أيقونة قبطية و عقيدة إيمانية – الأغنسطس حسام كمال

كارت التعريف بالكتاب

البيانات التفاصيل
إسم الكاتب الأغنسطس حسام كمال
التصنيفات الآثار والفنون المسيحية, الآثار والفنون والعمارة القبطية, فن الأيقونات القبطية و الزخارف
آخر تحديث 10 ديسمبر 2019
تقييم الكتاب 4.999 من 5 بواسطة فريق الكنوز القبطية

تحميل الكتاب

إنتبه: إضغط على زرار التحميل وانتظر ثوان ليبدأ التحميل.
الملفات الكبيرة تحتاج وقت طويل للتحميل.
رابط التحميل حجم الملف
إضغط هنا لتحميل الكتاب
1MB

المقدمة

لماذا الأيقونات في الكنيسة :

1-يرغب الله دائماً في الإعلان عن نفسه و الكشف عن إرادته المقدسة لخلاص الإنسان، فيتحدث إلينا دائماً مستخدماً في ذلك كل الوسائل التي تتناسب مع طبيعتنا وتكون في متناول العقل البشري، فإن الرب في حبه إستخدم الأيقونات علي نطاق واسع في تعامله معنا كوسائل يعلن بها أموره غير المدركة.

2– أمر الرب شعبه في العهد القديم بعمل أيقونات تجسد لهم حقائق روحية غير مدركة بالحواس البشرية فتقودهم إلي معرفته وقبول تدبيره الإلهي منها :

+ خيمة الأجتماع.           + هيكل سليمان     + كاروبا تابوت العهد .

3-كل من تلك تعتبر أيقونة تصور لنا السماويات ، كما أن الهيكل والخيمة كان يحتويان علي صور تحمل معاني روحية .

4– الأيقونات في الكنيسة توضح مدي الترابط السري بين الكنيسة المنتصرة والمجاهدة والشركة القائمة بينهم وتوضح أيضاً الترابط بين كنيسة العهد القديم و العهد الجديد.

5– الأيقونات في الكنيسة هي تعليم صامت بدون كلمات لشعب الكنيسة بل يكفي النظر إليها والتأمل في حياتهم وجهادهم فهو إنجيل مقروء مفتوح أمام الجاهل والفليسوف.

6– الأيقونات تغذي العقل وتشكل علاقة بين المؤمنين و الأيقونة بمجرد الوقوف أمامها ومثال ذلك : القديس مارمينا والبابا كيرلس السادس.

7– الأيقونات لها دور هام في التذكر المستمر للسيد المسيح وقديسيه .

 

الأيقونات في الأرثوذكسية

تمهيد

يذكر لنا تاريخ الكنيسة القبطية العدد من المعجزات وأستجابة الله عن طريق الأيقونة مثل :

أ- أم الشهيد مارمينا العجائبي و كلمة آمين التي سمعتها من أم النور.

ب- القديسة مريم القبطية التائبة وصوت من أيقونة العذراء مريم في كنيسة القيامة وتأمرها           بالذهاب إلي برية الأردن .

ج- خماورية بن أحمد بن طولون في دير أبي مقار وأيقونة الشهيد تادرس وحزمة الريحان اللي التقطها منه لذلك رسموا في يد القديس صليب أخر .

د- عندما تعرض مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس لهجوم عصابة عليه في الطاحونة وتركوه يتزف من رأسه وعندما نظر إلي أيقونة مارمينا توقف النزيف. 

 

معني كلمة أيقونة

– أيقونة : كلمة يونانية تعني صورة ذات مواصفات خاصة وفي الإصطلاح الكنسي تعني صورة مدشنة و مخصصة

 

ملامح الأيقونة القبطية الأرثوذكسية

1– لها مواصفات ورموز ودلالات خاصة.         

2– لا تمثل لحظة وقتية قابلة للزوال وأنما نافذة مفتوحة علي     الأبدية اللانهائية وعلي الفرح الدائم.

3– هي تجسيد وليست تجسيم فهي تجسد الرؤيا في الإيمان والرجاء ” وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا تري ” عب1:    ولا تلتزم الأيقونة بالمسافات الزمنية.

4– الألوان : تستخدم الوان مثل الأزرق السماوي، القرمزي، الأبيض، الأصفر .

5– ملامح الجسد : – اليدان مفتوحتان كقول الكتاب المقدس “ معك لا أريد شيئاً علي الأرض ” مثل أيقونة القديس الأنبا مقار .

الوجه : في مواجهة الناظر إليه دلالة علي علاقة المتأمل      بالقديس.

– الجبهة : عريضة دلالة علي الشموخ في الروحيات.

– الفم: مغلق مع إبتسامة رقيقة .

– العينان : لابد أن تظهر عين واحدة كاملة وجزء من الأخري كدليل علي البصيرة الروحية اما العين الواحدة فهي للأشرار مثل / يهوذا و يوليانوس الجاحد.

– الملابس – واسعة لا تظهر عري الجسم مثل الفن اليوناني.

– حركة الأصابع وهي تختص بأيقونات رب المجد: السبابة فقط تعني ” واحد مع الآب ” أما السبابة والوسطي معاً تعني ” كامل في اللاهوت والناسوت ” لكن الإبهام يشير لطرف البنصر فهو يمثل حرف اليوطا وهو أول حروف أسمه ” أيسوس بخرستوس “.

كيف نستفيد من الأيقونة في تعليم العقيدة؟؟؟؟

الأيقونات هي أفضل الطرق المناسبة لتعليم ونشر العقيدة القبطية الأرثوذكسية وفيما يلي تطبيق عملي لأسخراج عقائدنا الأرثوذكسية من الأيقونات :

1– أيقونة المعمودية :

حسب إيماننا الكتابي والأبائي السيد المسيح اعتمد بالتغطيس وليس بالرش أو السكب كما تمثل بعض أيقونات الطوائف الأخري.

 

2– أيقونة رئيس الملائكة ميخائيل :

 توجد في بعض صور رئيس الملائكة ” سرة ” بتجويف البطن وهذا فكر شهود يهوه الذين يؤمنون أن المسيح له المجد هو الملاك ميخائيل وهذا الكلام مرفوض كتابياً وأبائياً ومنطقياً .

 

3– أيقونة العشاء الرباني :

 والتي توضع أعلي باب الهيكل ومن الواجب الأهتمام بأن يهوذا لم يكن حاضراً تأسيس  الأفخارستيا وهذا ما يؤكده أنجيل الساعة الحادية عشر من يوم خميس العهد من أسبوع الآلآم.

 

4– أيقونة والدة الأله :

 حيث نؤمن بالنبوة القائلة “قامت الملكة عن يمين الملك ” مز 8:45  وليس كالبروتستانت الذين ينكرون كرامتها ولا يجب رسم العذراء تحمل الطفل يسوع بحيث تكون علي يساره.

 

5أيقونة الثالوث :

توجد أيقونات غير أرثوذكسية للثالوث القدوس يظهر فيها أقنوم الآب : رجل عجوز ذو شعر ولحية بيضاء & أقنوم الابن : شاب بشعر ولحية سوداء وهذه الأيقونة تجسد بدعة ” أريوس ” ونرفضها      للأسباب الأتية  :

1– الأقانيم الثلاثة متساوين وغير منفصلين كما وضحت الأيقونة.

2– الابن مساوي للاب في الجوهر فهو كائن منذ البدء وليس كما صورته الأيقونة أصغر من الاب بلحية سوداء .

3-أقنوم الاب لم يراه أحد قط ولذلك لا يصور في الأيقونة إلا في صورة سحابة او يد ممدودة من السماء “.

 

6– أيقونة الصلبوت :

يصور بعض الرسامين رب المجد مغلق العينان ولكن نحن نؤمن أنه مات كنتيجة لأنفصال الروح      الإنسانية عن الجسد الإنساني ولكن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة وبهذا نؤمن وقد نري في بعض الصور أن المسامير موجودة بكف اليد وهذا غير صحيح لأن الكفن المقدس أكد أن المسمار كان في رسخ اليد حتي لا تنكسر عظامه كنبوة داود النبي كما أكد الكفن أيضاً أن الرب صلب القدم اليسري فوف اليمني بمسمار واحد وليس كما تصور الأيقونات أن كل قدم منفصلة عن الأخري بمسمار.

7– أيقونة يونان النبي :

 كان يونان النبي رمزاً للمسيح له المجد في موته وقيامته

والرموز هي أحدي البراهين الدالة علي أولوهية رب المجد

 ويظهر خارجاً / قأئماً من الموت بعد3 أيام و3 ليال.

 

8أيقونة الشهيد فيلوباتير مرقوريوس :

الأيقونة تحكي قصة تؤكد عقيدة الشفاعة فالشخص الواقف بجوار القديس هو القديس باسيليوس الذي عاني من عذاب يوليانوس الجاحد حتي نظر لأيقونة القديس معاتباً اياه حتي أختغي من الصورة وعاد بعد عدة دقائق ولاحظ القديس باسيلوس وجود دم في حربة الشهيد فسأله قأئل : هل قتلته؟؟؟  فهزا الشهيد رأسه بالأيجاب ، فنحن نؤمن بشفاعة الشهداء وتواسلتنا إليهم في الصلوات والضيقات.

 

9-أيقونة العائلة المقدسة :

 وأهم ما يهمنا هو أن القديس يوسف النجار يظهر كشيخاً كبير السن وليس كما تصوره الأفلام والقصص والصور شاب صغير السن مما يؤكد انه لم يعرف أمنا العذراء مريم لا قبل ولا بعد ميلاد رب المجد.

 

10– أيقونة نزول رب المجد للجحيم:

نحن نؤمن أنه نزل إلي الجحيم ليرد أدم وبنيه للفردوس منتصراً علي الشيطان وهذه عقيدة أساسية لخلاصنا وهي فداء رب المجد لنا.

 

11– أيقونة دخول رب المجد الهيكل :

 كما أنها وسيلة إيضاح رائعة لشرح القصة فهي أيضاً تؤكد أن رب المجد مشرع الطقوس هو بنفسه مارس هذا الطقس كما فعل أيضاً في قبوله الأعتماد من يوحنا المعمدان.

 

12-أيقونة القديس يوحنا المعمدان :

 توجد أيقونة للقديس يوحنا حاملا رأسه علي طبق طبقاً لقصة أستشهاده وله أجنحة لأنه ملاك العهد الجديد الذي مهد الطريق للمخلص ولكنها أيقونة تأملية صحيحة لكن أيقونات الكنيسة يجب أن تكون سليمة عقائداً وطقساً فعظمته ليست في كونه ملاك أو شهيد بل في كونه المعمدان والكاهن أبن الكاهن والتي توضع أيقونته علي حامل الأيقونات قبل شفيع الكنيسة فهو أعظم مواليد النساء بشهادة رب المجد عنه.

 

الخاتمة

علاقة الأيقونة بالطقس الكنسي

الأيقونات ليست شئ جامد ولقد كانت هكذا لكن بعد التدشين ومسحها بالميرون صار لها روح يعمل فيها وهذا واضح من صلوات تدشين الأيقونات ” تكون ميناء للخلاص ” .

أما أيقونات القديسين فأنها تملانأ دائماً بروح الفرح والغلبة والحب واللطف لأننا نري ذلك واضحاً في ملامحهم من خلال الأيقونة فالكنيسة لم تصور الشهيد وهو في حالة الحزن والضعف بل حالة النصرة والتكليل بالأكاليل السماوية وبذلك تخلق الكنيسة روح الثقة في أولادها والجهاد لنوال   الأكليل السماوي

ولعل يرجع مدي حرص كنيستنا القبطية الأرثوزكسية علي إكرام الأيقونات إلي انها وسيلة تعليم للعقيدة وتذكارات حية دائمة مثل

+ أيقونة الصليب / تذكرنا بالفداء العظيم ومدي عظمة خشبة الصليب.

+ أيقونة الصعود / تذكرنا أننا سنصعد مثله هو أيضاً.

+ أيقونة العذراء مريم / تذكرنا بالبتولية والنقاء والطهارة.

+ أيقونة يوحنا المعمدان / تذكرنا بالشجاعة والحق.

+ أيقونة مارجرجس / تذكرنا بالأحتمال والتمسك بالإيمان.

+ أيقونة البابا أثناسيوس / تذكرنا بأستقامة الإيمان.

+ أيقونة أنبا أنطونيوس / تذكرنا بالرهبنة والنسك.

+ أيقونة الشهيد أبانوب / تذكرنا بالطفولة النقية.

+ أيقونة الشهيدات & القديسات / تذكرنا بأن حياة الفضيلة للمرأة مثل الرجل.

ولألهنا المجد الدائم إلي الأبد. أمين