هل تعوق الأعمال الإدارية للكاهن تحرره الداخلى؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, تعاليم وإرشادات للكهنة, خدمة الكهنوت
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل تعوق الأعمال الإدارية للكاهن تحرره الداخلى؟

ربط آباء الكنيسة بين إتمام أعمال الإدارة المنوطة بالأسقف والكاهن وبين تحررهم الداخلى التام من كل الاهتمامات الأرضية ومن الانغماس فى كل ما يختص بمتطلبات الجسد. يعتبر القديس باسيليوس الكبير أن الذهن الذى يتشوش بالاهتمامات الدنيوية يصير عاجزاً عن رؤية الحقيقة ([773]). لذلك طالب الفحص بتدقيق فى السيامات حتى لا يٌسام أحد يمُكن أن تعوقه الأعمال الإدارية عن تحرره الداخلى. يقول القديس باسيليوس الكبير:

[الذين تودع لديهم الكرازة بالإنجيل يلزم بعد الصلاة والطلبة أن يُساموا شمامسة أو كهنة، أناس بلا عيب، تبحث حياتهم الماضية، ويوجدوا أهلاً لذلك (مت9: 37 - 38) ([774])].

[يجب ألا نكون مُهملين بخصوص السيامات، فلا يُساموا بدون تشاور بحرص، فإن الذى لا يفحص يصير فى خطر. أيضاً يلزم أن نُعرض عمن يكتشف أنه ارتكب أى خطأ. فمن يكتشف هكذا لا يشترك فى الخطية (بقبوله سيامة من هو غير مؤهل لذلك)، ولا يتعثر الآخرون، بل بالحرى يتعلمون أن يخافوا (1تى5: 22) ([775])].

[من يُختار (للسيامة) لا يقوم بالكرازة بالإنجيل من عنده، بل ينتظر أن يكون ذلك مقبولاً لدى الله، ويبدأ الكرازة عندما يُعين لذلك، وبهذا يكرز لمن يُرسل إليهم (مت10: 5 - 6) ([776])].

[من يُدعى للكرازة بالإنجيل، يلزمه أن يطيع فى الحال وبدون تأخير (لو9: 55 - 60) ([777]).

[يلزم تعليم المؤمنين كل وصايا الرب التى فى الإنجيل، وايضاً الذين ينضمون إلينا خلال الرسل (28: 19 - 20) ([778])].

[من عُين أن يكرز بتعاليم الرب، إن صمت بخصوص شئ ما ضرورى يُسر الله، يكون مُذنباً ويُطلب منه دم الذين صاروا فى خطر، سواء بارتكابهم ما هو ممنوع، أو عدم ممارستهم الصلاح الذى يلزم أن يفعلوه (لو11: 52) ([779]).

[لا يٌسمح لأحد أن يلزم آخرين أن يمارسوا ما لم ينجح هو فى إتمامه (لو11: 46) ([780])].

[من يكرز بالكلمة (المسيح)، يلزم أن يُقدم للبقية كمثال لكل فضيلة بممارسته أولاً ما يُعلم به (مت11: 28 - 29) ([781])].

[من يكرز بالكلمة (المسيح) يلزمه ألا يشعر بأنه فى أمان ببره الشخصى، بل يتحقق أن صار تقدم المؤمنين هو عمله الرئيسى والوظيفة المنوطة إليه (مت10: 27 - 28) ([782])].

[يلتزم الكارز بالكلمة (المسيح) أن يفتقد كل البلاد والمدن التى تحت رعايته (يو6: 37 - 40؛ 1تس2: 19 - 20) ([783])].

[يجب دعوة الكل لسماع الإنجيل، لكى يكرز بكل صراحة، حتى يتأيد الحق، وإن كانت التكلفة هى المقاومة وقبول الاضطهاد حتى الموت (مت10: 27 - 28) ([784])].

[يليق بمن يحب الرب أن يهتم بكل محبة وكل إعلان عن الغيرة على الذين يُعلمهم، حتى إن استدعى ذلك أن يثابر حتى الموت نفسه فى تعليمه العلنى والخاص (أع20: 20 - 21) ([785])].

[يليق بالكارز بالكلمة أن يكون لطيفاً ورحوماً، خاصة نحو الذين يعانون من آلام النفس (مت9: 36) ([786])].

[من اللائق أن نكون لطفاء ومهتمين حتى بالاحتياجات الجسدية للذين تحت رعايتنا (مت15: 32) ([787])].

[لا يليق بالكارز بالكلمة أن ينشغل بالأمور الصغيرة باسترخاء، بينما هو مُلتزم بالغيرة التى يُظهرها فى الأمور العظمى (أع6: 2) ([788])].

[يلزمنا ألا نكون متباهين وكثيرى الحركة عند تقديم كلمة التعليم، نُداهن السامعين لأجل مسرتنا الذاتية وراحتنا، إنما يليق بنا أن نعمل كمن يتكلم عن مجد الله فى حضوره (مت23: 5 - 10) ([789])].

[لا يليق بالكارز بالكلمة أن يُفسد طاقته بالتعامل بغطرسة وتشامخ مع الذين هم تحت رعايته، بل بالحرى يحسب موقفه هو إبراز تواضعه نحوهم (مت13: 13 - 14) ([790])].

[لا يليق بنا ان نكرز بالإنجيل بروح النزاع والحسد أو المنافسة مع أى أحد (فى1: 15 - 17) ([791])].

[يليق بنا ألا نظن أننا ننال النجاح فى الكرازة خلال طرقنا البشرية، بل يلزمنا أن نعتمد تماماً على الله (2كو3: 4 - 6) ([792])].

[من تعهد إليه الكرازة بالإنجيل، يليق بنا ألا يقتنى شيئاً أكثر مما هو ضرورى للغاية له (مت10: 9 - 10) ([793])].

[كمُعلنين عن ملكوت السماوات عند دمار ذاك الذى يسيطر على من يموت فى الخطية (مت10: 7) ([794])].

[كنموذج أو قانون للتقوى فيمن يُحققون كمال كل بر فى الذين يتبعون الرب، وكبرهان على الإثم فى الذين يأثمون فى المعصية، ولوكان فى أصغر الأمور (فى3: 13 - 16) ([795])].

[كما أن العين فى الجسد تُميز الصالح من الشرير، هكذا يقودون أعضاء المسيح فى الظروف التى تناسب كل واحد (مت6: 22) ([796])].

[كرعاة لقطيع المسيح، لا يرفضون أن يبذلوا حياتهم من أجل القطيع إن استدعى الأمر كذلك، وذلك بهدف أن يٌقدموا لهم إنجيل الله (يو10: 11) ([797])].

[كأطباء يعتنون بأمراض النفس بحنو عظيم، حسب معرفتهم لتعليم الرب، ليردوا لهم الصحة فى المسيح مع المثابرة (رو15: 1) ([798])].

[كآباء ومُربين لأطفال، مولودين منهم، فإنهم بعاطفة حُب ملتهبة فى المسيح ليس فقط يعلمونهم إنجيل الله، بل يقدمون لهم حياتهم (1كو4: 15) ([799])].

[كعاملين مع الله، يُكرسون أنفسهم بالكامل لحساب الكنيسة للعاملين وحدهم المستحقين لله (1كو3: 9) ([800])].

[العاملون فى كرم الله، الذين لا يغرسون شيئاً غريباً عن الكرمة التى هى المسيح، لا يوجد فيهم شئ عقيم (بلا ثمر)، بل بكل اجتهاد يرعون ما هو مناسب ومُثمر (1كو3: 6) ([801])].

[كمن يبنون هيكل الله، يُشكلون كل نفس، لكى ما توضع على أساس الرسل والأنبياء (1كو3: 10 - 11) ([802])].


[773] [] PG. 224: 32C – 225A.منشورات دير مار ميخائيل – نهر بسكنيتا الراهب غريغوريوس (إسطفان): سر الكهنوت، 2012، ص261.

[774] [] Morals, Rule 1: 70.

[775] [] Morals, Rule 2: 70.

[776] [] Morals, Rule 3: 70.

[777] [] Morals, Rule 4: 70.

[778] [] Morals, Rule 6: 70.

[779] [] Morals, Rule 7: 70.

[780] [] Morals, Rule 9: 70.

[781] [] Morals, Rule 10: 70.

[782] [] Morals, Rule 11: 70.

[783] [] Morals, Rule 12: 70.

[784] [] Morals, Rule 13: 70.

[785] [] Morals, Rule 19: 70.

[786] [] Morals, Rule 20: 70.

[787] [] Morals, Rule 21: 70.

[788] [] Morals, Rule 22: 70.

[789] [] Morals, Rule 23: 70.

[790] [] Morals, Rule 24: 70.

[791] [] Morals, Rule 25: 70.

[792] [] Morals, Rule 27: 70.

[793] [] Morals, Rule 28: 70.

[794] [] Morals, Rule 13: 80.

[795] [] Morals, Rule 14: 80.

[796] [] Morals, Rule 15: 80.

[797] [] Morals, Rule 16: 80.

[798] [] Morals, Rule 17: 80.

[799] [] Morals, Rule 18: 80.

[800] [] Morals, Rule 19: 80.

[801] [] Morals, Rule 20: 80.

[802] [] Morals, Rule 21: 80.

هل رعاية الإيبارشية تعوق الاهتمام بالعمل الكنسى العام؟

ما هو منهج العلاقة بين رجال الإكليروس والشعب؟