من الذى يبنى الكنيسة ويحرسها؟

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

من الذى يبنى الكنيسة ويحرسها؟

يقول القديس أمبروسيوس: [شرح الرب نفسه سبب عماده: "اسمح الآن، لأن هكذا يليق بنا أن نكمل كل برّ" (مت3: 15). من بين مراحمه الكثيرة بناؤه الكنيسة، فبعد الآباء والأنبياء نزل الابن الوحيد وجاء ليعتمد. هنا تظهر بوضوح الحقيقة الإلهية التى ذكرت بخصوص الكنيسة، وهى "إن لم يبن الرب البيت فباطلاً يتعب البناءون" (مز127: 1). إذ لا يستطيع الإنسان أن يبنى أو يحرس. "إن لم يحرس الرب المدينة، فباطلاً يسهر الحراس". إنى أتجاسر فأقول إنه لا يستطيع الإنسان أن يسلك فى الطريق ما لم يكن الرب معه يقوده فيه، كما هو مكتوب: "وراء الرب إلهكم تسيرون وإياه تتقون" (تث13: 4) ([1])].


[1] [1] In Luc. Ch 3.

ماذا تعنى عبارة: “الكنيسة ملكوت الله على الأرض”؟

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا تعنى عبارة: "الكنيسة ملكوت الله على الأرض"؟

إن عدنا إلى الجزء الثانى من سلسلة الكاتشزم بند 6 عن "سمو الإنسان عند خلقته"، ندرك أن الله ملك الملوك خلق الإنسان ليقيم منه ملكاً صاحب إرادة حرة وسلطان أولاً على أعماقه الداخلية وأيضاً على سمك البحر وطير السماء وعلى كل الأرض (تك1: 26)، لا ليحمل روح التشامخ والعجرفة بل ليكون سفيراً لله محب البشر وخادم الكل.

كثيرون يتساءلون: ماذا كان يحدث لو أن حواء وآدم لم يسمعا لنصيحة إبليس وخداعه؟ بلا شك ما كان قد دخل الفساد إلى نسل آدم وحواء، بل تحولت الأرض كما إلى سماء يسودها لا قانون الظلم بل الحب والقداسة والوداعة والتهليل للخالق، وصاروا أشبه بالطغمة السمائية.

حلّ الفساد بنسل آدم وكما يقول القديس أغسطينوس صار حتى الرضيع لا يقبل رضيعاً آخر يرضع معه من صدر أمه، بل يثور الطفل إن رأى طفلاً آخر فى عمره يغتصب ألعابه الخ.

مع هذا وُجد بين البشر من يرفع عينيه نحو الله ويترنم: "تقدمت فرأيت الرب أمامى فى كل حين، لأنه عن يمينى لكيلا أتزعزع. هذه العبارة التى يرددها المؤمن فى صلاة باكر ليعيشها نهاراً وليلاً.

إن كان الإنسان قد فقد سِمته كملكٍ أو ملكة، كما فقدت ذلك أيضاً كثير من الجماعات سواء على مستوى البيت أو الكنيسة أو العمل أو هيئات التعليم، فقد تجسد ملك الملوك (رؤ19: 16) لكى يرد للإنسان الحياة الملوكية على مستوى فائق، سواء للشخص أو الجماعة. لهذا لم يقل الرسول: "جعلنى ملكاً"، بل قال: "جعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه" (رؤ1: 6).

حين نتحدث عن الكنيسة كمملكة المسيح على الأرض نقصد الكنيسة التى هى قلب الإنسان وعقله وعواطفه وكل طاقاته، وأيضاً الكنيسة التى هى بيته وأسرته الصغيرة، والكنيسة المتعبدة لله والتى يتمتع أعضاؤها بالبنوة لله خلال المعمودية. تتمتع بالتناول من الإفخارستيا، وتشارك الطغمات السمائية فرحها بالربّ وتسبيحها الدائم وصلواتها من أجل خلاص العالم كله واتساع قلبها حتى بالنسبة لمضطهديها.