الأصحاح الأول – رسالة يوحنا الرسول الثانية – مارمرقس مصر الجديدة.pdf

رِسَالَةُ يُوحَنَّا الرَّسُولِ الثَّانِيَةُ.

.

مقدمـة

أولا: كاتبها:

يوحنا الحبيب تلميذ المسيح، كما هى مُعَنْوَنَة وكما يظهر من أسلوبها وألفاظها التى تتشابه مع إنجيله ومع باقى رسائله.

ثانيا: لمن كتبت:

لسيدة مختارة، فكلمة "كيرية" معناها سيدة، وهى إما شخصية محدَّدة تسمى كيرية أو تشير لأى مؤمنة وأم فى الكنيسة أو ترمز لكنيسة معينة. وعمومًا فهى مرسلة للمسيحيين فى العالم كله.

ثالثاً: زمن كتابتها:

فى أواخر حياة القديس يوحنا أى بعد عام 90م.

رابعاً: مكان كتابتها:

أفسس قبل نفيه إلى جزيرة بطمس.

خامساً: أغراضها:

  1. الحق الذى هو المسيح موضوع الكرازة.
  2. المحبة.
  1. تحذير من المضللين.
  2. أهمية التقليد الكنسى.

سادساً: أقسامها:

  1. تحية رسولية (ع1 - 3).
  2. الحق والحب (ع4 - 6).
  3. تحذير من المضللين (ع7 - 11).
  4. التقليد الكنسى والختام (ع12 - 13).

الثبات فى الحق.

الأصحاح الأول

(1) التحية الإفتتاحية (ع1 - 3):

1اَلشَّيْخُ، إِلَى كِيرِيَّةَ الْمُخْتَارَةِ، وَإِلَى أَوْلاَدِهَا الَّذِينَ أَنَا أُحِبُّهُمْ بِالْحَقِّ، وَلَسْتُ أَنَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ قَدْ عَرَفُوا الْحَقَّ. 2مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ الَّذِى يَثْبُتُ فِينَا، وَسَيَكُونُ مَعَنَا إِلَى الأَبَدِ، 3تَكُونُ مَعَكُمْ نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللَّهِ الآبِ وَمِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، ابْنِ الآبِ بِالْحَقِّ وَالْمَحَبَّةِ.

العدد 1

ع1:

الشيخ: شخص كبير السن أو كاهن، لأن الأصل اليونانى يعنى المَعنَيين، والمقصود هو القديس يوحنا الذى له رئاسة الكهنوت وفى نفس الوقت فهو كبير فى السن.

كيرية: معناها فى الأصل اليونانى سيدة.

هذا هو السفر الوحيد فى الكتاب المقدس المرسل إلى سيدة، وهى إمَّا سيدة معينة أو تعنى الكنيسة فى كل مكان، وأولادها يرمزون للمؤمنين فى العالم كله وهم مختارون من الله للحياة الأبدية. يرسل لهم القديس يوحنا معلنًا محبته لهم بل ومحبة المؤمنين فى كنيسة أفسس وفى كل مكان، الذين آمنوا بالمسيح الذى هو الحق وأحبوه.

العدد 2

ع2:

يظهر غرض الرسالة وهو تثبيت المؤمنين بالحق الذى هو المسيح ليحيوا معه وفيه إلى الأبد.

العدد 3

ع3:

حتى نثبت فى المسيح نحتاج إلى نعمته ورحمته، وينتج عن حياتنا فيه أن نكون فى سلام. كل هذه البركات ننالها من الله الآب وابنه يسوع المسيح مخلصنا على الصليب بحبه المبذول لأجلنا وإيفائه بالعدل الإلهى فنحيا بالحق فيه.

 إهتم أن تعرف الله من خلال الصلاة والكتاب المقدس وتزداد فيهما فتنمو محبتك له وتشعر بوجوده فى حياتك ويمتلئ قلبك سلامًا.

(2) الحق والحب (ع4 - 6):

4فَرِحْتُ جِدًّا، لأَنِّى وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ بَعْضًا سَالِكِينَ فِى الْحَقِّ، كَمَا أَخَذْنَا وَصِيَّةً مِنَ الآبِ. 5 وَالآنَ أَطْلُبُ مِنْكِ يَا كِيرِيَّةُ، لاَ كَأَنِّى أَكْتُبُ إِلَيْكِ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلِ الَّتِى كَانَتْ عِنْدَنَا مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا. 6 وَهَذِهِ هِىَ الْمَحَبَّةُ، أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. هَذِهِ هِىَ الْوَصِيَّةُ، كَمَا سَمِعْتُمْ مِنَ الْبَدْءِ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا.

العدد 4

ع4:

يشجع الرسول هذه السيدة أو الكنيسة بفرحه لسلوك أولادها بالحق أى السلوك المسيحى. ونلاحظ أنه يبدأ بالتشجيع قبل التحذير من المضلِّلين.

العدد 5

ع5:

يذِّكرها هى وأولادها بأهم وصايا المسيح التى تعلموها منذ بدأوا الإيمان وهى المحبة للآخرين.

العدد 6

ع6:

المحبة لله أو المحبة للآخرين تفاصيلها مذكورة فى الوصايا أى الكتاب المقدس، وقد أوصانا المسيح ورسله بالسلوك فيها منذ آمنا.

 المحبة هى هدف كل التعاملات مع الآخرين، فقبل أن تتكلم مع أحد تَذَكَّر هدفك وهو المحبة فتتنازل عن كل مناقشة تعطلها وتسامح الآخرين على أخطائهم وتهتم أن تشجعهم بكلماتك الطيبة.

(2) تحذير من المضلِِّلين (ع7 - 11):

7لأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِيًا فِى الْجَسَدِ. هَذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ. 8اُنْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ، لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالُ أَجْرًا تَامًّا. 9كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِى تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ، فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِى تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ، فَهَذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا. 10إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِىءُ بِهَذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِى الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ. 11لأَنَّ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ يَشْتَرِكُ فِى أَعْمَالِهِ الشِّرِّيرَةِ.

العدد 7

ع7:

أكد الرسول فى الآيات السابقة على أهمية التمسك بالحق لظهور مبتدعين فى الكنيسة ينكرون لاهوت المسيح وتجسده، هؤلاء هم ضد المسيح الذين يحاولون تضليل المؤمنين.

العدد 8

ع8:

يحذِّر المؤمنين حتى لا يسمعوا للمبتدعين فيضيع إيمانهم وأبديتهم، بل يقاوموا هذه الأفكار المُضِلَّة بكل قوة وينبهوا من تأثر منهم حتى يعود للإيمان الصحيح، وبهذا ينالوا أجرًا عظيمًا فى السموات من أجل يقظتهم الروحية وإرجاعهم النفوس ا لتى ضلَّت إلى الكنيسة.

العدد 9

ع9:

ينبههم أيضًا للتمسك بتعاليم الكنيسة فيتمتعوا ببركات الله فى حياتهم، سواء من خلال أسرار الكنيسة أو عمل الروح القدس الدائم فيهم، أما من يقبل ضلال البدع وينكر لاهوت المسيح فيحرم من كل بركات الله فى العهد الجديد التى ننالها من خلال دم المسيح الفادى.

الأعداد 10-11

ع10 - 11:

يشدِّد أوامره بمقاطعة المبتدعين سواء بعدم إدخالهم بيوتنا أو السلام عليهم بمعنى مخالطتهم بود كثير، فهذا يشعرهم أنهم مقبولون من الكنيسة وهذا يضل البسطاء فى الإيمان فيعتقدون أن تعاليمهم سليمة. والمقاطعة هنا لا تحمل شرًا داخل القلب ولكن حزمًا بمحبة، ونصلى لأجلهم حتى يتوبوا مع إعلان رفضنا التام لتعاليمهم الخاطئة. وأى تهاون فى مخالطتهم وقبولهم يجعلنا نشترك فى أخطائهم بمعنى إعثار وتضليل البسطاء.

 كن محبًا للجميع، متضعًا ومحتملا للكل ولكن محدد فى رفضك للهرطقات والتعاليم الغريبة عن الكنيسة ومقاطعة الاجتماعات والتعاليم التى لا تتفق معها، حتى لو قادها خدام موهوبون فى الوعظ ويظهرون محبة واهتمام لك، فلا تهاون فى الإيمان الذى تسلمناه من آبائنا الرسل واستشهد من أجله الكثيرون.

(4) التقليد الكنسى والختام (ع12 - 13):

12إِذْ كَانَ لِى كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَقٍ وَحِبْرٍ، لأَنِّى أَرْجُو أَنْ آتِىَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَمًا لِفَمٍ، لِكَىْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً. 13يُسَلِّمُ عَلَيْكِ أَوْلاَدُ أُخْتِكِ الْمُخْتَارَةِ، آمِينَ.

العدد 12

ع12:

ركَّز الرسول فى كلامه السابق على أهمية التمسك بالحق وكلام المحبة ورفض تعاليم المضلين، ولكن عنده تعاليم كثيرة أعطاها لهم شفاها عندما قابلهم، وهذا هو ما يسمى بالتقليد الكنسى، أى تعاليم الرسل التى لم تُكتَب فى الكتاب المقدس ونقلها الآباء من جيل إلى جيل حتى الآن، لأنه لا يمكن حصر كل تعاليم الكنيسة فى كتاب واحد هو الكتاب المقدس. وقد اشار الرسل إلى التقليد الكنسى كما فى (تى1: 5).

العدد 13

ع13:

المقصود بأختك المختارة الكنيسة التى فى أفسس التى كتب منها الرسول رسالته هذه وأولادها هم المؤمنون أعضاء الكنيسة، وسمّاها المختارة لأنها كنيسة الله التى اختارها لتكون عروس له وتتمتع بالأبدية معه. وتظهر هنا أهمية علاقات المحبة بين الكنائس التى لها إيمان واحد فى العالم كله.

هذا إن كان المقصود "بكيرية" فى بداية الرسالة أنها الكنيسة فى العالم كله، ولكن إن كان المقصود سيدة معينة مؤمنة وأولادها المؤمنين، فيكون تفسير (ع13) أقاربها المؤمنين المقيمين فى أفسس. وعلى أى الأحوال فالمقصود فى هذه الآية سلام المؤمنين فى أفسس إلى المؤمنين عمومًا فى كل مكان الذين يُرمَز إليهم بسيدة معينة أو كنيسة معينة.

 إهتم أن تتعلم من الآباء والإخوة الروحيين فى كل مناسبة، إذ تتسلم منهم أسلوب المحبة المسيحية والسلوك المستقيم فى ظروف الحياة المختلفة.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير رسالة يوحنا الرسول الثانية - الأصحاح الأول
تفاسير رسالة يوحنا الرسول الثانية - الأصحاح الأول