمل أعمالا صالحة. عموما فإن تغير الكون حولنا مثل إزدياد البقع الشمسية (إنطفاء أجزاء من الشمس نتيجة برودتها). وتحول المواد المشعة إلى رصاص. هذا التغير يفيد ويثبت أن الأرض والكون حولنا يتغير، إذاً هو ليس هكذا منذ الأزل. وهو سيتغير إلى صورة أخرى مع الوقت.

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1 هذِهِ أَكْتُبُهَا الآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فِيهِمَا أُنْهِضُ بِالتَّذْكِرَةِ ذِهْنَكُمُ النَّقِيَّ، 2 لِتَذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ الْقِدِّيسُونَ، وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، وَصِيَّةَ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ.".

رِسَالَةً ثَانِيَةً = إذاً هى موجهة لنفس الأشخاص الذين وجهت لهم الرسالة الأولى. الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ... نَحْنُ الرُّسُلَ... الرَّبِّ = هذه الآية تشير لوحدة الوحى، فما قاله الأنبياء، قاله الرسل وقاله الرب نفسه عن حتمية المجىء الثانى، وعن ظهور معلمين كذبة يسلكون حسب شهواتهم الخاصة، وهؤلاء يشككون فى عقيدة مجىء الرب الثانى. بينما أن هذه العقيدة تدفع لتوبة كثيرين.

  1. نبوات الأنبياء عن المجىء الثانى مثلا (ملا5: 4) + (يؤ12: 3 - 21).
  2. ما قاله الرسل والتلاميذ مثلا (1تس2: 5 - 4) + (كو4: 3).
  3. ما قاله الرب نفسه مثلا (مت26: 24 - 28 + 31: 25) + (مر26: 13 - 36).

الأعداد 3-4

الآيات (3 - 4): -

"3 عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، 4 وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ».".

قبل مجىء الرب ستنتشر ضلالات كثيرة، ويقوم أناس مستهزئين تدفعهم شهواتهم الخاصة لإنكار مجىء المسيح وإنكار الدينونة والقيامة، وطالما لا دينونة ولا قيامة فلنندفع وراء شهواتنا. ويقول القديس أغسطينوس أنه وراء كل إلحاد شهوة، لكى يهدىء الإنسان ضميره ويستبيح لنفسه أن يفعل هواه. كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا = المقصود أنهم يتصورون أنه لن يكون هناك مجىء ثان، ولا نهاية لتلك الأرض، بل أن الأرض موجودة وثابتة هكذا منذ الأزل وستستمر للأبد، وأنه لا خالق لها، بل هى وجدت هكذا. وطالما أنه لا خالق، إذاً فلا دينونة.

والآن قد لا ننكر المجىء الثانى والدينونة، ولكن حرب إبليس ضدنا هى أنه يجعلنا ننسى لحظة الموت أو لا نفكر فيها، بينما أنها قد تكون أقرب مما نتصور.

الأعداد 5-7

الآيات (5 - 7): -

"5 لأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، 6 اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. 7 وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ، فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ.".

هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ = الله لا يحجب الحقيقة عن أحد، لكن من أعمت الشهوة عينيه، فهو لا يريد ولا يهتم أن يعترف بالحقيقة، بل هو يفضل تصديق ضلالاته. ولا يريد أن يعترف بكلمة الله المعلنة فى كتابه المقدس.

قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ = إذ أن الأرض خرجت وظهرت من تحت الماء الذى كان يغمرها (تك9، 7: 1). وكون أنها كانت مغمورة بالماء ثم ظهرت، إذاً هى تتغير وليست كما يقولون "كل شىء باق هكذا من بدء الخليقة" (آية 4).

وَبِالْمَاءِ = لا حياة بدون ماء. لا حياة لخليقة ما بدون ماء. ولكن هذا الماء إستخدمه الله للدينونة، ففى الطوفان أهلك الماء الخليقة. إذاً وراء الخليقة ديان عظيم قادر أن يبيدها وقد فعل هذا مرة وبالماء. الآن نرى أن الخليقة تتغير وليست ثابتة. إذاً وراء هذا خالق يتحكم فيها. بل أن هذا الخالق أهلكها وأدانها يوما ما.

إذاً الخليقة ليست أزلية، بل هى أيضا معرضة للدينونة. إن وراء خلق الأرض ووراء هلاكها خالق عظيم وديان عظيم لخليقته.

وهلاك الأرض بالطوفان (فحتى الطيور، هلكت فالماء إرتفع فوق الجبال 15 قدما) وكان هذا نموذج لهلاك الأرض مرة أخرى فى أيام النهاية ولكن سيكون ذلك بنار الدينونة = مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ هذا الإهلاك بالنار أيضا قد تم سابقا فى سدوم وعمورة، وليس غريبا أن يحدث لكل العالم يوما ما.

وكما تجددت الخليقة بعد الطوفان، هكذا ستخرج أرض جديدة وسماء جديدة بعد أن تنتهى وتزول السماء والأرض اللتان نعرفهما الآن (رؤ1: 21) + (إش17: 65).

السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ (وهذا العالم الذى كان موجودا فى ذلك الوقت حين إنحرف بعيدا عن طريق الله فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. اللَّوَاتِي بِهِنَّ = يقصد بِكَلِمَةِ اللهِ وَبِالْمَاءِ. هو قرار إلهى أن يفيض الماء ليهلك الأرض. إذن من يقول أن الأرض ثابتة فليذكر أن الله أهلكها قديما بالرغم من أن الناس أيام نوح لم يصدقوا هذا. مَخْزُونَةٌ = هذه الارض مخزونة أي ما زال الله يبقيها ويحفظها بكلمته الى اليوم الذى حدده للدينونة، وسيكون ذلك عن طريق نار تحرقها، ولو أطلق الله الآن هذه النار لأحرقت الكون، لكن الله ما زال حافظا للأرض مخزونة ليوم الدينونة، هى نار الدينونة = لهلاك الناس الفجار. بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا = أى بقرار من الله ضابط الكل. والنار قد تكون نيران براكين ستنفجر يوما ما، وقد تكون نيران الأسلحة المخزونة لدى الدول أو أى نيران أخرى يطلقها الله، لإزالة وإبادة صورة الأرض التى لعنها الله بسبب الخطية.

ولنلاحظ أن الأرض خرجت مرتين من تحت الماء بكلمة الله، خرجت لتحيا بعد موت: -.

  1. فى بداية الخليقة.
  2. بعد الطوفان.

ولكن ليثبت الرسول لمن يقرأ الرسالة سلطان الله على الخليقة، يظهر هنا أن الماء الذى إستخدمه الله فى حياة خليقته، إستخدمه أيضا فى هلاكها.

فما حدث يثبت للمتشككين: 1) ان الله يريد حياة للخليقة.

  1. الله قدوس وعادل يرفض الشر ويدينه بهلاك أكيد.
  2. بعد هلاك الخليقة سيعيد الله الخليقة بصورة جديدة.

الأعداد 8-10

الآيات (8 - 10): -

"8 وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ. 9 لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. 10 وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.

هؤلاء الهراطقة يسخرون قائلين.. إن المسيح قال أنه سيأتى ثانية، وهكذا قال الرسل، فلماذا لم يأتى؟ إذن هو لن يأتى. يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ = هذه مقتبسة من (مز4: 90) ولكن ليس معنى هذا أن الله لا يفرق بين يوم واحد وبين ألف سنة، بل تعنى أن الله غير زمنى ويحيا خارج الزمن بينما أن الإنسان زمنى. ولشرح هذا تصور أن إنسان ألقى نظرة على لوحة مرسومة، فهو لن يعرف أى الأجزاء رسمت أولا وأيها رسم مؤخرا. هذا هو بالضبط معنى أن الله لا زمنى، فالأحداث التى حدثت فى الماضى وما تحدث الآن وما سوف يحدث فى المستقبل، كلها مرسومة أمامه، واضحة أمامه، هو يعرف الماضى ولا يتعجل حدوث المستقبل.

أما الإنسان فهو زمنى لا يعرف المستقبل، وتصور إنسان يشاهد لوحة ترسم أمامه، هو يعرف ما تم رسمه ولكنه لا يعرف ماذا سيرسم فى اللوحة بعد ذلك. هكذا الإنسان لا يعرف ما سيحدث فى المستقبل، وربما هو يتعجله أو هو خائف منه هذا هو موقف الإنسان الزمنى.

هذه الفروق بين يوم وألف سنة لا تؤثر على مخططات الله، أما الإنسان فلأنه يحيا ويخضع للزمان فهو يتعجل الأمور. وبهذا المنطق نفهم أن أيام الخليقة ليست يوما عاديا 24 ساعة.

وإذا كان الله غير خاضع للزمن فلا يجب أن نطلق على تصرفاته التباطؤ، بل هو يعطى بطول أناته فرصة للكثيرين أن يتوبوا.

وبنفس المفهوم فالله وعد آدم وحواء بنسل يخلص البشر، وحواء تصورت أن قايين هو النسل الموعود، ولكن النسل الموعود أتى بعد ألاف السنين، وفى ملء الزمان أى أنسب وقت يراه الله لذلك وبنفس المفهوم يقول السيد فى سفر الرؤيا "أنا آتى سريعا" (رؤ20: 22) ولم يأتى حتى الآن.

والله سيأتى ولكنه سيأتى فجأة كلص فى الليل = لذلك علينا أن نستعد.

وكما كانت هناك فترة بين الإنذار بالطوفان ومجىء الطوفان تقدر بحوالى 100 - 120 سنة، هكذا هناك فترة بين المجىء الأول والمجىء الثانى، هى فترة يمكن فيها التوبة وبعدها لا توجد فرص للتوبة.

تَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً = كان هناك إعتراضا علميا على هذه العبارة بعد أن حدد علم الكيمياء معنى كلمة عنصر. ولكن جاءت التفجيرات الذرية لتثبت إمكانية أن تنحل العناصر محترقة. وكلمة العناصر فى أصلها اللغوى تشير إما للعناصر التى يتكون منها الكون أو إلى الأجرام السماوية. المهم أن هيئة هذا العالم ستزول ليخرج منها سماء جديدة وأرض جديدة (رو8: 19 – 22).

ويوم الرب سيأتى كلص للأشرار، ولكن سيكون يوم عرس أبدى للأبرار.

العدد 11

آية (11): -

"11 فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟".

إذا كان الله سيحرق الأرض والسماء، وهى كائنات غير عاقلة، فماذا سيكون نصيب الأشرار الذين يخطئون وهم يعرفون ماذا يفعلون.

العدد 12

آية (12): -

"12 مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ.".

إذا سلكنا فى البر لن نخاف من يوم مجىء الرب، بل سننتظر مجيئه بفرح وإشتياق قائلين "آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ20: 22).

العدد 13

آية (13): -

"13 وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ.".

حين يأتى المسيح سيكون هناك كل شىء جديد (رؤ1: 21) + (إش16: 65) ويسود البر ولا تعود هناك خطية. والسموات الجديدة والارض الجديدة هى نفس الموجودة الآن ولكن بعد ان تحترق لتختفى صورة اللعنة الحالية، والتى أصابت الارض بسبب خطية آدم. وبعد أن يعود الله ويشرق بمجده عليها، فتتمجد الخليقة (راجع تفسير رو8: 18– 23).

العدد 14

آية (14): -

"14 لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ.".

هذا الرجاء يدفع الكنيسة للجهاد والمثابرة على أن تحيا فى بر وأعمال صالحة، حتى تتحد بعريسها فى ذلك اليوم (رؤ2: 21).

الأعداد 15-16

الآيات (15 - 16): -

"15 وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ، 16 كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.".

واضح أن رسائل بولس الرسول كانت منتشرة وقد قرأها بطرس الرسول ولنلاحظ الآتى: -.

  1. بطرس قرأ ما قاله بولس عن توبيخه لبطرس (غل12، 11: 2) ومع هذا يدعوه أخونا الحبيب. ومن هذا نرى المحبة التى سادت كنيسة الرسل بالرغم من وجود خلافات.
  2. فى إنتظارنا لمجىء الرب علينا أن ندرس الكتاب غير معتمدين على فهمنا الخاص حتى لا نخطىء كما أخطأ هؤلاء، فهناك أقوال صعبة تحتاج لمن يفسرها = أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ.
  3. قال بولس الرسول أن طول أناة الله إنما يقتادنا إلى التوبة (رو4: 2) = وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ.
  4. أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ = هذه إشارة إلى.
  5. من فهم أن الإيمان كاف للخلاص فإندفع فى طريق الشر متصورا أن إيمانه سيكون كافيا لخلاصه، وعلى هذه الهرطقة، رد القديس يعقوب الرسول فى رسالته.
  6. على من تصور أن مجىء المسيح على الأبواب فإمتنع عن العمل كما فعل أهل تسالونيكى فوبخهم بولس الرسول نفسه فى رسالته الثانية لهم.
  7. من يسىء فهم الكتاب المقدس ويفسره على هواه، رافضا تعاليم الآباء وتفاسيرهم، فهذا يؤدى به لهلاك نفسه = لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.

العدد 17

آية (17): -

"17 فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ.".

فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ = هذه تشير لإمكانية سقوط المؤمن بعد أن كان ثابتا.

العدد 18

آية (18): -

"18 وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ.".

انْمُوا فِي النِّعْمَةِ = أى فى كل فضيلة مسيحية، ليس فقط أن لا تسقطوا بل إنموا إلى الأمام، وفى النمو ضمان لعدم الرجوع إلى الوراء (كسيارة تصعد منحدر) فمن لا ينمو ينقص.

No items found

الأصحاح الثاني - تفسير رسالة بطرس الرسول الثانية - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير بطرس الرسول الثانية الأصحاح 3
تفاسير بطرس الرسول الثانية الأصحاح 3