لماذا توجد أشياء ملكية عامة وأخرى خاصة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية - اللاهوت الرعوي, قضايا مسيحية عامة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

لماذا توجد أشياء ملكية عامة وأخرى خاصة؟

يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [ماذا يعنى الرسول عندما يقول: "بل على الله الحى الذى يمنحنا كل شئ بغنى للتمتع" (1تى6: 17)؟ يعطينا الله بفيض كل الأشياء الضرورية أكثر من المال مثل الهواء والماء وأشعة الشمس والأشياء التى من هذا النوع. ومع ذلك لا يمكن القول إن الغنى لديه أشعة شمس أكثر من الفقير، ولا يمكن القول إن الغنى يتنفس هواء أكثر من الفقير. كل هذه الأشياء مُتاحة للكل بطريقة مشتركة بالتساوى. لماذا خلق الله الأشياء الأعظم والأهم، تلك التى تمدنا بالحياة، مشتركة للجميع، بينما الأشياء الأقل والدنيئة جداً أى المال ليس مشاعاً للناس. هذا هو ما أود أن أسأله. لكى يصون حياتنا ويفتح أمامنا طريق الفضيلة، ومن ناحية أخرى لو لم تكن ضروريات الحياة مشتركة، لاستولى عليها الأغنياء بطمعهم المعتاد، وحرموا منها الفقراء. لأنهم إن كانوا قد فعلوا هذا مع الأموال، فكم بالأحرى كانوا يفعلون ذات الأمر مع هذه الأشياء. ومن ناحية أخرى لو كان المال مشاعاً ومتاحاً للجميع، لما كانت توجد فرصة لتقديم الصدقات، ولما وُجد حافز لعمل الخير[346]]. كما يقول [أخبرنى من أين جاءت ثروتك؟ ممن؟ من جدى، ومن والدى. هل يمكنك أن تصعد إلى عدة أجيال وتثبت لى أن ثروتك شرعية؟ كلا! لا تستطيع ذلك. إذ يجب أن تبلغ إلى المصدر، وأن يكون غير ملوثٍ بالظلم. وكيف؟ لأن الله هو مصدر الأصل، وهو لم يخلق غنياً وفقيراً، ولم يعطِ أحداً كتلة من ذهب فى غفلة من الآخر، بل سلّم الجميع نفس الأرض. وإن كانت الأرض مشاعة، فكيف يمتلك الواحد الكثير من المساحات والآخر لم يحصل حتى على قطعة واحدة، تجيب أبى قد نقلها إلىّ. وممن هو استلمها؟ من أسلافه. غير أنه يجب الرجوع حتى تعرف البداية. يعقوب أصبح غنياً، لكن بالحصول على مكافأة المشاق التى تحملها. ومع ذلك لا أريد البحث فى هذه المصاعب، إن كانت الثروة نقية من كل سلبٍ أو غير مشروعة، فأنت غير مسئول عما ورثته من مكاسب غير مشروعة عن والدك... فإن كان صاحبها لم يحصل عليها ظلماً، وأعطى جزءً منه اللمحتاجين، لكنه إن رفض ذلك تكون الثروة رديئة ومملوءة بالفخاخ. لكن طالما لا تُسبب شراً فهى ليست رديئة حتى ولو لم تكن سبباً للخير. فليكن! أليس الشر هو الانفراد بأخذ ما يخص الله، والاستمتاع الفردى الأنانى بما يخص الجميع؟ أليست الأرض ملكاً لله؟ ثرواتنا تخص ربّ العالم فهى تخص البشر الذين يخدمون مثلنا، فإن كل ما يخص السيد هو لاستعمال الجميع[347]].


[346] To the People of Autioch, homily 6: 2. P6 43: 49.

[347] Homilies on. I Tim. , homily 12. PG 562: 62. 564.

هل الملكية الخاصة ليست مطلقة!

هل تهاجم الكنيسة حق الإنسان فى الملكية خاصة؟