ما هو الكهنوت العام؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, تعاليم وإرشادات للكهنة, خدمة الكهنوت
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ما هو الكهنوت العام؟

يشير أوريجينوس فى عظاته إلى الكهنوت العام لكل أعضاء الكنيسة. ويقول: [أتريد أن تعرف الفارق بين كهنة الله وكهنة فرعون؟ كان فرعون يمنح كهنته الأراضى، أما الله فيقول لكهنته: "أنا هو نصيبكم" (عد18: 20). ألم تلاحظوا أن جميعكم كهنة الرب... لنستمع إلى ما يأمر به ربنا يسوع المسيح كهنته: "من لا يترك كل ماله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً" (لو14: 21). إنى أقشعر عندما أنطق بهذه الكلمات، فألوم نفسى وأدينها. فإن كان المسيح يرفض أن يحسب من له شئ ولا يترك كل ماله تلميذاً له، فماذا نحن فاعلون؟ كيف يمكننا قراءة ذلك وتفسيره للشعب، نحن الذين ليس فقط نحتفظ بما لنا، بل ونشتهى نوال ما لم يكن لدينا قبل أن نأتى إلى المسيح؟ فإذا كان ضميرنا يتهمنا، هل فى استطاعتنا أن ننافقه فيما كتب؟ إنى لا أريد أن أضاعف من إحساسى بالذنب ([758])].

كان أوريجينوس يقوم بتدريب من سيصيرون قادة فى الكنيسة. لم يكن هو نفسه قد سيم كاهناً بعد. ومع اشتياقه لنوال هذه النعمة، كان يحسب أعماله التعليمية أموراً مقدسة، ونظر إليها على أنها تحمل صورة كهنوت هرون. لنتذكر أن القديس يوحنا فى رؤياه للاثنى عشر سبطاً المحصيين حول الحمل يمثلون الشعب المسيحى، مميزاً العذارى على جانب منهم كأبكار (أول ثمار) المؤمنين بالمسيح. إنهم الصفوة المفكرة، والمجموعة الصغيرة للتلاميذ الحقيقيين الذين بدراستهم للكتاب المقدس والتأمل فيه بيقظة ومثابرة يحفظون نقاوة الجسد والفكر الذى يتميز بها الكاملون. هؤلاء يمكن دعوتهم لاويين أو كهنة إسرائيلين إذ هم يمارسون الكهنوت الداخلى ([759]).

[هل تعلم أن الكهنوت قد أعطى لكم، أعنى لكنيسة الله كلهم ولشعب المؤمنين؟! استمعوا إلى بطرس وهو يقول للمؤمنين: "وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكى، أمة مقدسة، شعب اقتناء" (1بط2: 9). إذن لكم الكهنوت، إذ أنتم جنس كهنوتى، يلزمكم تقديم ذبيحة التسبيح (عب13: 15)، ذبيحة الصلوات، ذبيحة الرحمة، ذبيحة الطهارة، ذبيحة القداسة ([760])].

[يخصص أغلبنا معظم وقته لأمور هذه الحياة، مكرسين لله أوقاتاً وأعمالاً قليلة جداً. بهذا نشبه أعضاء الأسباط الذين لم يكن لهم مع الكهنة أكثر من معاملات قليلة، يمارسون واجباتهم الدينية فى أقل وقت ممكن. اما الذين يكرسون أنفسهم للكلمة الإلهية، وليس لهم ما يشغلهم سوى خدمة الله، فليس بالأمر غير الطبيعى أن نسمح بدعوتهم لاويينا وكهنتنا بسبب الفارق فى العمل بين الحالتين. أما الذين يمارسون مهاماً أكثر تمييزاً عن إخوانهم، فربما نحسبهم كرؤساء كهنة على رتبة هرون ([761])].

[بالمعنى الأخلاقى، يمكننا النظر إلى رئيس الكهنة على أنه فهم التقوى والدين الذى يُمارس فى داخلنا بالصلوات والابتهالات التى نجعلها تنهمر أمام الله، كنوع من الكهنوت. فإن حدث منه تجاوز فى أمر ما، يقود هذا على الفور إلى "خطأ كل الشعب" ضد الأعمال الصالحة فى داخلنا. فنحن لا نصنع أى عمل صالح عندما يتحول الفهم – مرشدنا إلى الأعمال الصالحة – إلى الخطأ. لهذا فإن تصحيح هذا الوضع لا يمكن أن يتحقق بتقديم أية تقدمة أقل من "العجل المُسمن" ذاته. على نفس النمط لا يصيرإصلاح الجماعة، أى تصحيح جميع الفضائل التى فى داخلنا بأى شئ آخر غير تسليم المسيح للموت ([762])].

[لتحرص على أن تكون هناك "نار على مذبحك" على الدوام. إن كنت ترغب فى أن تصير كاهناً للرب، كما هو مكتوب: "أما أنتم فتدعون كهنة الرب" (إش61: 6)، وكما قيل أيضاً إنكم "جنس مختار وكهنوت ملوكى، أمة مقدسة، شعب اقتناء" (1بط2: 9)، إن أردت ممارسة كهنوت نفسك، لا تدع النار تغادر مذبحك. هذا أيضاً ما عمله الرب لرسله: "لتكن أحقاؤكم ممنطقة، وسُرجكم موقدة" (لو12: 5). لتحرص إذاً على إبقاء نار الإيمان وسراج المعرفة موقدة على الدوام ([763])].

[كما سبق أن قلنا مراراً، يمكنك ممارسة العمل كرئيس كهنة أمام الرب فى داخل هيكل روحك إذا أعددت ثيابك بغيرة ويقظة، وإن غسلتك كلمة الناموس وطهرتك، إن أبقيت مسحة معموديتك ونعمتها بغير شائبة، إن اكتسيت بثوبى الحرف والروح، إن تمنطقت مرتين بحيث تكون طاهراً فى الجسد والروح، إن زينت ذاتك "بجبة" الأعمال وصدرة الحكمة، إن توجت رأسك بعمامة أو صحيفة ذهبية (لا8: 9) لملء معرفة الله، هذا مع علمك أنك قد تكون خافياً وغير معروف من الناس، فانت "هيكل الله وروح الله يسكن فيك" (انظر 2كو16ك6؛ 1كو3: 16) ([764])].

[ألا تعرفون أنه قد أعطى الكهنوت لكم وللكنيسة كلها ولجمهور المؤمنين؟!. لهذا يجب عليكم تقديم ذبيحة التسبيح لله (عب13: 15)، ذبيحة صلاة، ذبيحة قداسة. لكن لكى تُقدم هذه الأمور باستحقاق يلزم أن يكون لك ملابس نظيفة تختلف عن ملابس عامة الناس، ويكون لك بالضرورة نار إلهية ليست غريبة عن الله، بل تلك التى يهبها الله لشعبه، والتى يقول عنها ابن الله: "جئت لألقى ناراً على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو12: 49). فإننا أن لم نستخدم هذه النار بل نستخدم ناراً أخرى، تلك التى تحول نفسها إلى "شبه ملاك نور" (2كو11: 5)، فسنعانى بلا شك مما عانى منه ناداب وأبيهود ([765])].


[758] [] In Gen. hom. 5: 16.

[759] [] R. Cadiou: Origen Herder Book Co. , 1944, p. 310.

[760] [] Homilies on Leviticus 1: 9; Thomas Halton, p. 146.

[761] [] In Joan. 3: 1 PG 25: 14; R. Cadiou: Origen Herder Book Co. , 1944, p. 310.

[762] [] In Lev. Hom. 3: 2 (cf. G. W. Barkley – Frs. Of the Church).

[763] [] Homilies on Leviticus 6: 4 (See Frs. Of the Church).

[764] [] Homilies on Leviticus 5: 6 (See Frs. Of the Church).

[765] [] Homilies on Leviticus 1: 9 (See Frs. Of the Church).

ما هو منهج العلاقة بين رجال الإكليروس والشعب؟

لماذا يلتزم الكاهن بحياة الصلاة الدائمة؟