27ـ القديسة العذراء مريم و فضيلة الاحتمال – عظات يوم الأربعاء فيديو – البابا شنودة الثالث

† في المرة الماضية تكلمنا عن السيدة العذراء وفضائل السيدة العذراء وإكرام السيدة العذراء، على أن أحسن طريقة وأفضلها في إكرام العذراء أن نتبع خطواتها ونتشبه بها. لأن الكتاب يقول وتمثلوا بأعمالها.

فضيلة الاحتمال في حياة السيدة العذراء:

† السيدة العذراء عندها فضائل كثيرة نأخذ منها فضيلة الاحتمال.

† احتملت اليتم واحتملت التعب، واحتملت الألم، والأكثر أنها احتملت المجد.

† وعندما نتكلم عن احتمال التعب، السيدة العذراء احتملت تعب الفقر واحتملت تعب الرحلة لمصر ذهاباً وإياباً واحتملت التعب في زيارة أليصابات، في طرق الجبال إلى أن وصلت لها.

† فيا ليتنا نتمثل بها في فضيلة التعب. نتعب من أجل الآخرين، ولا نجعل راحتنا على تعب الآخرين، ونتعب في الخدمة كما ظلت العذراء 3 شهور تخدم أليصابات وتتعب. والآباء الكهنة يتمثلوا بها فيتعبوا في الافتقاد وفي احتمال الناس.

† وبولس الرسول يقول: “كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه”.

† قد تقول سيدة عن أخرى:”أنها مناكفة ولن أستطيع التعامل معها”، فأقول لها: بقدر تعبك في احتمالها سيكون لكِ أجر عند الله.

وهناك أمثلة كثيرة للاحتمال مثل:

احتمال الظلم:

من الأمثلة الكبيرة في احتمال الظلم، يوسف الصديق الذي احتمل ظلم إخوته له وكونهم ألقوه في البئر وكونهم باعوه كعبد، واحتمل ظلم امرأة فوطيفار التي اتهمته ظلماً وهي خاطئة. واحتمل فوطيفار نفسه الذي ألقاه في السجن. واحتمل السجن.

احتمال العوز:

وأكبر الأمثلة لاحتمال العوز لعازر المسكين الذي كان يشتهي الفتات الساقط من مائدة الغني. صدقوني أنا أقف أمام لعازر وأنا متعجب. الكتاب المقدس لم يذكر لنا فضيلة واحدة للعازر غير احتماله العوز والألم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لم يذكر شيء آخر غير ذلك. وهذا العوز هو الذي جعله يذهب إلى أحضان إبراهيم.  لم يذكر الكتاب فضائل أخرى عنه، ولكن فضيلة الاحتمال في حد ذاتها لها مكافأة عند الله.

احتمال المرض:

وأشهر واحد في ذلك أيوب الصديق. الذي قالت له امرأته: بارك الرب ومت. فقال لها: “هل الخير من الرب نقبل والشر لا نقبل؟!”، ونص الآية هو: “أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟” (سفر أيوب 2: 10) واحتمل المرض سنين عديدة.

احتمال ترك مشيئتنا الخاصة:

† هناك احتمال احتملته العذراء وهي ترك مشيئتها الخاصة وقبول مشيئة الله. ونحن مدعوون إلى مثل هذه الفضيلة في الصلاة الربانية كلما نقول: لتكن مشيئتك.

† أبتذكر زمان قبل اختيار البابا يوساب الثاني بطريرك، كانت هناك منافسة بينه وبين أبونا داود المقاري فكان هناك من يصلون قائلين، يارب لتكن مشيئتك، أنت أدرى بالاختيار فلتكن مشيئتك  ونحن نقبلها وبالأخص.. لو كان اختيارك لفلان.

† ما معنى أن نقول لتكن مشيئتك وبالأخص… كذا (ونحدد مشيئتنا نحن)؟!

† يندر أن يترك الإنسان المشيئة الكاملة للرب ويقول له مشيئتك يارب أنا أقبلها مهما كانت.

† هذا ليس معناه أن يرسب طالب ويقول هذه مشيئة الله. الله مشيئته أن تنجح ولكن الرسوب هو مشيئتك أنت لأنك لم تذاكر.

† من أمثلة الذين يتركون مشيئتهم، ذلك الراهب المتوحد الذي يأخذوه للخدمة، وتكون مشيئته أن يظل في الوحدة، لكنه يضطر أن يترك مشيئته من أجل أمر الرب.

احتمال الموت:

† وهناك نوعين من الموت. هناك موت بعد مرض طويل، وموت فجائي. وأحياناً الناس لا تحتمل الموت الفجائي، فنقول لهم أليس الموت فجأة أفضل من الموت بعد مصارعة المرض والألم شهور طويلة ويطلب الإنسان الموت ولا يجده؟!

المفروض أن الناس يحتملون الموت بنوعية، الموت الذي سبقه مرض طويل يقود إلى التوبة، والموت الفجائي الذي لم يقاسى آلاماً طويلة.

احتمال المجد:

† وهو الأصعب في الاحتمال. العذراء احتملت هذا المجد العظيم فلم تفتخر ولم تتكبر. احتملت أن ابنها يكون القدوس الذي هو ابن الله، واحتملت مناظر الملائكة الذين عاصروا الميلاد، والمجوس. احتملت ولم تفتخر ولم تتكلم وكما يقول الكتاب: “كانت تحفظ كل هذه الأمور متأملة بها في قلبها”، ونص الآية هو: “وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا”، “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” (إنجيل لوقا 2: 19، 51).

† احتمال المجد ليس سهلاً. فمثلاً لو أم ابنها أصبح الأول على الثانوية العامة أو ابنتها جاءها عريس من المتميزين قد لا تستطيع احتمال ذلك، وتتفاخر به أمام الجميع.

† القديس الأنبا أنطونيوس قال كلمة لطيفة جداً قال:

“يحتملون الإساءة ولكنهم لا يحتملون الكرامة، لأن احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإساءة”.

† قد يأتي لإنسان منصب كبير فيصيبه الغرور ولا تستطيع أن تتكلم معه وقد يتكلم مع الناس بطريقة فيها احتقار لهم! وتتبدل شخصيته، فقد يكون قبل أن يأخذ هذا المنصب إنسان طيب ومحبوب ولكنه يتغير بعد أخذ هذا المنصب.

† وقد يحدث هذا مع الأشخاص العاديين بعد رسامتهم كهنة، فلا يستطيعوا احتمال كرامة الكهنوت، وقد يتعاملوا مع الناس بغرور.

† حكى لي أحد الأشخاص أنه كان يتكلم مع شخصية كبيرة ففوجي به يقول له ألا تدرك من أنا ومن أنت؟ فقلت له: كان يجب أن تقول له نحن الاثنين تراب ورماد.

† فاحتمال الكرامة ليس سهلاً. المفروض أن الإنسان مهما أخذ لقب أو أخذ مركز أو أخذ وظيفة أو أخذ غنى المفروض ألا يتغير.

† هناك عبارة جميلة قالها مكرم عبيد باشا قال:

“الرجل الحق هو الذي يتطور دون أن يتغير، ويكبر دون أن يتكبر، ويحتفظ بثباته في وثباته”.

هذا هو الرجل الحق الذي يستطيع احتمال الكرامة – كان مكرم عبيد باشا أديباً كبيراً.

احتمال التأديب:

يجب على الأبناء أن يحتملوا تأديب آبائهم ويجب على كل إنسان أن يحتمل تأديب الراعي أو المرشد.

هناك أنواع أخرى من الاحتمال مثل:

احتمال انتظار الرب:

ابراهيم أبو الآباء:

الله قال لإبراهيم سأعطيك نسلاً، وظل ينتظر دون أن يأتي نسل، فلم يستطيع الاحتمال، سواء هو أم زوجته سارة، واقترحت عليه سارة أن يتزوج من هاجر ليأتي بنسل منها. ولم تنفع هذه الطرق البشرية. كان لا بد من انتظار وعود الرب.

داود النبي:

داود أيضاً لم يحتمل انتظار الرب فقال له: “اللهم التفت إلى معونتي يارب أسرع وأعني”، ونص الآية هو: “اَلَّلهُمَّ، إِلَى تَنْجِيَتِي. يَا رَبُّ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ” (سفر المزامير 70: 1)،  يريد أن يقول للرب لا تتباطأ علي فلن أستطيع احتمال الانتظار، أسرع يا رب.

المفروض أن يحتمل الإنسان انتظار الرب في إيمان وثقة أن الرب يعمل الخير. إذا لم تحل المشكلة اليوم فستحل غداً. ونظل واقفين أمام الرب ننتظر تدخله.

وهناك احتمال للتجارب والضيقات.

وهناك أمثلة قدوة لنا في فضيلة الاحتمال:

الله:

† الله أول قدوة لنا في فضيلة الاحتمال، فقد احتمل الله الأمم إلى أن انضموا للإيمان بعد آلاف السنين.

† احتمل الشيوعية في روسية وإنكارهم وجود الله وظلت هكذا 70 سنة. احتمل الخطاة مثل اغسطينوس وموسى الأسود ومريم القبطية وبيلاجيا احتملهم إلى أن تابوا.

† أحياناً لا نستطيع أن نحتمل الناس، لكن الله يحتملهم ويحتملهم لفترات طويلة.

† احتمل اللص اليمين الذي كان يعيش في الخطية طوال حياته، إلى أن تاب قرب وفاته وهو على الصليب.

هناك أمثلة أخرى بشرية قدوة لنا في فضيلة الاحتمال مثل:

موسى في احتماله شعب إسرائيل:

موسى احتمل الشعب الصلب الرقبة الذي كان شعباً متعباً. لدرجة أن الله قال له: “اتركني لأفني هذا الشعب”، ونص الآية هو: “فَالآنَ اتْرُكْنِي لِيَحْمَى غَضَبِي عَلَيْهِمْ وَأُفْنِيَهُمْ”، “اُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ اسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ” (سفر الخروج 32: 10؛ سفر التثنية 9: 14) فرد موسى قائلاً: “لا يا رب. ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر”، ونص الآية هو: “اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ” (سفر الخروج 32: 12) بينما هذا الشعب في بعض أوقات تآمروا ليعينوا رئيس بدلاً منه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كان شعباً صعب ولكن موسى احتمله.

داود في احتماله ابشالوم:

على الرغم أن أبشالوم ابن داود قام بحرب ضده ولكن في الحرب داود وصى الناس وقال لهم: “رفقاً بالفتى أبشالوم”. ولما مات أبشالوم في الحرب ظل داود يبكي ويقول: “يا أبشالوم يا ابني، يا ابني أبشالوم ليتني مت عوضاً عنك”، ونص الآية هو: “يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا ابْنِي، يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ! يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضًا عَنْكَ! يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي، يَا ابْنِي” (سفر صموئيل الثاني 18: 33). أي عوضاً عن ابنه الذي خانه وعمل جيش ضده ويريد أن يأخذ مملكته ودخل على جواريه وعصَّى الناس عليه.

الأم في احتمالها لأطفالها:

† عندنا أيضاً احتمال الأم لطفلها. مهما صدر منه فهي تحتمله. ومن الجائز أنها تخفي أخطائه عن والده حتى لا يعاقبه (على الرغم من أن  هذا تصرف غير سليم) ، لكن احتمال الأم لطفلها احتمال عجيب. تحتمل صراخه وتحتمل متاعبه وتحتمل طلباته التي لا تنتهي.

فضيلة الاحتمال وصية من الله:

هذا الاحتمال عبارة عن وصية من الله:

† يقول “مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا” (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 2).

† ويقول “أطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعفات الضعفاء”، ونص الآية هو: “فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ” (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15: 1)..

هذه وصايا من الله.

† ويقول: “طوبى لمن يحتمل التجربة فإنه إذا تزكى يعطى إكليل الحياة.

لابد أن يكون الاحتمال صادر عن حب:

† هذا الاحتمال ينبغي أن يكون صادر عن محبة، ليس احتمال معه غليان من الداخل. المفروض أن الاحتمال يكون من الداخل وصادر عن حب وليس احتمال ظاهري. ليس احتمال باللسان فقط بينما القلب عكس اللسان.

ما الذي يساعدنا على الاحتمال؟

المحبة

† والكتاب يقول المحبة تحتمل كل شيء.

† والشيء الآخر الذي يجعلنا نحتمل هو أن المحبة لا تطلب ما لنفسها. أنا لا أطلب كرامتي وإنما أطلب راحة الذي معي. لا أطلب راحتي على حساب تعب غيري.  يجب أن يكون الاحتمال صادر عن نقاوة قلب.

† بولس الرسول يقول: “نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 4: 12).

تذكر أن الله احتملنا ولا زال يحتمل أخطاءنا:

† وأيضاً الذي يجعلنا نحتمل، أن نحتمل الناس كما احتملنا الله، ونحتمل الناس كما يحتملهم الله، فعندما لا تحتمل غيرك فكر في أنك كم أخطأت والرب احتملك طول الوقت وحتى الآن. فكيف لا تحتمل غيرك؟!

الوداعة والهدوء:

† والاحتمال يحتاج إلى وداعة وهدوء، وسعة قلب، القلب الواسع يستطيع أن يحتمل لكن القلب الضيق يتعب.

رغبتنا في كسب محبة الناس:

† ونحن أيضاً نحتمل الناس لنكسبهم.

† القديس يوحنا ذهبي الفم قال: “هناك طريقة تستطيع بها أن تقضي على عدوك؛ وهي أن تحول العدو إلى صديق”.

قوة الأعصاب:

† الذي يحتمل لا بد أن تكون عنده قوة أعصاب. الذي تكون أعصابه ضعيفة لا يستطيع أن يحتمل.

† لذلك قال الرسول: “أطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعفات الضعفاء” (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15: 1) فالذي يحتمل هو القوي.

† وإذا لم تحتمل غيرك فأنت تؤذي نفسك حيث تتعب أعصابك وتتعب نفسيتك وتصاب بالأمراض الجسمانية أو النفسية.

القدوة الحسنة:

† في عدم الاحتمال قدوة سيئة، لأن الكتاب يقول: “لا تجاوب الأحمق حسب حماقته، لئلا تعدله أنت”، ونص الآية هي: “لاَ تُجَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ تَعْدِلَهُ أَنْتَ” (سفر الأمثال 26: 4) أي إذا ردينا الإساءة بإساءة فنحن نتساوى مع الشر ويكون هذا تصرف خاطئ يدينه الناس.

† والانتقام لنفسك هو قلة حيلة، كأنك لا تجد حيلة فلا تحتمل غيرك.

التماس العذر للمخطئين والعطف عليهم:

† أيضاً أنت تحتمل الآخرين عطفاً عليهم ورغبة في كسبهم، واعترافاً بضعفهم. وتلتمس لهم الأعذار، كما فعل المسيح على الصليب حيث قال: “لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”، ونص الآية هو: “لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ” (إنجيل لوقا 23: 34).

† أتذكر مرات في لجنة البر قلت “ليس واجبنا فقط أن نساعد الفقراء وإنما أيضاً أن نحتمل الفقراء”. فمن أجل الفقر والعوز قد يلجأ الفقير إلى الكذب والاحتيال وتأليف حكايات غير حقيقية. فيجب أن نلتمس له العذر أنه أضطر إلى هذا نتيجة الفقر. لا نتعب منه ولكن نعطف عليه ونساعده.

† هناك أمناء في جمعيات أو مسئولين عن خدمة الفقراء يقولون عن مثل هؤلاء أنهم محتالين، ويرفضوا مساعدتهم، هذا بالطبع تصرف خاطئ فالله لم يقيمنا قضاة أو حكاماً على الناس. الإنسان الفقير ظروفه التي ولد فيها جعلته فقير، ولو كانت لنا نفس ظروفه كنا سنكون مثله، فنشكر الله أنه ستر علينا وليس معنى هذا أن نتكبر على غيرنا ونشتم في الفقر.

† المسيح اعتبر الفقراء إخوته وقال: “مهما فعلتموه في أحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم”، ونص الآية هو: “بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ” (إنجيل متى 25: 40).

† والله يعذر الناس.  يقول الكتاب في احتمال الله لنا: “لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا؛ لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ” (سفر المزامير 103: 10، 14). فكلما نخطئ الله يلتمس لنا العذر فيقول: “ما هذا التراب الذي إذا جاءه بعض الرياح يرتفع ويعكر الجو” فيعذرنا ويذكر أننا تراب نحن.

† ولذلك في الصلاة على المنتقلين الكاهن المصلي يصلي من أجل هذه النفس ويطلب لها نياح ويلتمس لها العذر لأنها أخذت جسداً وسكنت في هذا العالم والجسد المادي جعلها تخطئ وسكناها في العالم الشرير جعلها تخطئ. الله يحاول أن يلتمس لنا الأعذار. فيقول عنا “هؤلاء مساكين في مرحلة صعبة”.