الإصحاح الأول – سفر المكابيين الأول – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر المكابيين الأول – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

مقدمة أسفار المكابيين الأول والثانى

أسفار المكابيين الأول والثاني لهما أهمية تاريخية كبيرة إذ هما يربطان بين أسفار العهد القديم كما وردت في نسخة بيروت (التي جمعها عزرا) وبين العهد الجديد.

ملخص تاريخي للعهد القديم.

تكونت مملكة إسرائيل أولاً بيد شاول الملك. ولكن أخذت شكلها كدولة وإتسعت وإستقرت على يد داود الملك حوالي 1000سنة ق. م. وإستمرت في إستقرارها وإزدهارها أيام سليمان الملك. ثم إنشقت إلى مملكتين أيام رحبعام إبن سليمان. والمملكتين هما:

  1. إسرائيل وهي مملكة العشرة أسباط وعاصمتها الشهيرة هي السامرة.
  2. يهوذا وهي مملكة السبطين (يهوذا وبنيامين) وعاصمتها أورشليم.

ونتيجة الممارسات الخاطئة لمملكة إسرائيل، إذ عمل لهم أول ملوك إسرائيل، يربعام بن نباط، هياكل للعبادة غير هيكل الرب في أورشليم، أن دخلت الوثنية سريعاً إلى مملكة إسرائيل وذهبت للسبي بيد مملكة أشور سنة 722ق. م. وكان أن أخذ ملك أشور معظم شعب إسرائيل وشتتهم في أنحاء دولة أشور، وأسكن بعض القبائل الوثنية في أرض إسرائيل وذلك لإضعاف الروح الوطنية لليهود فلا يثوروا عليه مطالبين بالحرية.

وإستمرت مملكة يهوذا بعد ذلك فترة ونتيجة شرورها هي الأخرى ذهبت إلى سبي بابل سنة 586ق. م.

وعند قيام دولة الفرس على أنقاض مملكة بابل سنة 536ق. م. بيد كورش الملك الفارسي سمح بعودة اليهود إلى بلادهم وبناء هيكلهم لكن لا يملك عليهم ملك منهم، بل والٍ من قبل الملك الفارسي. وهنا عاد بعض اليهود من يهوذا وبعض اليهود من باقي الأسباط وصاروا شعباً واحداً وذلك حتى جاء حكم اليونان.

مملكة داود

.

إبتداء من سقوط أورشليم على يد نبوخذ نصر وحتى حكم المكابيين فلقد إستمر البابليين أولاً ثم الفرس، ثم اليونان هم الذين يحكمون أورشليم واليهود عن طريق ولادة يعينهم الملوك الأجانب في هذه الفترات تعاظمت وظيفة رئيس الكهنة اليهودي حتى صار ليس فقط زعيماً دينياً بل أيضاً سياسياً، ولنفوذه صار بعض رؤساء الكهنة أثرياء، فصار هناك صراع على هذه الوظيفة، وصار المستعمرون يبيعون هذه الوظيفة لمن يدفع أكثر. وكان هذا حادثاً بالذات إبان الحكم اليوناني.

وإبتداء من التشتت الذي حدث في سبي أشور ثم سبي بابل صار لليهود جاليات كبيرة في كل مكان. ومع الحكم اليوناني لمعظم العالم، تكلم العالم كله اللغة اليونانية، وترجمة التوراة إلى اللغة اليونانية فيما يعرف بالترجمة السبعينية.

الحكم اليوناني:

بدأت الإمبراطورية اليونانية حقيقة على يد الإسكندر الأكبر ذو الشخصية العظيمة الذي إستطاع في سنوات قليلة إخضاع الإمبراطورية الفارسية ومعظم العالم المعروف حتى مصر جنوباً ووصل إلى الهند. ومات أثناء عودته وهو في سن الثالثة والثلاثين. وتولى قادة جيشه الكبار حكم هذه الإمبراطورية الواسعة، بأن قسموها على أنفسهم إلى أربعة أقسام هي [1] مقدونية وبلاد اليونان [2] ثراكية وما حولها [3] مصر وما في إفريقيا [4] سورية وفينيقية.

وإستمر هؤلاء القادة في صراع مستمر وحروب مستمرة. وما يهمنا أن الحكم في مصر إستقر للبطالسة نسل القائد بطليموس والحكم في سورية إستقر للسلوكيين نسل سلوكس. وهؤلاء ظلوا في حروب مستمرة يتنافسوا فيها على ضم أرض اليهود. فتجد اليهود لفترة خاضعين لبطلميوس وفترة أخرى لسلوكس. ويسمى سفر المكابيين السنة التي تولي فيها سلوكس الحكم في سوريا وبابل تاريخ دولة اليونان وهي سنة 312ق. م.

مثال: جاء في (1مك11: 1) أن أنطيوخس ابيفانيوس أو أنطيوخس الشهير، وهو أكثر من إضطهد اليهود وأساء إلى الهيكل في أورشليم، بدأ حكمه في السنة المائة السابعة والثلاثين من دولة اليونان أي بعد تولي سلوكس حكم سوريا وبابل وقيام دولة السلوكيين بمائة وسبعة وثلاثين سنة. فيصبح تاريخ تولي هذا الملك 312 - 137 = 175 ق. م.

سنة 312 ق. م.

.

سنة 312 ق. م.

.

رؤساء الكهنة في تلك الفترة:

كانوا يدبرون الأمور الداخلية للبلاد وصار رئيس الكهنة كأنه زعيم سياسي للأمة بالإضافة إلى مركزه الديني. وكان منهم أشخاص عظماء مثل سمعان البار الذي مدحه يشوع بن سيراخ كثيراً. ولكن كان هناك من إشترى هذه الوظيفة من الحكام اليونانيين مثل ياسون ومنلاوس الذي دفع أكثر فإغتصب الرئاسة من ياسون الذي كان قد دفع أقل.

القوى الأساسية التي ورثت مملكة الإسكندر:

دارت معارك كثيرة بين قادة جيش الإسكندر وخلفائهم ثم إستقرت ثلاث قوى عظمى في مملكة الإسكندر وهي بطالمة مصر والسلوكيين في سورية وعائلة انتيجونوس في مقدونية، وكان هناك صراع مستمر بينهم على السلطة. وفي القرن الثالث قبل الميلاد كان الصراع بين السلوكيين والأنتيجونيين من جهة والبطالمة من جهة أخرى. وفي بعض الأحيان إحتل البطالمة سورية.

الثقافة اليونانية:

إنتشرت اللغة والثقافة اليونانية بين اليهود، حتى أنه صار من المعتاد أن يكون لكل شخص إسمان أحدهما عبري والآخر يوناني (شاول، بولس - سمعان / بطرس - يوحنا / مرقس..). وكرد على هذا قامت مجموعة تحتج على هذا هي شيعة "الأرثوذكسية اليهودية وهي تنقسم إلى قسمين:

  1. الأسينيين ويمثلون الجزء المتطرف.
  2. الحسيديم (الأتقياء) وهم الجناح المعتدل.

وقام هؤلاء بالدفاع عن الشريعة والتقاليد، بعد أن أساء إليها الموالين للحضارة اليونانية. عموماً كان الحال مقبولاً بين اليونانيين واليهود حتى جاء أنطيوخس إبيفانيوس (الرابع). وقبل هذا كان اليونان يعاملون اليهود بالرأفة بل يعفون أعضاء السنهدريم والكهنة والكتبة والمرنمين الدينيين من الضراب.

اليهود تحت حكم أنطيوخس أبيفانيوس (الرابع):

أبيفانيوس أي اللامع ومن شده إضطهاده لليهود تلاعبوا بالإسم وجعلوه إبيمانس أي المجنون. فهو دنس الهيكل، وإضطهد اليهود إضطهاداً شديداً. وهذا كان قد قضى 12سنة كرهينة في روما إثر حرب بين والده وبين الرومان.

وفي بداية حكمه كان رئيس الكهنة هو أونيا من الكهنة المحافظين. وكان أخوه يدعي ياسون مناصراً لحركة "أغرقة اليهودية" أي صبغها بصبغة يونانية. وهذا الياسون حصل عن طريق الرشوة بوظيفة رئاسة الكهنوت، ولكن المتدينين شعروا أن هذه خطية، أن يشتري أحداً هذه الوظيفة بالمال، ولكن أنطيوخس شعر أن هذا من حقه طالما أن رئيس الكهنة له دور سياسي. ومن هنا نشأ الصراع بين فرقة الحسيديم والمتأغرقين (الحزب اليوناني)، وكان هذا بداية للثورة المكابية. ثم عين الملك منلاوس بدلاً من ياسون إذ دفع رشوة أكبر وطبعاً رفضه الحسيديم. وإتهم منلاوس هذا بسرقة أقداس الهيكل (2مك39: 4 - 42).

وقام الحزب اليوناني بمناصرة أنطيوخس ليساندهم بالتالي، فإشتعلت نار العداوة بين الفريقين. فلقد قام ياسون ببناء جيمنازيوم في أورشليم يتدرب فيه اليهود وهم عرايا حسب عادات اليونان. وإعتبر الحزب اليوناني اليهود الأرثوذكس رجعيين إذ لم يقبلوا بهذا وإنهزم أنطيوخس أمام الرومان فساءت حالته النفسية، فحاول إخضاع اليهود للعادات اليونانية بالقوة. مستخدماً فلاسفة اليونان للتعليم / حول إله إسرائيل ليصبح جوبيتر / أمر بإتباع كل الطقوس الوثنية / عمل تماثيل له هو شخصياً وضعها على المذبح / عمل تمثالاً للإله زيوس وضعه على مذبح النحاس سنة 167ق. م. وهذا ما أسماه دانيال النبي "رجسة الخراب" (دا 31: 11، 32) / مارس الجنود الوثنيون شعائرهم النجسة في الهيكل من سكر وعربدة وخلاعة / ذبحوا خنازير على المذبح / حرم اليهود من إقامة شعائرهم مثل السبت والختان ومن يرفض يقتل ويعذب حتى الموت / إتلاف كل نسخ التوراة، طبخ خنزيرة وسكب المرق فوق المذبح.

الثورة المكابية:

جماعة من الأتقياء رفضوا هذه الخطايا وهذا الإستهتار ببيت الله وشعب الله. بدأ هذه الثورة كاهن يدعى "متتيا" نشأ في قرية تدعى مودين قرب اللد وهو عميد عائلة تسمى عائلة حشمون. لذلك سمى السفر أولاً "سفر الحشمونيين". ويطلق يوسيفوس إسم حشمون على عائلة متتيا على أنه الجد الأكبر له. وإسم حشمون نجده في (يش27: 15) فلربما كانت حشمون هذه هي موطن أصلي للعائلة. وفي (1مك1: 2) نجد متتيا هذا من نسل يهوياريب أحد رؤساء الفرق الأربعة المخصصين للخدمة في القدس (1أخ7: 24) فهو نسل كهنوتي. وكان له خمسة بنين أشهرهم هو يهوذا. وأصل تسمية المكابيين غير معروف بدقة ولكن هناك إحتمالين:

  1. مأخوذة من كلمة (مكبي) وهي كلمة من أربعة حروف، كل حرف منها هو بداية كلمة معينة والكلمات الأربعة هي (مي - كاموخا - باليم - يهوه) وتفسيرها (من مثلك بين الأقوياء يا الله). وهذا هو الرأي الأرجح فقد طبع المكابيون هذه الحروف على سيوفهم وتروسهم (م. ك. ب. ى).
  2. كان يهوذا أشهر أولاد الكاهن متتيا ولقوته أسموه "مكبة" أي مطرقة. ومن إسم مكبة إشتق إسم المكابيين (راجع قض21: 4) فكلمة الميتدة هي كلمة مكبة بالعبرية.

وأول من أسمى الأسفار بأسفار المكابيين كان يوسيفوس.

وبداية ثورة المكابيين كانت من متتيا عندما طلبوا منه تقديم ذبائح للأوثان، فلم يكتفي بأن يمتنع بل قتل من فعل هذا وقتل رسول الملك الذي طلب من الشعب تقديم ذبائح للأوثان. ثم نادى في غيرة مقدسة الشعب أن يجتمع حوله في الجبال والمغائر لينظموا مقاومة ضد الحكم اليوناني وإنضم إليه كثيرين. إلا أن كثيرين أيضاً إنضموا لأنطيوخس. وكان هناك شهداء كثيرين في هذه الفترة، ونجد بعضهم تحتفل له الكنيسة في السنكسار كشهداء مسيحيين، تحت يوم (8مسرى) وقامت مجموعة متتيا بالهجوم على الضباط اليونان ومعهم أعضاء الحزب اليوناني. وكان أبناء متتيا الخمسة هم يوحنا وسمعان ويهوذا وألعازار ويوناثان. وعندما مات متتيا خلفه يهوذا إبنه وهذا حقق إنتصارات كثيرة. وسفر المكابيين الثاني يتحدث بتفصيل عن يهوذا فقط. بينما أن سفر المكابيين الأول يتحدث عن يهوذا وعن إخوته. وهزم يهوذا القائدين اليونانيين أبولونيوس وليسياس ثم فتح أورشليم. ومن قواد ليسياس نكانور وجرجياس. وهرب من أمامه منلاوس الموالي لليونانيين (وكان هو رئيس الكهنة في ذلك الوقت). وطهروا المذبح وجعلوا هذا اليوم عيداً بإسم "عيد التجديد" ويسمى أيضاً عيد الحانوكا أو عيد الأنوار.

ثم هزم ليسياس اليهود ولكن لإنشغاله بحروب في إنطاكية ترك اليهود وعقد معاهدة صلح معهم. ومات أنطيوخس إبيفانوس في هذه السنة وملك مكانه أنطيوخس الخامس (164 - 162ق. م.) وكانت أيامه أيام هدوء.

وبدأت حرب أهلية بين حزب اليونان والحسيديين (التقاة). وحاول رئيس الكهنة ألكيمس (إلياقيم) الإستعانة باليونان، فأعانوه، ولأن كثير من اليهود إنحازوا لليونان فقتل يهوذا في المعركة بعد أن كان قد غلب اليونانيين بقيادة نكانور بل قتل نكانور. لكن لتخلي الشعب عنه وإنضامهم لليونان لم يبق معه سوى 800رجل فقتل. وكان يهوذا قد حاول أن يعقد معاهدة صداقة مع الرومان، ولكنه مات قبل أن يعود رسله إليه.

وجاء يوناثان مكان يهوذا أخيه. وبعد قتل نكانور أصبح بكيديس والياً على البلاد من قبل السلوكيين وكان ألكيمس يساعده. ولكن عاد الثوار بقيادة يوناثان وإستردوا قوتهم فعقد معهم بكيديس معاهدة صلح. وكان يوناثان يميل للدبلوماسية أكثر من الحرب فعقد معاهدات مع إسبرطة ومع روما. ووقف بجانب الإسكندر المطالب بعرش سوريا ضد ديمتريوس والي سوريا عندما ثارت الحرب بينهما. وكان يوناثان هذا حاكماً ورئيساً للكهنة بعد موت ألكيمس.

وبعد مدة من التحالف مع الإسكندر مات الإسكندر. ولكن وُجِدَ تحالف جديد بين يوناثان وديمتريوس، ثم إنقلب ديمتريوس عليه وتحالف مع تريفون إبن الإسكندر وخدع تريفون يوناثان وقتله سنة 143ق. م. وجاء مكانه سمعان.

حينما تولى سمعان مكان يوناثان سنة 143ق. م كانت اليهودية حرة تماماً. وكانت سوريا تتنازعها قوتان. الأولى تناصر ديمتريوس بينما الأخرى تؤيد أنطيوخس السادس الذي كان صبياً تحت وصاية تريفون. وقام تريفون بعزل أنطيوخس. وفي أيامه صدر قانون بأن تصبح رئاسة الكهنوت وراثة في عائلة المكابيين (الحشمونيين). وسمعان هذا طهر البلاد من كل أثار الوثنية، وفتح حصن أكرا وأخرج منه الجنود الوثنيون. وحاول أنطيوخس السابع (خليفة ديمتريوس الثاني المأسور) سلب اليهود البلاد التي إستولوا عليها خارج حدودهم. وهزمه سمعان لكن قام زوج إبنة سمعان بقتله وذلك طمعاً في مكانه، وإستطاع إبنه يوحنا أن يهرب ليعود ويحل محله في الولاية والكهنوت بإسم يوحنا هركانوس.

الأسرة الحشمونية.

  1. يوحنا هركانوس.

كانت سوريا في أيامه قوية وكان موالياً لها. بدأ الحزب اليوناني في التخلي عن الأفكار اليونانية وسموا أنفسهم الصدوقيين. وخرج الفريسيين من الحزب الحسيدي. عقد هركانوس إتفاقية مع الرومان سنة 127ق. م. وراح يحتل المدن حوله، وأخضع السامرة ودمر هيكل جرزيم وصك عملة بإسمه (هذه كانت أول مرة) ومات سنة 104ق. م. وهو أجبر الأدوميين على التهود وختنهم. هو أوصى بالعرش لأمه، وبرئاسة الكهنوت لإبنه أرسطوبولوس.

  1. أرسطوبولس الأول.

إسمه الحقيقي يهوذا وفضل الإسم اليوناني. رفض وصاية أمه عليه كرغبة أبيه فوضعها في السجن إلى أن ماتت جوعاً وهكذا مع إخوته. هَوَّدَ الجليليين بالقوة. إستمر سنة في حكمه وهو أول من دعى ملكاً من المكابيين.

  1. الإسكندر جنايوس.

لإهماله في واجبه الكهنوتي قذفه الشعب بالسعف وبعض الثمار فأمر بقتل اليهود في الهيكل فكرهوه. حارب العرب فهزموه ورفضه الشعب فإستعان على الشعب بالمرتزقة، فإستعان الشعب بديمتريوس الثالث (سنة 88ق. م.) وهذا قام بهزيمة الإسكندر فهرب للجبال. ثم عاد وسفك دماً بشراسة ومات سنة 76ق. م. وعند موته تاب عن أعماله وأوصى زوجته بأن تهادن الفريسيين الذين كان قد صلب 800منهم وذبح زوجاتهم وأولادهم أمامهم وهم مصلوبين.

  1. ألكسندرا.

تولت الملك وعمرها 70سنة وتولى إبنها هركانوس رياسة الكهنوت وأخوه قيادة الجيش.

وعندما ماتت قام صراع شديد بين الفريسيين والصدوقيين.

  1. ارسطوبولس الثاني.

بدأ حكمه بصراع بينه وبين هركانوس أخوه وكون كل منهما جيشاً وتحاربا فهُزم هركانوس فأجبره أرسطوبولس على التنازل عن الملك والكهنوت له. وكان أنتيباتر الأدومي (أبو هيرودس الكبير) متعاطفاً مع هركانوس وكان من أتباع هركانوس أولاً، فتحالف مع أريتاس (الحارث) العربي وهزما أرسطوبولس. وجاء بومبي الروماني فإنحاز لأرسطوبولس وهزم أعداءه. وفي سنة 63 وصل بومبي لهم فإحتكم له الأخوان فإنحاز هذه المرة لهركانوس وطرد أرسطوبولوس وفتح أورشليم وذبح من أهلها 12. 000 وصارت اليهودية ولاية رومانية تدفع الجزية. وإكتفى هركانوس برياسة الكهنوت وكان أنتيباتر هو المدبر الفعلي لهركانوس. وكان أنتيباتر والياً على أدومية وبدهائه ولاة الرومان على كل اليهودية وأدومية.

  1. هيرودس الكبير.

هو إبن أنتيباتر ولقد ورث الحكم من هركانوس بعد أن حاصر أورشليم وأسقطها. وحينما حكم هيرودس الأدومي أورشليم وولد المسيح في أيامه تحققت نبوة يعقوب عن المسيح "لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون (إشارة للمسيح) (تك10: 49). فكان هيرودس هو الذي يحكم ويشترع لليهود وليس اليهود أنفسهم.

رؤساء يهوذا المكابيين.

ملوك المكابيين.

خلفاء الإسكندر الأكبر.

  1. السلوكيين: - واليهودية خضعت لهم أغلب الوقت (ملوك سورية).
  1. البطالمة (مصر) خضعت لهم اليهودية بعض الوقت.

رؤساء الكهنة في العصر المكابي.

ثم تحولت رئاسة الكهنوت إلى المكابيين.

  • سفر المكابيين الثاني هو ملخص لخمسة كتب كتبها شخص يُسمى ياسون القيرواني.
  • (2مك24: 2) وهو يهودي سكندري. ولكن الشخص الذي قام بالتلخيص مجهول.
  • يغطى سفر المكابيين الأول الفترة الزمنية ما بين مُلك أنطيوخس سنة 175 وموت سمعان سنة 135ق. م. أما سفر المكابيين الثاني فيغطي الفترة من حوالي سنة 175 إلى سنة 160ق. م. وسفر المكابيين الثاني ليس ملخصاً للأول ولكنه سفر مستقل يذكر بالتفصيل أعمال يهوذا المكابي بالذات. ويرجح أن السفر الأول كتب بأوامر من يوحنا هركانوس لتخليد ذكرى بطولات عائلته من المكابيين.
  • يرجح أن السفر الأول كتب ما بين سنة 110 - سنة80 ق. م. أما الثاني فقد كتب حوالي سنة 40ق. م.
  • يرجح أن أسفار المكابيين كتبت أولاً باللغة العبرية، لوجود مصطلحات عبرية بهما. ولكن الأصل العبري مفقود.
  • إعترفت مجامع كثيرة بقانونية السفرين وكذلك العديد من الآباء، كما وردت في قوانين الرسل الأطهار أنه يجب قبولها ضمن أسفار العهد القديم.

أسفار المكابيين والنبوات:

  1. (1مك1: 1 - 10) نرى هنا غزو الإسكندر للعالم وهذا ما تنبأ عنه دانيال (3: 11، 4 + 5: 8، 8).
  1. (1مك17: 1 - 22 + 2مك1: 5، 11) نرى فيها الحروب بين ملوك الشمال (سوريا) وملوك الجنوب (مصر) وهذه تنبأ عنها دانيال (10: 11 - 12، 15، 16).
  1. (2مك7: 3، 24) عن إرسال الملك رسول ليجلب الجزية فصرعته قوة الله هو ومن معه وهذه تنبأ عنها دانيال (20: 11).
  1. خروج أنطيوخس أبيفانيوس (1مك11: 1 + 2مك7: 4) وهذه تنبأ عنها دانيال (21: 11). وعن تعظيم هذا الملك (2مك21: 5 + 2مك8: 9، 10) وقارن مع (دا 36: 11).
  1. (1مك57: 1) عن رجسة الخراب التي قال عنها دانيال (31: 11).
  1. ظهور حزب اليونانيين المنحرفين، وظهور الحسيديين (1مك42: 2 + 2مك10: 4 - 15 + 1مك12: 1 - 16) وتنبأ دانيال عن هذا (32: 11، 33).

توجد بعض الإعتراضات:

  1. في (1مك16: 6) نجد أن أنطيوخس إبيفانيوس مات في سنة 149 من تاريخ دولة اليونان. بينما في (2مك21: 11) نجد أنه مات في السنة 148 فكيف ذلك؟ كان السلوكيين يبدأون تقويمهم من شهر نيسان (وهذا ما إتبعه سفر المكابين الأول). أما الكلدانيين يبدأون تقويمهم من شهر أيلول، فيكون الفرق سنة.
  2. وردت 3راويات عن موت أنطيوخس أبيفانيوس في (1مك1: 6 - 16، 2مك9، 2مك13: 1 - 17) ففي (2مك13: 1 - 17) نجد أن أنطيوخس يقتل داخل هيكل بحيلة من كهنة النناية، والواضع أن هذه الرواية هي عن ضباط أنطيوخس إذ لا يعقل أن الكاتب يفرد إصحاحاً كاملاً هو (2مك9) عن موت أنطيوخس ناسياص أنه ذكر أنه مات من قبل في (2مك13: 1 - 17). والفرق بين روايتي (1مك1: 6 - 16)، (2مك9) هي في المكان فأحدهما يذكر ألمايس والآخر برسابوليس. ولكن كلمة ألمايس هي صيغة للإسم عيلام في بلاد فارس. وما قيل في (2مك13: 1 - 17) هو مجرد خدعة لبعض جنود وضباط أنطيوخس فرح بها الشعب العيلامي وقالوا إنتصرنا على أنطيوخس. وكانت المكابيين هنا يردد القصة الشعبية التي قالها الفرس كما سمعها. وهناك تفسير أوقع أن أنطيوخس الذي قتله كهنة النناية هو الثالث أو الكبير والد أنطيوخس أبيفانيوس.
  3. لماذا لم يشر سفر المكابيين الأول لإسم الله بل يقول إله السماء أو السماء؟ هذه عادة يهودية فما كانوا يذكرون إسم يهوه أو إلوهيم خوفاً من الإسم الذي يقدسونه. ولقد إستبدلوا إسم يهوه بقولهم إدوناي أو الرب.
  4. هناك إعتراض أن بعض الأحداث ليست في مكانها التاريخي، وهذه نجدها في أماكن أخرى في الكتاب المقدس، فالكتاب المقدس ليس كتاباً تاريخياً.

أحداث التاريخ ما قبل الميلاد:

تسلسل الأحداث.

مات الإسكندر سنة 323 ق. م.

دخل حرباً مع الرومان فهزموه وأخذوا إبنه أنطيوخس رهينة وظل رهينة في روما 14سنة وعاد وأرسلوا بدلاً منه ديمتريوس أخيه.

حينما عاد ابيفانيوس قتل سلوكس أخيه وملك بدلاً منه عنوة.

عاد بعد أن أطلقته روما ليملك. وأرسلوا بدلاً منه ديمتريوس أخيه.

وكان أنطيوخس أشر الملوك. من أيامه بدأ إضطهاد دين اليهود.

ومات أنطيوخس في حربه مع فارس. وكان قد ترك ليسياس مكانه.

نصب ليسياس وكيل أنطيوخس إبن أنطيوخس الصغير بعد موت أبيه، ملكاً بإسم أنطيوخس الخامس (أوباطور) وكان ليسياس وصياً عليه.

أتى ديمتريوس من روما بعد أن أفرجت عنه روما. وكان الأحق بالعرش من أنطيوخس أخيه الذي إغتصب العرش وديمتريوس في روما. لكن أنطيوخس إبيفانيوس وهو يموت فوض فيلبس ليتولى أمر أوباطور. ونشأ صراع بسبب ذلك بين فيلبس وليسياس وجاء ديمتريوس وقتل ليسياس وأوباطور وملك هو.

هو عاد من روما. وخدع الناس بأن روما مَلَّكَته. وقبلت روما هذا على مضض. لكن الملوك المحيطين (مصر والكبادوك..) كرهوه فعملوا مؤامرة ووضعوا مكانه إبناً (لمحظية إبيفانيوس) إسمه الإسكندر.

زوجه بطلمواس ماك مصر ابنته كايوباترا ليخدعه ويملك بطلماوس على سوريا أيضاً.

بدأ بطلماوس ملك مصر تنفيذ حلمه وذهب بجيشه إلى إنطاكية وإسترد إبنته بينما كان الإسكندر مشغولاً بحرب في كيليكية. وهرب الإسكندر إلى العرب فقتلوه.

ولكن مات بطلماوس فجاة دون أن يملك على سوريا وإمتلك ديمتريوس الثاني مكان والده.

الذي تزوجته كليوباترا بنت ملك مصر لتنتقم من زوجها ديمتريوس الثاني.

الذي تزوج من بنت ملك الفرس.

منصب رئيس الكهنة:

  • تعظم هذا المنصب بعد حكم الولاة من الفرس واليونان. وإغتنى رؤساء الكهنة.
  • وفي أيام اليونانيين بالذات (السلوكيين) صار اليهود يشترون المنصب بالرشوة لملوك السلوكيين، ليصدروا أمراً بتعيينهم رؤساء كهنة. وصار رؤساء الكهنة كزعماء سياسيين بالإضافة لمنصبهم الديني.
  • حروب مستمرة بين البطالمة والسلوكيين. لذلك كانت اليهودية مرة مع هؤلاء ومرة مع أولئك.
  • الكتبة: هم ناسخين ومفسرين ودارسين وشارحين للتوراة. وأسموهم بعد ذلك حاخام من حاكام أي حكيم.
  • إهتم ملوك بابل بجمع الذهب من مستعمراتهم ليغطوا هياكلهم وأوثانهم وقصورهم.
  • وإهتم الفرس بجمع الجزية للصرف على جيوشهم الضخمة.
  • أما اليونانيين فإهتموا بنشر لغتهم وثقافاتهم. وصار لكل يهودي إسمين (عبري ويوناني) (شاول / بولس) والله سمح بنشر اللغة اليونانية في كل العالم فالإنجيل سيكتب بها ويفهمه كل العالم.
  • لكن للأسف نشر اليونانيين عباداتهم الوثنية ودعارتهم وعريهم.
  • أعجب كثير من اليهود بهذا وتأسس ما يسمى (بالحزب اليوناني) وهم يهود يسيرون بحسب العادات الوثنية (يلعبون عراة ولكن يضعوا قبعات على رؤوسهم + دعارة + وثنية + عملوا جراحات لإعادة غرلتهم إذ خجلوا من ختانهم حينما كانوا يتعرون للعب فيسخر منهم اليونانيين). وخرج الصدوقيون من هذا الحزب.
  • قام في مقابلهم (الحسيديون) نسبة إلى حسديا (وإسمه يعني قد كان الرب منعماً). وهم أتقياء قاوموا المتأغرقين (الحزب اليوناني) وهم معتدلين. وخرج منهم الفريسيين.
  • وأيضاً قام (الأسينيون) وكانوا متطرفين.
  • قام الحزب اليوناني دائماً بالوشاية بهم لدى ملوك السلوكيين.

هلاس = اليونان.

الحضارة الهللينية = الحضارة اليونانية.

اليونانيين يسمون الهللينيين.

وهناك المتهلينين وهم اليهود الذين في الشتات. فلقد صار هناك جاليات كبيرة يهودية في كل العالم. وأكبر جالية كان في مصر.

أنطيوخس إبيفانيوس ملك في السنة 137 لقيام دولة اليونان التي هي 312 ق. م. وكان أشر ملوك اليونان.

137 سنة

.

  • هو أسمى نفسه إبيفانيوس أي اللامع.
  • ولشدة إضطهاده لليهود تلاعبوا بالإسم وأسموه إبيمانس أي المجنون.
  • كان رئيس الكهنة حينما ملك إبيفانيوس "أونيا" التقي.
  • ولكن أخوه ياسون كان من المتأغرقين وبالرشوة أخذ وظيفة أونيا.
  • ثم عين إبيفانيوس منلاوس بدلاً من ياسون إذ دفع جزية أكبر.
  • قام ياسون ببناء جيمنازيوم يتدرب فيه اليهود عرايا.
  • قام إبيفانيوس بإضطهاد اليهود لنشر دينه الوثني، ودعارتهم.
  • أله نفسه. ونجس الهيكل. ومارسوا السكر والخلاعة داخل الهيكل وذبحوا خنزير على مذبح الرب وأتلفوا نسخ التوراة.

وكل هذا أسماه دانيال النبي (رجسة الخراب) Over spreading of Abominations وجاءت في سفر دانيال بالعربية (على جناح الأرجاس مخرَّب).

والمعاني تتكامل لنفهم أنه طالما إنتشرت النجاسات بسرعة وبهذا الشكل فالخراب لابد يأتي. وهذا ما سيحدث أيضاً في نهاية العالم. فالله هو هو أمس واليوم وغداً. هو قدوس كاره للشر.

  • تنبأ دانيال بوضوح عن إبيفانيوس هذا، بل إنتقل بنبوته عنه على أنه يرمز لضد المسيح الذي سيأتي في آخر الزمان.

الثورة المكابية:

  • هؤلاء عائلة من الأتقياء ثاروا على السلوكيين بسبب هذا الفساد الذي إنتشر.
  • متتيا كاهن رفض الإنصياع لأوامر الملك بالوثنية وثار وأخذ أولاده الخمسة وهرب للجبال، وأستعان باليهود الأتقياء ليضرب السلوكيين.
  • هو عميد عائلة الحشمونيين الجد الأكبر لمتتيا.
  • فمن أين جاء إسم المكابيين؟ هناك إحتمالين:
  1. من مكبي وهي الحروف الأولى من مي كاموخا باليم يهوه ومعناها من مثلك بين الأقوياء يا الله. وكان هذا شعار المكابيين وطبعوه على سيوفهم م. ك. ب. ى.
  2. يهوذا اشهر أولاد متتيا. وأسموه لقوته مكبة أي مطرقة. وقطعاً كان هناك شهداء كثيرين في تلك الفترة. نضع ذكراهم في السنكسار.

أبناء متتيا بحسب ترتيب قيادتهم فهم تولوا واحداً بعد الآخر قيادة الجيش المكابي يهوذا - يوناثان - سمعان وخلفهم يوحنا هركانوس أول من تسمى (ملك) وهو إبن سمعان.

  • سفر المكابيين الأول يتحدث عن يهوذا ويوناثان وسمعان.
  • سفر المكابيين الثاني يتحدث عن يهوذا فقط بالتفصيل والشرح. بل الشرح الروحي للأحداث.
  • يهوذا طهر المذبح والهيكل ودشنه (عيد التجديد).
  • كان المكابيين قادة ورؤساء وأيضاً رؤساء كهنة.
  • بعد يوحنا هركانوس توالي الملوك حتى هيرودس الكبير.
  • دانيال تنبأ عن كثير من أحداث الحروب التي ذكرها سفر المكاببين بين ملوك مصر وملوك سوريا. وكثير من أحداث هذا السفر أيضاً تنبأ دانيال عنها.

لم يذكر السفر إسم يهوه بل يقول إله السماء، فاليهود يخافون من ذكر إسم الله.

مقدمة سفر المكابيين الأول.

الإصحاح الأول:

  • نزل أنطيوخس إبيفانيوس ليحارب مصر. ثم عاد لأورشليم ليناصر الحزب اليوناني.
  • ألّه نفسه وإعتقد أنه تجسد للإله زيوس. وأراد صبغ مملكته كلها بشكل واحد وثني. فإضطهد اليهود الأتقياء بشدة.
  • بنى قلعة تشرف على الهيكل ليرى جنود اليونان كل ما يدور داخلها من طقوس يهودية، وما يعمله اليهود بالداخل. وإسم القلعة أكرا. وكان الجنود ينزلون منها ليضربوا اليهود.
  • نشروا الرجاسات داخل وخارج الهيكل وهذا ما قال عنه دانيال النبي رجسة - الخراب Over spreading of Abominations وكان هذا يتمثل في ترك الدين وإتباع الوثنية بكل ما فيها من دعارة..
  • وكان على إسرائيل غضب شديد. ومن هذا نفهم أن ما حدث راجع ليس لقوة أنطيوخس بل بسبب غضب الله على شعبه.

الإصحاح الثاني:

  • رفض أمر رُسُل الملك ليعبد الأوثان وقتل رجلاً يهودي أراد أن يفعل ذلك. وذلك غيرة منه على شريعة الله. وقتل رسول الملك، وهرب للجبال مع أبنائه وتبعه كثيرون ومعهم الحسيدييين. وعاشوا في تقوى مطبقين الشريعة.
  • هلك منهم 1000حينما إمتنعوا عن القتال في السبت فأمر متتيا بمنع ذلك.

الإصحاح الثالث:

  • الرب ينجح يهوذا ضد ملوك كثيرين.
  • حاربه أبلونيوس فهزمه يهوذا. وأبولونيوس هذا كان حاكم السامرة ومسئول الجزية.
  • حاربه بعد ذلك سارون قائد جيش سورية وهزمه يهوذا فوقع خوفه على الجميع.
  • وسمع بهذه الإنتصارات أنطيوخس فقرر الإنتقام وإحتاج لنفقات للجيش. فقرر أن يحصل عليها من بلاد فارس خصوصاً أن فارس بدأت تتمرد عليه.
  • ولي مكانه ليسياس من الفرات حتى مصر ليذهب هو إلى فارس. وترك له إبنه أنطيوكس أوباطور ليربيه إلى أن يعود من حربه في فارس. وأمره بكسر شوكة إسرائيل.
  • إختار ليسياس بطلماوس بن دوريمانوس. ومعه نكانور وجرجياس ومعهم 40. 000 ليحاربوا يهوذا.
  • غار يهوذا غيرة للرب وجمع جيشه ليدافع عن بلده.
  • أتى مع جيوش السلوكيين تجار عبيد فهم ظنوا أن يهوذا ستسقط ويأخذوا شعبها يبيعونه. وهذا بالضبط عمل الشيطان يحارب شعب الله ليستعبدهم أو بالأحرى كما حدث هنا ينتظر سقوطهم ليستعبدهم. لذلك قال السيد المسيح "إن حرركم الإبن" فهو أتى ليحررنا.

الإصحاح الرابع:

  • جاء جرجياس أولاً بجيشه فهزمه يهوذا - فعادوا إلى ليسياس.
  • بعد سنة جاءهم ليسياس بجيش قوى فهزموه وذهب يهوذا لتطهير الهيكل.
  • دشنوا المذبح الجديد، وأعلنوا هذا اليوم عيد في إسرائيل أسموه (عيد التجديد) أو عيد الأنوار لأنهم كانوا يضيئون فيه أنواراً كثيرة.

الإصحاح الخامس:

  • سمع أدوم وبنى عمون بإنتصارات يهوذا، فشعروا بالخطر إذ أن هناك عداوة مستمرة. وصنعوا مذابح ضد اليهود. وكان تيموثاوس قائد بنى عمون وقد عيَّنه أنطيوخس، وهزم يهوذا كل هؤلاء.

بــدأ اليهود في كل مكان يستنجدون بيهوذا.

يهـــــوذا.

الله يستخدم النباطيين ليدل يهوذا أين يذهب وأينما ذهب نصره الله.

  • فتح يهوذا جلعاد وأنقذ اليهود من أيديهم. وجاء ومعه الشعب الذي أنقذه يريد العودة بهم إلى يهوذا. وكان بينهم شيوخ ونساء.
  • صادفته مدينة عفرون فأراد فقط أن يمر فيها بمن معه لأن الشيوخ والنساء غير قادرين على الدوران حول السور. فرفضوا فضربهم يهوذا ومر.
  • سمع يوسف وعزريا بالإنتصارات فأرادوا الشهرة وخرجا ليحاربا فإنكسرا.
  • خرج كهنة للرب تاركين الصلاة ليحاربوا طلباً للشهرة وإنكسروا.

الموضوع ليس شهرة. بل الله ينصر من يريد أن يمجد إسم الله.

الإصحاح السادس:

  • إتجه أنطيوخس إلى ألمايس (هي عيلام بلغة اليونانيين). وهي في فارس.
  • ذهب إلى هيكل النناية. وهو للإلهة (إنانا) إلهة الجنس والحرب عندهم وهناك كانت تقام في هذا الهيكل حفلات الجنس الصاخبة. وكان بالهيكل ذهب وفضة كثيرين، أراد أنطيوخس أن يستولى عليها ليمول جيوشه.
  • دافع العيلاميون بشدة فإنسحب أنطيوخس.
  • سمع بهزيمة ليسياس وجيوشه أمام يهوذا فمات حزناً. بل شعر أن هزائمه سببها ما عمله بهيكل الله في أورشليم. وفوض فيلبس الذي كان معه ليتولى أمر إبنه أوباطور. ولكنه كان قد ترك ليسياس في سورية لهذا الغرض نفسه.
  • عندما مات أنطيوخس في فارس ملّك ليسياس إبنه أنطيوخس أوباطور وكان ليسياس وصياً عليه.
  • أراد يهوذا أن يزيل قلعة أكرا بسبب مضايقة الجنود الذين فيها لمن في داخل الهيكل. فخانه الحزب اليوناني. وذهبوا يستعدون ضده ليسياس وأوباطور إبن إبيفانيوس. فجاء ليسياس بجيش عظيم وحاصر أورشليم وحدثت مجاعة داخل أورشليم.

كيف أنقذ الله أورشليم؟

  • عاد فيلبس من فارس مع جيش أنطيوخس. فبدأ صراع على الملك بين فيلبس وليسياس. بسببه تراجع ليسياس عن تدمير أورشليم وعقد صلحاً مع يهوذا. وعاد ليسياس لإنطاكية ليحارب فيلبس.

الإصحاح السابع:

  • عاد ديمتريوس من روما بعد أن كان رهينة فيها بدلاً من إبيفانيوس وخدع الناس بأن روما ملكته. وإضطر الرومان للموافقة على مضض. وقتل ديمتريوس ليسياس وأوباطور إبن أخيه وملك هو.
  • جاء إلى ديمتريوس الملك منافقون من الحزب اليوناني يستثيروه ضد يهوذا. وفي مقدمتهم الكيمس الطامع في مركز رئيس الكهنة.
  • أرسل ديمتريوس جيشاً بقيادة بكيديس ليحارب يهوذا. ونصَّب الكيمس رئيساً للكهنة. قتل بكيديس كثيرين وساعده الخونة.
  • إنتقم منهم يهوذا. فأرسل الملك بدلاً منه نكانور ومعه جيش آخر.
  • هزمهم يهوذا وقتل نكانور.

الإصحاح الثامن:

  • سمع يهوذا بقوة الرومان وعدالتهم فعقد معهم حلفاً. وأرسل الرومان نص المعاهدة ليهوذا. وأرسلوا يحذرون ديمتريوس من ظُلم اليهود وحلفاءهم.

وهنا سؤال هام: يا يهوذا لقد نصرك الله في كل معاركك.. فلماذا تتحالف مع ملك أرضي؟!

الإصحاح التاسع:

  • أرسل الملك ديمتريوس القائد بكيديس ومعه الكيمس بجيش عظيم. وضربوا اليهود ضربة عظيمة. وجاء يهوذا مع رجاله 3000رجل. وخاف رجال يهوذا من جيش بكيديس وهربوا. وبقى مع يهوذا 800رجل حارب معهم ببسالة. لكنه إستشهد.... قبل أن يصل إليه حتى نص المعاهدة مع الرومان.

ولماذا دخل الخوف قلوب الرجال هذه المرة؟

بسبب المعاهدة إذ إتكلوا على أحد آخر غير الله.

  • إضطهد بكيديس الشعب جداً.
  • أقاموا يوناثان أخو يهوذا مكان يهوذا.
  • أراد بكيديس قتل يوناثان فهرب ومن معه.
  • أرسل يوناثان أخيه يوحنا إلى أصدقاء اليهود النباطيين يسألهم أسلحة.
  • قابل يوحنا ومن معه قبيلة عربية من قطاع الطرق وقتلوهم (إسم القبيلة بنويمري) فضربهم يوناثان.
  • حارب يوناثان بكيديس وجيشه وعاد بكيديس إلى إنطاكية. وحصن يوناثان أورشليم.
  • ضرب الرب الكيمس بالمرض حتى مات لأنه ضرب هيكل الرب. وهدأت الأرض سنتين.
  • عاد بكيديس ليحارب يوناثان فهزمه سمعان أخوه، فعقد معهم صلحاً وإنسحب.

الإصحاح العاشر:

الملك ديمتريوس الذي ملك على مضض من الرومان كرهه ملوك مصر وبرغامس والكبادوك وأرادوا خلعه. ودبر هؤلاء إسقاطه.

فأتوا بإبن محظية لإبيفانيوس إسمه الإسكندر بالاس وجعلوا إبنة أنطيوخس تشهد أنه أخيها. فناصر الرومان الإسكندر. فإستولى الإسكندر على بطولمايس (عكا).

  • وهزم الإسكندر ديمتريوس وصار يوناثان عظيماً عند الإسكندر لأنه ناصره.
  • وتزوج الإسكندر من كليوباترا إبنة بطلماوس زواجاً سياسياً. وكان ذلك خبثاً من بطلماوس الذي كان يطمع في إمتلاك مملكة سوريا.
  • وترك ديمتريوس إبنان ومات، قتل الإسكندر أحدهما وهرب الآخر لجزيرة كريت.
  • جاء ديمتريوس بن ديمتريوس من كريت ليحارب الإسكندر. وعرف أن يوناثان يناصره فأرسل ليوناثان ليحاربه مهدداً إياه. وحاربه يوناثان وهزمه. فتعظم بالأكثر عند الإسكندر.

الإصحاح الحادى عشر:

  • كره بطلماوس ملك مصر الإسكندر وإسترد إبنته بينما كان الإسكندر غائباً في حرب مع كيليكية. وأعطاها لديمتريوس. بعد أن جاء بطلماوس بنفسه إلى إنطاكية ليحقق حلمه بإمتلاك مملكة سوريا.
  • هرب الإسكندر لبلاد العرب فقطع العرب رأسه.
  • مات بطلماوس في أثناء وجوده في إنطاكية. وملك ديمتريوس بن ديمتريوس الأول بإسم ديمتريوس الثاني.
  • أراد يوناثان الإستيلاء على قلعة أكرا فوشى به الخونة لديمتريوس فأراد حرباً معه. ولكن يوناثان عقد معه هذه المرة معاهدة وتصالحا.
  • قام تريفون من حزب الإسكندر وأخذ إبن الإسكندر وإسمهُ أنطيوكس ليملكه بدلاً من ديمتريوس فساند يوناثان ديمتريوس وهدأت الأرض.
  • إنقلب ديمتريوس على يوناثان دون سبب وثقل عليه جداً وضايقه.
  • عاد تريفون وقام بطرد ديمتريوس وملّك أنطيوكس فصادق أنطيوكس يوناثان.
  • جاء قادة جيش ديمتريوس ليحاربوا يوناثان وهرب جيش يوناثان ما عدا قلة. وبصلاة يوناثان وإنسحاقه. هاجم ديمتريوس وجيشه فتراجعوا فعاد له رجاله ونصره الله.

لنرى كم ملكاً تصارعوا ليتسع مُلْكَهم وتركوها بعد قليل وماتوا ولم يأخذوا معهم شيئاً.

الإصحاح الثاني عشر:

  • يوناثان يجدد الحلف مع الرومان، ومع أهل إسبرطة (أسس إسبرطة يهودي إسمه إسبرطون في ليكأونية).
  • حاول ديمتريوس أن يحارب يوناثان. فخرج له يوناثان فهرب هو وجيشه.
  • تريفون أراد أن يملُك هو بدلاً من أنطيوكس (كان عمره 5سنوات) لكنه خاف من يوناثان. فأتى ليحاربه وخدعه وأسره، إذ ذهب إليه واثقاً فيه.
  • هاجم جيش يوناثان تريفون، فرجع عنهم تريفون.
  • حينما صار اليهود بلا قائد قام أعداءهم لمهاجمتهم إذ ظنوا أنهم ضعفاء فهم بلا قائد.

ولم يعين الرومان ولا أهل إسبرطة يوناثان. فما فائدة المعاهدات؟

الإصحاح الثالث عشر:

  • سمع سمعان أن تريفون يريد أن يغير على يهوذا.
  • ملَّك الشعب سمعان بدلاً من يوناثان.
  • جاء تريفون ومعه يوناثان أسيراً، وطلب تريفون مالاً وإبنى يوناثان وخاف سمعان من غضب الشعب لو إمتنع فأرسل لتريفون ما طلبه. (هو خاف من الشعب أن يظنوا أنه يريد موت يوناثان الذي أحبوه ليملك هو، إن إمتنع عن إرسال المطلوب).
  • وخالف تريفون وعده. لكن زادت الثلوج فإنسحب تريفون وقتل يوناثان. قتل تريفون الملك الصغير ليملك مكانه، وملك ولبس تاج آسيا.
  • وعاد سمعان ليتحالف مع ديمتريوس وحرر البلاد من الجزية. وصك سمعان عملة بإسمه.
  • نتيجة حصار قلعة أكرا إستسلم من فيها بسبب المجاعة داخلها. وغالباً صارت هذه القلعة أيام الرومان (قلعة أنطونيا).
  • جعل سمعان إبنه يوحنا قائداً للجيش وهو يوحنا هركانوس (أي الشجاع) وهو أول من دُعِىَ ملكاً وخلف أبيه سنة 135 ق. م. وهو أدمج الأدوميين مع اليهود وختنهم (وجاء هيرودس الكبير من نسل الأدوميين).
  • تحالف يوحنا مع الرومان. وإنضم للصدوقيين تاركاً الفريسيين.
  • الصدوقيين كانوا مهتمين بالشريعة فقط أما الفريسيين فإهتموا بالشريعة والتقاليد.
  • بموت يوحنا هركانوس أفل نجم المكابيين.

الإصحاح الرابع عشر:

  • دخل ديمتريوس أرض فارس ليجند مرتزقة يحارب بهم تريفون فقبضوا عليه وسجنوه وتعظم سمعان.
  • سمع الإسبرطيون والرومان بما حدث ليوناثان فحزنوا عليه. وأرسل الإسبرطيون يجددون الحلف مع سمعان.
  • أذل الفرس ديمتريوس فترة ثم عادوا وأكرموه وزوجه ملك الفرس إبنته وعاد ليحكم سوريا من جديد. فلما علمت كليوباترا زوجته أنه تزوج من أخرى تركته وتزوجت أخيه أنطيوخس السابع لتعينه حتى يستولي هو على العرش.

الإصحاح الخامس عشر:

  • حاول أنطيوخس كسب ود سمعان. وإسترد العرش من تريفون وهرب تريفون إذ أن جنوده تخلوا عنه وإنضموا لأنطيوخس. ويقال أن تريفون قُتِلَ.
  • بعثة اليهود تصل من روما بأخبار نجاح التحالف. ولم يستفد اليهود من هذه المعاهدة. لكن أرسل الرومان لملك مصر يحذرونه من أن يحتمي به في مصر الخونة من الحزب اليوناني الذي يعادي سمعان، بل على ملك مصر أن يسلمهم إلى سمعان.
  • أنطيوخس ينقلب على سمعان بعد أن حاول مناصرته.
  • أخطأ سمعان نفس خطأ حزقيا الملك إذ أطلع رسول أنطيوخس على ما كان له من غنى ومجد ليظهر له أنه حليف قومي.
  • جاء كندباوس بأوامر من أنطيوخس ليضرب اليهودية.

الإصحاح السادس عشر:

  • سمعان يُرسل إبنيه يوحنا ويهوذا ليحاربا لأنه كان قد شاخ وهزم يوحنا كندباوس وهرب كندباوس.
  • حدثت خيانة ضد سمعان وولديه من صهر سمعان الكاهن الأعظم إذ أراد أن يستولي على البلاد. وقتل سمعان وولديه في مأدبة أقامها لهم وكانوا سكارى.
  • وأراد أن يستعين بالملك السلوكي لينصره فيملك، وأراد أن يقتل يوحنا.

وصار عادياً بعد هركانوس أن يستعين الحكام اليهود باليونانيين أو الرومان،.

إلى أن فقدوا حريتهم تماماً.

  • وأخبروا يوحنا فقتل يوحنا من أراد قتله.
  • وتقلد يوحنا الكهنوت الأعظم وملك مكان والده.
  • وكان يوحنا هو أول من أُطْلِق عليه لقب (ملك) والذي أطلق عليه هذا الإسم هو الرومان.

الإصحاح الأول

الأعداد 1-10

الآيات (1 - 10): -

"1 أن الاسكندر بن فيلبس المكدوني بعد خروجه من ارض كتيم وإيقاعه بداريوس ملك فارس وماداي ملك مكانه وهو أول من ملك على اليونان. 2 ثم آثار حروبا كثيرة وفتح حصونا متعددة وقتل ملوك الأرض. 3 واجتاز إلى أقاصي الأرض وسلب غنائم جمهور من الأمم فسكتت الأرض بين يديه فترفع في قلبه وتشامخ. 4 وحشد جيشا قويا جدا. 5 واستولى على البلاد والأمم والسلاطين فكانوا يحملون إليه الجزية. 6 وبعد ذلك انطرح على فراشه وأحس من نفسه بالموت. 7 فدعا عبيده الكبراء الذين نشأوا معه منذ الصباء فقسم مملكته بينهم في حياته. 8 وكان ملك الاسكندر اثنتي عشرة سنة ومات. 9 فتملك عبيده كل واحد في مكانه. 10 ولبس كل منهم التاج بعد وفاته وكذلك بنوهم من بعدهم سنين كثيرة فكثرت الشرور في الأرض.".

هذا عرض سريع لتكوين مملكة اليونان كمدخل ليتكلم عن أشر ملوكهم أنطيوخس أبيفانيوس. وهو أول من ملك على اليونان = تترجم في ترجمات أخرى مبتدئاً من اليونان. ولقد مات الإسكندر سنة 323ق. م. وبعد موته إنقسمت المملكة إلى أربعة ممالك، ما يهمنا منها هنا سوريا وتحكمها أسرة السلوكيين نسبة إلى مؤسسها سلوكس ومصر وعاصمتها الإسكندرية ويحكها البطالمة. أما اليهودية فكانت مرة مع هؤلاء ومرة مع أولئك ثم خضعت نهائياً لسوريا سنة 198ق. م. علي يد أنطيوخس الثالث (الكبير).

كتيم = أصلاً تشير لقبرص ومع الوقت صارت تشير لكل اليونان بل صارت تشير لكل الغرب البعيد. وداريوس الذي هزمه = إيقاعه هو داريوس كودومانوس. ووصلت فتوحات الإسكندر إلى (إيران وأفغانستان وكازاخستان حالياً) وكان هذا الإنتشار لليونان بسماح من الله لتنتشر اللغة اليونانية في العالم كله، وهي لغة غنية بمفرداتها، ولتكون لغة الإنجيل فيما بعد. ولقد دارت معارك كثيرة بين الأربعة القادة الذين حكموا الإمبراطورية بعد الإسكندر.

الأعداد 11-16

الآيات (11 - 16): -

"11 وخرجت منهم جرثومة أثيمة هي أنطيوكس الشهير ابن أنطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان. 12 وفي تلك الأيام خرج من إسرائيل أبناء منافقون فأغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الأمم حولنا فأنا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة. 13 فحسن الكلام في عيونهم. 14 وبادر نفر من الشعب وذهبوا إلى الملك فأطلق لهم أن يصنعوا بحسب أحكام الأمم. 15 فابتنوا مدرسة في أورشليم على حسب سنن الأمم. 16 وعملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الأمم وباعوا أنفسهم لصنيع الشر.".

أنطيوخس هو أنطيوخس الرابع أو أبيفانس إبن أنطيوخس الكبير (الثالث). وأبيفانس تعني اللامع أو المتجلي، وهو أطلق هذا على نفسه إذ إعتقد أنه تجسد للإله زيوس على الأرض. وأسماه اليهود إبيمانوس أي المجنون. وفي معركة بين الأب أنطيوخس الثالث الكبير مع الرومان، إضطر الأب أن يسلم إبنه أنطيوخس إبيفانيوس كرهينة في يد الرومان وذلك ضمن إتفاقية هدنة بين الطرفين ليضم الرومان أن لا يبدأ أنطيوخس حرباً ضدهم. فظل هناك 14سنة بدأت في سنة 198ق. م. إلى أن حل محله ديمتريوس الأول وهو الإبن الثاني لسلوكس الرابع كرهينة. وعينوا أنطيوخس في أثينا رئيساً للقضاة ثم في سنة 175 قبل الميلاد تولى الملك، وذلك بالإحتيال إذ أن هناك من إخوته من هم أحق منه بالعرش، وقتل أحدهم بعد أن تولى الملك. السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان = ودولة اليونان تأسست سنة 312ق. م. فتصبح هذه السنة هي 312 - 137 = 175ق. م.

أبناء منافقون = هذه = "بنو بليعال" أي أشرار. وهؤلاء تجاوبوا مع دعوة أنطيوخس في نشر الثقافة اليونانية. فإنقسمت اليهودية إلى قسمين [1] هذا الحزب اليوناني الذي يميل للتشبه باليونانيين [2] قسم آخر أصروا على التقوى وعرفوا بعد ذلك بالحسيديين.

أما الحزب اليوناني فعرف بإسم أبناء طوبيا. وهؤلاء ذهبوا ووشوا بإخوتهم عند الملك. وطلبوا تأييد الملك ضد إخوتهم، وكان منذ أيام الفرس وحتى أنطيوخس الرابع هناك قوانين ملكية سواء من الفرس أو اليونان تجعل التوراة هي التي تحكم اليهود، فهؤلاء إحتاجوا لقرار ملكي حتى يسلكوا بعكس التوراة وحسب عادات اليونانيين. وكان رئيس الكهنة أونيا رجل تقي، فجاء أخيه ودفع رشوة للملك فعينه رئيساً للكهنة وعزل أونيا. وكان هذا إسمه يشوع فصار ياسون. فإبتنوا مدرسة = هي مؤسسة رياضية للألعاب (جري / ماراثون / فروسية..) بالإضافة للتعليم المدني والأدبي. وهذه الألعاب خطورتها أنها كانت تقام على شرف الإله زيوس بالإضافة للعري بداخلها، فكانوا يمارسون بعض الألعاب عاريين تماماً. وعملوا لهم غلفاً = إذ كانوا يمارسون بعض الرياضات عاريين، كان اليونانيين يسخرون من ختانهم، فعلموا جراحات تعيد لهم غلفتهم وفي هذا إنكار لعلامة إنتسابهم لله. وللآن فهناك من يسخر من المتدينين ويدعو للتشبه بالعالم الخاطئ. بل هناك دعوات في الغرب لحذف الآيات التي تهاجم الشذوذ الجنسي من الكتاب المقدس ليكون كتاباً متحضراً.

الأعداد 17-29

الآيات (17 - 29): -

"17 ولما استتب الملك لأنطيوكس أزمع على امتلاك مصر ليكون مالكا على كلتا المملكتين. 18 فدخل مصر بجيش كثيف وعجلات وفيلة وفرسان وأسطول عظيم. 19 وأثار الحرب على بطلماوس ملك مصر فارتاع بطلماوس من وجهه وهرب وسقط قتلى كثيرون. 20 فاستحوذوا على المدن الحصينة بأرض مصر وسلبوا غنائم ارض مصر. 21 ورجع أنطيوكس بعدما أوقع بمصر وذلك في السنة المئة والثالثة والأربعين ونهض نحو إسرائيل. 22 فصعد إلى أورشليم بجيش كثيف. 23 ودخل المقدس بتجبر واخذ مذبح الذهب ومنارة النور مع جميع أدواتها ومائدة التنضيد والمساكب والجامات ومجامر الذهب والحجاب والأكاليل والحلية الذهبية التي كانت على وجه الهيكل وحطمها جميعا. 24 واخذ الفضة والذهب والآنية النفيسة واخذ ما وجد من الكنوز المكنونة اخذ الجميع وانصرف إلى أرضه. 25 واكثر من القتل وتكلم بتجبر عظيم. 26فكانت مناحة عظيمة في إسرائيل في كل أرضهم. 27 وانتحب الرؤساء والشيوخ وخارت العذارى والفتيان وتغير جمال النساء. 28 وكل عروس اتخذ مرثاة والجالسة في الحجلة عقدت مناحة. 29 فارتجت الأرض على سكانها وجميع آل يعقوب لبسوا الخزي.".

هذه الحرب بين أنطيوخس وبطليموس = بطلماوس تنبأ عنها دانيال النبي (25: 11 - 27). الفيلة = كانت حاملة للجنود والعتاد وكان يثبت صندوق خشبي ضخم فوق الفيل يتسع لعشرة جنود مع أسلحتهم، وكانت الأفيال بشكلها ورائحتها تجعل خيول الأعداء تنفر فتهرب وهذا يحدث إرتباك في صفوف الأعداء. وعند عودته من مصر هاجم أورشليم والهيكل، لأنه سمع بحدوث إضطرابات في اليهودية وقطعاً إذ يهاجم الهيكل ويضعفه فهو ينتصر للحزب اليوناني. وتصرف أنطيوخس ضد الهيكل كان سبباً في حزن لا يوصف لليهود الأتقياء إذ أن الهيكل هو حياتهم وفخرهم، وقيل هنا = جميع آل يعقوب لبسوا الخزي.

الأعداد 30-42

الآيات (30 - 42): -

"30 وبعد سنتين من الأيام أرسل الملك رئيس الجزية إلى مدن يهوذا فوفد على أورشليم في جيش كثيف. 31 وخاطبهم خطاب سلام مكرا فوثقوا به. 32 ثم هجم على المدينة فجأة وضربها ضربة عظيمة واهلك شعبا كثيرا من إسرائيل. 33 وسلب غنائم المدينة واحرقها بالنار وهدم بيوتها وأسوارها من حولها. 34 وسبوا النساء والأولاد واستولوا على المواشي. 35 وبنوا على مدينة داود سورا عظيما متينا وبروجا حصينة فصارت قلعة لهم. 36 وجعلوا هناك أمة أثيمة رجالا منافقين فتحصنوا فيها ووضعوا فيها السلاح والطعام وجمعوا غنائم أورشليم. 37 ووضعوها هناك فصاروا لهم شركا مهلكا. 38 وكان ذلك مكمنا للمقدس وشيطانا خبيثا لإسرائيل على الدوام. 39 فسفكوا الدم الزكي حول المقدس ونجسوا المقدس. 40 فهرب أهل أورشليم بسببهم فأمست مسكن غرباء وصارت غريبة للمولودين فيها وأبناؤها هجروها. 41 ورد مقدسها خرابا كالقفر وحولت أعيادها مناحة وسبوتها عارا وعزها اضمحلالا. 42 وعلى قدر مجدها اكثر هوانها ورفعتها آلت إلى مناحة.".

رئيس الجزية = هو أبولونيوس بن منستاؤس (2مك24: 5 - 26) وكلمة رئيس الجزية أصلاً تعني "قائد المرتزقة". ثم عينه أنطيوخس رئيساً لوزرائه (2مك21: 4).

خاطبهم خطاب سلام = أي حتى يطمئنهم حتى تنتشر جنوده وسطهم، ثم ضربهم عظيمة حتى يجعل اليهودية خاضعة تماماً للملك، فهي حتى الآن كان لها إمتيازات. بنوا على مدينة داود.. قلعة = كانت هذه القلعة سبب آلام شديدة لليهود، لأن عساكر اليونان الذين فيها كانوا يطلون على الهيكل ويشاهدون كل طقوسهم، وينزلون منها ليلحقون الأذى باليهود. وهذا الحصن يسمى "عكرة أو أكرا".

الأعداد 43-56

الآيات (43 - 56): -

"43 وكتب الملك انطيوكس إلى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا ويتركوا كل واحد سننه. 44 فأذعنت الأمم بأسرها لكلام الملك. 45 وكثيرون من إسرائيل ارتضوا دينه وذبحوا للأصنام ودنسوا السبت. 46 وانفذ الملك كتبا على أيدي رسل إلى أورشليم ومدن يهوذا أن يتبعوا سنن الأجانب في الأرض. 47 ويمتنعوا عن المحرقات والذبيحة والسكيب في المقدس. 48 ويدنسوا السبوت والأعياد. 49 وينجسوا المقادس والقديسين. 50 ويبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للأصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة. 51 ويتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الأحكام. 52 ومن لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل. 53 وكتب بمثل هذا الكلام كله إلى مملكته بأسرها وأقام رقباء على جميع الشعب. 54 وأمر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة. 55 فانضم إليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الأرض. 56 وألجأوا إسرائيل إلى المختبآت في كل موضع فروا إليه.".

أنطيوخس كان يحاول أن يجعل لمملكته كلها شكلاً واحداً، لذلك أرغم كل من يخضع له بما فيهم اليهود أن يلتزموا بالعبادات اليونانية والثقافة اليونانية. وأمر أن تكون المذابح في كل مكان = يذبحوا في كل مدينة ليلغي شريعة اليهود التي تنص بتقديم الذبائح في الهيكل فقط (تث5: 12 - 27) ومن هنا بدأ الإضطهاد السلوكي لليهود لمن تمسك بعبادة الله بحسب الشريعة.

الأعداد 57-67

الآيات (57 - 67): -

"57 وفي اليوم الخامس عشر من كسلو في السنة المئة والخامسة والأربعين بنوا رجاسة الخراب على المذبح وبنوا مذابح في مدن يهوذا من كل ناحية. 58 وكانوا يقترون على أبواب البيوت وفي الساحات. 59 وما وجدوه من أسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار. 60 وكل من وجد عنده سفر من العهد أو اتبع الشريعة فانه مقتول بأمر الملك. 61 هكذا كانوا يفعلون بسطوتهم في إسرائيل بالذين يصادفونهم في المدن شهرا فشهرا. 62 وفي اليوم الخامس والعشرين من الشهر ذبحوا على مذبح الأصنام الذي فوق المذبح. 63 والنساء اللواتي ختن أولادهن قتلوهن بمقتضى الأمر. 64 وعلقوا الأطفال في أعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم. 65 وان كثيرين في إسرائيل عزموا وصمموا في أنفسهم على أن لا يأكلوا نجسا واختاروا الموت لئلا يتنجسوا بالأطعمة. 66 ولا يدنسوا العهد المقدس فماتوا. 67 وكان على إسرائيل غضب شديد جدا.".

رجاسة الخراب = مذابح للإله زيوس فوق مذابح الله. يقترون = يحرقون البخور. وقدم خنزيرة على هيكل الله. الملك أراد تحويل العبادة إلى زيوس وإلى نفسه فهو زيوس المتجسد. وكانت عبادات الأوثان هذه تشمل الدعارة، ولذلك سمى كل هذا رجاسة الخراب. على أبواب البيوت وفي الساحات = لضمان إشتراك كل الناس في هذه العبادات. شهراً فشهر = المقصود في مناسبة العيد الشهري لزيوس كان الجنود يقتلون من يخالفهم ويرفض تقديم ذبيحة لزيوس ومع كل هذا العنف نجد أتقياء يرفضون النجاسة مهما حدث حباً في الله. وكان على إسرائيل غضب شديد = إذاً ما يحدث لم يكن راجعاً لقوة أنطيوخس ولا أن الله غير قادر على حماية شعبه، بل لأن الله غاضب عليهم، وهو سمح بهذا التأديب بسبب خطاياهم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الثاني - سفر المكابيين الأول - القس أنطونيوس فكري

تفاسير سفر المكابيين الأول الأصحاح 1
تفاسير سفر المكابيين الأول الأصحاح 1