لماذا لم يستبعد الله الشيطان؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, الشيطان وحربه للإنسان, معوقات الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا لم يستبعد الله الشيطان؟

الله محبة، وفى حبه لم يبخل على آدم فى شيءٍ، بل قدم له كل ما أمكن لسعادته، حتى يحيا فى ملء السلام، مغموراً بالحب الإلهى من كل جانب. لكن يتساءل الكثيرون: لماذا سمح الله للشيطان، العدو المخادع، أن يجرب حواء وآدم ويمتحنهما؟! ولماذا لا يزال يسمح للشيطان المُجرب، والعالم بمغرياته وآلامه، وللجسد بشهواته ورغباته، أن تحارب النفس البشرية؟

يمكننا القول إن السماح للشيطان أن يجرب حواء وآدم، هو لمسة من لمسات حب الله لهما. فبوجود هذه الحرب يعلن الله سلطان الإنسان وتقديره له، إذ وهبه حرية الإرادة. لو أن الله قدم لنا كل حبٍ، ووهبنا ما نحتاج إليه، وتركنا ننعم فى الفردوس بغير مُجربٍ، لكنا أشبه بقطع الشطرنج التى يحركها اللاعب. وعندئذ تصير الحياة بلا طعم، والفردوس بلا جمال، لعجزنا عن تقديم حب متبادل مع الله بإرادة حرة.

يقول العلامة ترتليان: [قدم الله فرصة للصراع، إذ كان يمكن للإنسان أن يحطم عدوه (الشيطان) بنفس الحرية التى بها استسلم له... وهكذا أيضاً يصير الإنسان مستحقاً لنوال خلاصه بالنصرة (بنعمة الرب)، ويصير فى نفس الوقت للشيطان عقوبة أشد، بالرغم من نوال الإنسان نصرة بذاك الذى سبق فأضره (أى بغلبته على الشيطان). وفى نفس الوقت يُظهر صلاح الله بصورة أعظم، حيث ينتقل الإنسان بعد حياته الحالية إلى فردوسٍ مجيدٍ، مع حقه فى جنى ثمرة شجرة الحياة.].

هل يقدر الشيطان أن يؤذيك؟!