أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ – تأملات في معجزات المسيح لإقامة الموتى – الأستاذ بيشوي فخري

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأستاذ بيشوي فخري
التصنيفات أدب مسيحي, الكتاب المقدس, تأملات روحية مجمعة, دراسات في العهد الجديد
الأسفار أسفار الأنبياء الصغار, العهد القديم, سفر حجي, سفر عاموس, سفر عوبديا, سفر ميخا, سفر ناحوم, سفر هوشع, سفر يوئيل, سفر يونان
آخر تحديث 10 فبراير 2024
تقييم الكتاب 5 من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
2MB

فهرس الكتاب


لقراءة الكتاب أونلاين إضغط على إسم الفصل لتذهب لصفحة القراءة

أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ

تأملات في معجزات المسيح لإقامة الموتى

أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ - الأستاذ بيشوي فخري 1
.

بيشوي فخري.

ربي يسوع،.

القيامة والحياة...

أنا لعازرك الجديد.. تعالى إلى قبري وأقمنى من شهوات حياتي...

أنا الشاب الذي مات.. منتظرًا أن تأت وتلمس نعش آثامي فأعود حيًا إلى الكنيسة أمي...

نفسي صبية تحتاج زيارة تيقظها من سبات الشر، فتقوم ويفرح كل البيت...

من سواك يُقيم نفسي،.

من غيرك يمنحني الحياة،.

من يعطيني عزاء ورجاء...

من إلا أنت ياربي تعترض موكب الموت وتهب حياةً لأولادك..

من نلجأ إليه في ضيقنا، فنجد الراحة والحلول...

هبني حضورك ياربي،.

فيتبدد كل حزن، ويأتي فرح الحياة الحقيقية ولا يقدر أحد أن ينزع فرحي منّيِ...

أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ - الأستاذ بيشوي فخري 2

أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!

خـواطـر في مـعـجزة إقـامة ابن أرملة نايين

  • "وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ، وَذَهَبَ مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ".
  • يا مخلص نفسي...

    أن محبتك تخلق الفرص في الزمان والمكان،.

    لا يوجد شئ عندك مصادفة...

    تأتي إليّ "في اليوم"، وفي "الساعة"، وفي "المكان"..

    أنت تعرف وقت أحتياجي، وعمقه..

    تذهب إلى مدينة قلبي.. فهناك أحزان تريد أن تبددها،.

    تأخذ معك تلاميذك، فقديسيك يعينون ضعفي..

    يأتي معك التائبين يمنحون لي رجاء في عمق موتي..

    تترك كل العالم وتأتي إلى موضعي،.

    صمت جراحي يصرخ لحبك ولا يسمعه سواك...

    تشعر بآلامي وحدك وتأتي لتطفئ لهيبها...

    لم أعرف مكانك.. لكنك تعرف مكاني فتأتي إليّ..

    لم أقدر أن أنُاديك... محبتك لا تحتاج دعوة!

  • "فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ".
  • عند الباب..

    تقابل موكب الموت، مع موكب الحياة..

    عند باب المدينة...

    صراع الموت مع الحياة...

    تطرد الأرض الموتى، ويرد الرب الحياة لمن فقدها..

    عند باب المدينة..

    يخرج من الميت بلا عودة، ليجد الذي يُعيد له الحياة!

    ومن المكان الذي طُرد منه آدم، إليه يعود بقيامة رب الحياة!

    ومن القبر الذي كان مصدر ظُلمة وغم وحزن،.

    صار ينبعث منه النور والفرح والرجاء!

    ومن عند المشكلة التي تؤلمنا هناك نتقابل مع الحلول الإلهية!

    ومن عند الضعف نتقابل مع قوة الله!

    ومن عند الخطيئة، نتقابل مع النعمة المُغيرة!

    ومن عند الجراحات، نلقي حنان الله!

    ومن عند صليب الآلم، نلقى المجد الألهي!

    من عند باب مدينة نايين...

    كانت المشكلة مُضاعفة،،.

    هو شاب..

    هو شاب وحيد...

    هو شاب وحيد لأرملة...

    شاب.. أنتهت حياته في منتصف أيامه..

    تجبرت عليه الحياة، واستكثرت أن يحيا ربيعها!

    اشتم الموت روحه، قبل أن يتنسم الشاب رحيق الحياة!

    فخر المدينة شابها... وفقدت المدينة اليوم أحدهم،.

    وفخر الشباب قوتهم.. وصار شاب نايين جثة محمولة إلى القبر!

    أن قضية موت الشباب موضع أهتمام المخلص،.

    يأتي إلى الكل، ليهب الجميع حيوية الشباب وقوتهم...

    ويأتي للشباب ليقيمهم من خطاياهم المميتة!

    يأتي إلى شباب المدينة، الذين يحملون صديقهم إلى القبر،.

    ليعطي رسالة للغافلين... أختر الآن طريق الحياة!

    فإن لم تلتفت للحياة.. سترحل في ذات الموكب!

    لا تكن ميت يدفن ميت...

    بل أخرج خارج مدينة سرور العالم، لتجد الحياة الحقيقية في أنتظارك!

    لا تقضي الحياة داخل مدينة الموتى..

    هوذا رب الحياة يترفق بك!

    اَلْأُم ٱلثَّكْلَى أَكثَر مَنْ يَغْمرهَا ٱلْحزْن. ‏..

    فهيَ أَرملَة وَهَا ٱلْمَوت يَخْطِفُ ٱبْنَها ٱلْوَحِيد مِنْ بيْنِ ذرَاعيْها...

    ‏ لَقد تَصَبَّرَتْ بِه عَلى رحِيل زوْجِهَا، ‏ وتَعلَّقَتْ بِه حَتْمًا تَعَلُّقًا شَدِيدًا. ‏..

    إِنَّهَا تعقِد عَليْه ٱلْآمَال وَتَنْشُد فِي قُرْبِهِ ٱلأمْنَ وَٱلْحمَايَة فِي ٱلْمسْتَقبل. ‏.

    أَمَّا ٱلْآن، ‏ فَأَصْبحَت بلَا ظَهْرٍ وَسَنَدٍ وَبِلَا أَنِيسٍ يُعَزيهَا فِي وَحدَتِهَا. ‏.

    فأيُّ مأساة ساحقة هذه، وهي التي حرَّكت مشاعر الأقارب والجيران فرافقها هذا الجمع الكبير..

    أن الحزن لموت الوحيد يُضْرَب به المثل في الكتاب على الحزن الشديد «كحزن أُم على وحيدها» (إر 6: 26؛ زك 12: 10) فماذا لو كانت أيضاً أرملة؟!

    كان شاب.. وحيد،.

    ومات...

    جعل الأم المسكينة، لا تجد من تحدثّه.. إلا الموت..

    فعاتبته عتاب المكسور:

    لماذا قطفت منى زهرة حياتي..

    يا ليتك أخذتني عِوضًا عنه..

    هوذا ثياب عُرسه أجهزها له..

    والآن أكفنه بأكفان العجائز..

    لماذا سرقت أبتسامتي عن وجهي...

    وفجّرت في عيني ينابيع دموع لا تجف،،.

    كيف لوحشيتك أن تطفئ سراج حياتي،.

    لأحيا في ظلمة باقي أيامي...

    أى ذنب فعلت، حتى تحرمني من فلذة كبدي..

    أتركه يُعمِّر بيت أبيه،.

    أو خذ البيت وأترك وحيدي..

    لماذا أخمدت شعلة نشاط ابني الشاب،.

    ووضعته جثة هامدة في الصندوق..

    أيها العدو القاتل...

    أضربني بالفقر أو المرض..

    ألطمني بالبلايا والضيق..

    لكن لا تأخذ مني رجائي في الحياة.

    لماذ أغلقت الفم الذي يدعوني "أمي"، ومَن مِن بعده يُنَاديِني!

    لماذا أغمَضتُ العين التي ترعاني، وسرقت مني نور عينيِ!

    اليد التي كانت تُمسِك بيميني أرتخت،.

    وعُكّاز حياتي أنكسر.

    لقد أضحى ابني جسدًا مُسجّي فوق نعش،.

    وعما قليل يواريه التراب.

    كان الأفضل لو لم يولد،.

    من أن يأتي اليوم الذي أودعه فيه في القبر،.

    كان الأفضل إلا أتمتع بالثمرة،.

    ثم تُقتلع اليوم الشجرة من جذِرها!

    أن مآساتي، لا يقدر عليها أقل من إله!

    وأحزاني لايشعر بها إلا رجل مختبر حزن!

    كل المُعّزون متعبون،.

    ومهما بكت الجموع،.

    لم يصلوا إلى عمق جراحي.

    لقد كانت تلك جرعة مرارة مركزة قُدِّمت في كأس أرملة نايين،.

    إذ رأت أردأ نتائج الخطية مرتين.

    لقد مات رجلها قبلاً..

    واليوم تذهب إلى القبر لتودع ابنها وسندها الأخير..

    وما الذي جعل أهل القرية يخرجون كلهم خلف موكب هذا الشاب؟

    أليس تأثرهم برؤية تلك الأرملة المكلومة، وهي تنتحب على وحيدها؟

    وتذرف الدموع حسرة وحرقة على فقدانها وحيدها؟

    أى آلم هذا ياربي الذي لحق بهذه الأم...

    لكنها مع كثرة ضيقها، لم نسمع أنها تذمرت.. أو جدّفت.. أو تساءلت في حيرة وشك عن سبب كل هذه المصائب التي تحدث لها...

    أرملة تبكي بصمت من وهل الحدث،،.

    أنها صورة الكنيسة الحية المتألمة من أجل ضياع شبابها وموتهم الروحي،.

    لكنها لم تيأس من خلاصهم!

    أيها الشاب...

    أن حزن الكنيسة على خطايانا ليس بأقل من حزن هذه الأرملة على وحيدها...

    هى تحترم أرادتك، ولا تقدر أن تمنع الموت الذي أنت أخترته..

    لكنها غير راضية عن أختيارك...

    فيقول القديس أغسطينوس: "كما يموت الجسد عندما تفارقه النفس، كذلك تموت النفس عندما تنفصل عن الله، ولكن هناك فرقاً بين موت الجسد وموت النفس، فموت الجسد محتوم أمَّا موت النفس اختياريّ".

    الكنيسة أم...

    تبكي خطايا شبابها...

    الكنيسة أرملة تبكي وحيدها..

    لأن كل نفس هى ابن وحيد لأم تريد أن يحيا أولادها داخل مدينة الله!

    لأنَّه كما قال القديس أُغسطينوس:

    "من يبكي على الميت كمن يصرخ بدون جدوى، على نوافذ مسكن ليس فيه من يسمع، أمَّا من يبكي على موتى الخطية فقد يستجيب الله لدموعه ويُقيم تلك النفس الساقطة، ويُنهضها وإن كانت قد ماتت من سنين".

    ربي..

    من أجل دموع الأم الحزينة..

    من أجل السنوات التى قضاها الشباب قبل موته في حضنه أمه...

    من أجل تحننك على خليقتك الطائشة التي تجري في طريق الموت..

    من أجل صلاحك وحدك الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا...

    لا تسمح لشبابك أن يفقدوا أبديتهم...

    لا تتركنا في طريق الهلاك..

    أعترض موكب شرورنا وغيّر مسار حياتنا...

    أنقذ حياتنا بحضورك، ولا تترك أنفصالنا عنك يقول كلمته الأخيرة،.

  • فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي».
  • وحدك يارب ترى وتنظر...

    وحدك تعلم مقدار الحزن والآسى..

    وحدك تُبادر لأنك تعلم عدم قدرتنا على الصراخ..

    وحدك ترى أن الحزن من قسوته يجعلنا لا نرى...

    وحدك قادر أن تقتحم حياتنا بحنو قلبك، فتخلصنا من الحزن القاتل ومن الموت المحُزِن،.

    وحدك تعرف مقدار أحتمالنا.. وضعف تحملنُّا...

    وقت ما نيأس ونظن أنه لا أحد يرى مرارة قلبنا، وجرح مشاعرنا،.

    يجب أن نتذكّر أن يسوع يرى كل هذا الموكب..

    وسيتدخل في الوقت المناسب..

    ويتحن بمقدار الحزن..

    ويرد إلينا سلامنا من بعد الضيق...

    مرات نُصلي في الضيق ونطلب النجاة..

    ومرات يُصلي الآخرين عنا...

    وأحيانًا يبُادر الله بحنانه ويغزو القلوب بالعزاء..

    قد لا يُقيم السيد كل موتى الجسد..

    لكن كل نفس تريد أن تحيا في ملكوته سيقيمها...

    ليست المعجزة أن يقوم إنسان من الموت الجسدي ثم يموت مرة أخرى بعد فترة،.

    لكن الحياة مع الله، والقيامة من موت الخطية هى الأعجوبة الحقيقية!

    الله هو أبونا..

    الذي يتحنن..

    ويشعر بنا..

    لا يقبل بهزيمتنا من الموت..

    فقد أمات الموت، ليهب حياة للجميع...

    لم يعد للموت الروحي سلطان علينا، إلا من أختار أن يحيا بالموت!

    وقبل أن يُقيم الموت طلب منها أن تكف عن البكاء...

    هو يضمد الجراح...

    كل لحظة ألم غالية عنده.. ألهنا الحنون لا يرضَ لنا بمزيد من لحظات البكاء!

    كل مواساه البشر، تأتي بعد الأزمة..

    وحده يسوع يكفكف دموعنا أثناء الأزمة.

    فهو وحده قادر أن يعبر بنا أوقات الضيق!

    المسيح يريد أن يُحيي في دواخلنا الإيمان إذ يأمرنا بعدم البكاء قبل نوال البركة،.

    لأن إنقــاذُه آتٍ...

    هو عندما ينطق بعبارة "لاتبكي"، فهو قادر أن يهب الرجاء والعزاء..

    فإن كلمته مُحييه..

    وقدرته فائقة...

    وتحننه يغلب أوجاع الموت...

    لا تبكي...

    قالها نبع الرجاء..

    لأن عنده سبب كافي، يلغي سبب البكاء!

    هوذا الموت يموت..

    والميت سيقوم...

    وأن كان هو قد بكى على لعازر، لما فعله الموت بالإنسان،.

    فهنا يأمر ألا نبكي، لما فعلته قيامته بالموت!

    قالت الأم المكلومة:

    أن المشيعيين يبكون معي..

    ألا تعرف مقدار آلمي،.

    ألعك لا تعلم مقدار عذاب أم أرملة فقدت معني وجودها في الحياة،.

    طلباتك غريبة يا سيد..

    أنا لست في طاعة نوح الذي آمرته ببناء سفينة على البر..

    أنا لست في قوة ابراهيم الذي أمرته بذبح ابنه..

    لكنّي أثق أن في تنفيذ كلامك، أرى عجائب!

  • ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ، فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ! ».
  • لم ينضم الرب إلى موكب الموت،.

    فهو رب الحياة،.

    الذي يحول جنازة الحزن، إلى عودة للحياة...

    كان من الطبيعي أن تمنعه المجموعة الأولى لتكمل مسيرتها ومهمتها المقدسة وهي دفن الميت. لكن الكتاب يقول لنا: «فوقف الحاملون».

    كم من خطوت نخطوها في طريق نظن أنه النهاية،.

    ويأتي الرب يعترض موكبنا، ويغير مسارنا إلى جدة الحياة...

    كم من مرة أعتقدنا أن النهاية،.

    لكن المسيح كان له القول الفاصل الذي أراح تعبنا!

    تجب الناس من ذا الذي يُخاطِب الميت،.

    لكن الأعجب أنه رأوا الميت يسمع ويستجيب!

    كان الرب يقترب من النعش،.

    بينما الموت يهرب فزعًا..

    كان الرب يخطو ناحية الأم الحزينة،.

    بينما آلم الفراق يستعيد للرحيل...

    كانت حنان الله يتجه إلى الأسرة الصغيرة،.

    فتبددت قسوة الطبيعة وفسادها...

    فلا وجود للموت، أمام رب الحياة...

    كلمة المسيح الخالدة الحاملة فيها قوة الحياة،.

    الموجهة إلى كل شاب،.

    أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ.

    قم من رباطات الجسد وشهواته،.

    قم من أدمان الأثم وقيود الشر،.

    قم من موت البغضة وكهف الأنانية،.

    قم من رقاد الكسل وعد إلى الكنيسة أمك!

    لقد آتيت لك خصيصًا لأعطيك الحياة... لماذا لا تحيا!

    لا تعش متوهمًا الحياة،.

    بل عِش الحياة التي يريد الله أن تحياها،.

    لا تقبل بحياة بأقل من الحياة الأفضل التي جاء الله ليهبها لنا (يو10: 10).

    أن صوت المسيح في كل يوم يُنادينا... قم،.

    قم ولا تخشَ الجماهير والناس.. التي تظهر خطاياك أمامهم،.

    هوذا شاب نايين قام أمام جموع المدينة!

    قم ولا تجعل خطاياك حاجزًا أو عائقًا،.

    فقد جاء السيد ولمس النعش بيده الطاهرة وقام الميت!

    لقد أنتهى حزن الأم بكلمة المسيح،.

    وتحولت مرارتها إلى حلاوة لا توصف..

    لقد وُلد أبنها من جديد... لا بل أعظم من ميلاد و وجود!

    لقد عادت روحها إليها مع عودة روح ابنها!

    وتبدلت دموع الفراق، بدموع دهشة الفرح!

  • "فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ".
  • ما أروع هذه الهدية التي أهداها يسوع للأم الأرملة..

    وما أجمل أن يدفعنا المسيح إلى الكنيسة نتمتع بأمومتها، ونحيا في ظل حمايتها،.

    لقد عاد الفم يتكلم،.

    ورجليّ الشاب تقفز فرحًا،.

    والقلب ينبض بالحب،.

    لقد أنقشع الظلام والحزن.. وبدا النور يلوح بأشعة الفرح الدائم...

    حتى موكب الحزن تحول الى موكب فرح.

    موكب الموت الى موكب الحياة،.

    ودخل الكل إلى المدينة، إذ صار الكل فرحًا..

    هكذا نحن... إما أن نجعل يسوع المسيح يدخل الى قلبنا،.

    إلى مديتنا،.

    بعد ان يحيينا ويقيمنا من خطايانا واهواءنا،.

    أو نخرج نحن خارج المدينة حيث الموت.

  • وَافْتَقَدَ اللهُ شَعْبَهُ.
  • الله دائمًا يفتقدنا..

    يسعى لخلاصنا..

    يمرّ علينا..

    يتحنن على ضعفنا...

    يريد أن تكون حياتنا إلى الأفضل..

    يهتمّ بأن يُحوِّل أحزاننا إلى أفراح..

    يمسح دموعنا بشفقته..

    ويرد إلينا البهجة والتهليل..

    يشتاق أن يغيِّر مسيرتنا من الاتجاه للقبر إلى اتجاه العودة مرّة أخرى للحياة..

    الله دائمًا يفتقدنا بلمساته وكلماته.. بحنانه ومحبته... بقدرته وسلطانه.. بكلمته وعزاؤه..

فهرس الكتاب
فهرس الكتاب