ماذا تقدم لنا العناية الإلهية؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, اللاهوت العقيدي, صفات الله, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

ماذا تقدم لنا العناية الإلهية؟

أولاً: يرى آباء الإسكندرية أن أعظم ما تقدمه لنا العناية الإلهية تمتعنا بالله الذى يسكن فينا. يقول القديس مقاريوس الكبير: [كعروسٍ ثريةٍ مخطوبة لعريس تنال العديد من الهدايا والهبات قبل الزواج من حلىّ وملابس ثمينة وأوانٍ غالية الثمن، لكنها لا تشبع وتهنأ حتى زمان العُرس حيث تصير واحداً مع العريسٍ. هكذا أيضاً النفس، حين تُخطب كعروسٍ للعريس السماوى تنال دوماً من الروح القدس مواهب الشفاء أو المعرفة أو الاستعلان، لكنها لا تشبع حتى يتم لها الاتحاد الكامل، أعنى الحب الذى لا يتغير ولا يخيب ولا يسقط، الذى يحرر المشتاقين إليه دون شهوة أو قلق. أو مثل طفلٍ مُزينٍ بالآلئ والملابس الثمينة، حين يجوع لا يفكر فيما يرتديه، بل يتجاهل هذا كله ويهتم فقط بصدر أمه وكيف ينال منه اللبن طعاماً له؛ لهذا أتوسل إليكم أن تعرفوا أن نفس الشئ بالنسبة لمواهب الله الروحية، هذا الذى له المجد إلى أبد الأبد آمين[251].].

ثانياً: يعلن الله عن عنايته الإلهية فى غاية عمقها خلال أبوته للبشر. فيطلب قلوب أولاده ويرفعها إلى أمجاده، ليتمتعوا بحبه الأبدى. وقد شرح آباء الإسكندرية هذا الفكر الكتابى فى النقاط التالية:

أ. يعلن القديس إكليمنضس السكندرى أننا بالطبيعة غرباء تماماً، ومع هذا يحبنا ويهتم بنا كأبٍ نحو أولاده، فيقول: [رحمة الله غنية من نحونا، نحن الطين لا نمت بصلةٍ ما به. لست أتكلم من جهة جوهرنا أو طبيعتنا أو حتى الخواص المتعلقة بالجوهر، وإنما أتحدث فقط من جهة أننا عمل إرادته. فمن يقبل معرفة الحق عن طواعية، خلال التأديب والتعليم، يدعوه الله إلى التبنى، الذى هو أعظم الكل[252].] ويقول البابا أثناسيوس الرسولى أيضاً: [لم يخلقهم فقط ليصيروا بشراً، بل دعاهم ليكونوا أولاداً... الله ليس أبانا بالطبيعة وإنما باللوغوس (الكلمة) الذى فينا، فيه وبه نصرخ: "أبا الآب" (غل4: 6)... ويدعو الآب أولئك الذين يرى فيهم ابنه أبناء له[253].].

ب. أرسل الآب ابنه وحيد الجنس ليدعو المؤمنين أن يثبتوا فيه بالروح القدس، ومن ثم ينالون التبنى للأب. هذه العطية سبق فأنبأ بها إشعياء، قائلاً: "يسمي عبيده اسماً آخر" (إش65: 15). ما هو الاسم الآخر إلا "أبناء الله"؟ يقول القديس إكليمنضس السكندرى: [بحق يُدعى أولئك الذين يعرفونه أباً (لهم)، البسطاء الأطفال بلا عيب... أبو الكون يُبدىّ حنواً وعاطفة نحو الذين يهربون إليه، ويلدهم ثانيةّ بالروح القدس للتبنيّ، يعرفهم ويحنو عليهم، ويحبهم وحدهم (أى حباً خاصاً بهم)، يساعدهم ويدافع عنهم، ولهذا يهبهم أسم "أبناء" [254].] [الغنوصى (صاحب المعرفة الروحية)، بسبب حبه لله الواحد الحقيقى، هو حقاً إنسان كامل وصديق الله، نال رتبة "ابن" [255].] ويقول البابا أثناسيوس الرسولى: [نحن أبناء وآلهة بسبب اللوغوس الذى فينا، فإننا نصير فى الابن وفى الآب، ونُحسب واحداً فى الابن وفى الآبن لأن الروح (القدس) فينا، الروح الذى فى الكلمة وفى الآب[256].].


[251] Hom 7: 45.

[252] Stromata 2L 16.

[253] Against Arians 59: 2.

[254] Paedagogus 1;5.

[255] Strom 11: 7.

[256] Against Arians 2;25,24.

هل عناية الله عامة لكل البشر أم تخص كل شخصٍ؟

لماذا يؤكد الله دور الإنسان مع اعتماده على العناية الإلهية؟