لماذا دُعي يسوع الصديق العجيب؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, عقيدة, لاهوت السيد المسيح
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا دُعي يسوع الصديق العجيب؟

جاء حديثه الوداعي يكشف عن غاية تجسده والخلاص الذى يقدمه للبشرية، أن يقدم نفسه صديقاً قديراً وفريداً فى حبه. كشف عن ذلك صراحة، بقوله: "هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم، ليس لأحدٍ حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه. أنتم أحبائى إن فعلتم ما أوصيكم به. لا أعود أسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكنى قد سميتكم أحباء، لأنى أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" (يو15: 12 - 15). يهب أصدقاءه وزنات متباينة ومواهب مختلفة، ويهتم أن ينميها فيهم بروحه القدوس، فلا يشكلهم فى قالبٍ واحدٍ، إنما لكل منهم شخصيته وقدراته ودوره، وفى هذا كله يتجاوب مع كل أحدٍ كصديقٍ شخصي يقدِّر إمكانيته.

للتعرف على سمو صداقته نقدم أمثلة قليلة، لنرى كيف يقيم من مؤمنيه أصدقاء له:

أ - القديسة مريم: استجاب لطلبتها في عرس قانا الجليل، وحوّل الماء خمراً، وعلى الصليب فى وسط آلامه عن البشرية كلها، خصها باهتمام شخصي، فسلمها للقديس يوحنا الحبيب (يو19: 26).

ب - القديس يوحنا الحبيب: تركه يتكىء على صدره فى تأسيسه سّر الإفخارستيا، وقدم له أعظم هدية، إذ جعل من أمه أماً له.

ج - عند لقائه مع مريم ومرثا بعد موت أخيهما لعازر بأربعة أيام، لم يحتمل دموعهما، فقيل عنه "بكي يسوع" (يو11: 35)، مع أنه جاء ليقيمه من الأموات. إنه لا يحتمل دموع أحبائه.

د - عندما سلمه تلميذه بخيانة بشعة عاتبه بحنو: "أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟" (لو22: 48) بهذا أعطاه فرصة ليرجع عما في قلبه.

ه - غالباً ما كان ينادي الإنسان باسمه كعلامة عن الرغبة فى صداقته له، كقوله: "يا زكا، أسرع وانزل" (لو19: 5) "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ (يو21: 15)،" شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟ "(أع9: 4)." يا مريم، لا تلمسيني "(يو20: 17).

و - علامة الصداقة التى قدمها لكل البشرية هى أنه ونحن أعداء صولحنا بموته (رو5: 10)، مات عن البشرية كلها لكى يقيم إن أمكن الكل أصدقاء على مستوى أبدي.

يقول الأب مكسيموس أسقف تورين: [من يعرف أن المسيح فى صحبته، يخجل من أن يصنع شراً. على أى الأحوال المسيح هو معيننا فى الأمور الصالحة، وفى مواجهة الأمور الشريرة يكون مدافعاً عنا[448].] ويقول القديس أغسطينوس: [ليتنا أيها الأحباء لكى ما نصير أحباء الرب نعلم ما يعمله سيدنا. فإنه هو الذى جعلنا ليس فقط بشراً بل وأبراراً، ليس نحن الذين جعلنا أنفسنا هكذا[449].].

محب الخطاة والعشارين: فى لقاءاته الجماعية كما الفردية ما يشتهيه هو رد الخطاة إلى الحياة المقدسة. فى تجسده وأعماله الخلاصية، يبسط يديه ليسكب رحمته على كل بشرٍ. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم وكثير من الآباء أن أعظم معجزة يصنعها ربنا يسوع أن يقيم من الخطاة قديسين، ومن البشر شبه ملائكة، ومن الأرض سماءً بهذا يفرح السمائيون. يقول القدِّيس أمبروسيوس: [لنعرف أن تجديدنا يبهج جمهور الملائكة، فنطلب شفاعتهم وعونهم ولا نغضبهم. لتكن مُفرحاً للملائكة، إذ يبتهجون برجوعك[450].].

وهبنا اللقاء والحوار معه: يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [ "حلّ بيننا" حتى نتمكن أن ندنو منه ونخاطبه، ونتصرف معه بمجاهرة كثيرة.].


[448] Maximius of Turin: Sermons, 1: 73.

[449] St. Augustine: On the Gospel of St. John, tractate, 2: 85.

[450] In Luc 1: 15 - 7.

لماذا دُعي يسوع المعلم الصالح؟

لماذا دُعي يسوع رأس الجسد؟