كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الأصحاح الأول من سفر التكوين, الكتاب المقدس, بدء الخليقة - بحسب سفر التكوين, دراسات في العهد القديم |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
ما هي صورة الرب التي وُهبت لآدم؟
يقول القديس باسيليوس الكبير: [انتبهوا لأنفسكم، ليس لما هو لكم ولا لما يحيط بكم، وإنما لأنفسكم بالذات، لأنه يوجد فارق بين هذه الأمور. فالنفس هي ذاتنا، هي نحن وهي صورة الله فينا. وما لنا فهو جسدنا وحواسنا المتعلقة بالنفس، وأما ما يحيطنا فهو الغنى ومختلف طيِّبات الحياة[169].] ويقول القديس إكليمنضس السكندري: [بالحقيقة الإنسان عزيز في عينيّ الله، لأنه صنعة يديه؛ فقد أوجد الله الأعمال الأخرى في الخلق بكلمة أمر (أمرَ فكانت)، أما الإنسان فخلقه بنفسه، بيديه، ونفخ فيه من عنده. ما قد شكَّله الله وأوجده على مثاله، خلقه بنفسه لاشتياقه إليه[170].] يقول الرسول بولس: "تلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق" (أف4: 24).
يعاني الإنسان من الفراغٍ مادام يحمل هذه الصورة التي لا تعرف الاستكانة، بل تتحرك دوماً في تقدمٍ لا ينقطع، لكي تنال من فيض الأصل، فتزداد الصورة بهاءً وجمالاً. يؤكد الكتاب: "هذا كتاب مواليد آدم، يوم خلق الله الإنسان، على شبه الله عمله، ذكراً وأنثى خلقه وباركه" (تك5: 1 - 2). ربما يشير هنا إلى نوع من التبني، وقد أوضح لوقا البشير ذلك في عرضه لنسب السيد المسيح، قائلاً: "ابن آدم، ابن الله" (لو3: 38).
ويقول العلامة أوريجينوس: [لاحظ كيف يوجد في خلق الإنسان أمر سامي جداً لا نجده في خلق آخر، فخلق الله الإنسان على صورته ومثاله، الأمر الذي لا نجده في خلق السماء أو الأرض أو الشمس أو القمر.] وأيضاً [الذي صُنع على صورة الله هو إنساننا الداخلي غير المنظور، غير الجسدي، غير المائت ولا الفاني. بهذه السمات الحقيقية تتصف صورة الله وبها تُعرف[171].].
ويقول القديس اسحق السرياني: [الإنسان الذي يتأهل لرؤية نفسه أعظم ممن يُظن أنه أهل لرؤية الملائكة... ومن يُحسب أهلاً لرؤية خطيته، أعظم ممن يقيم الأموات بصلواته[172].].
كثيراً ما يستخدم القديس مار يعقوب السروجي تعبير "إن آدم صورة الله النبيلة"، ليعبر بها عن الطبيعة البشرية قبل السقوط. يقول[173] إن الله أعطى النفس جمالاً لتكون أسمى من المخلوقات. وهبها الحرية والعقل والحكمة والفكر والحواس المملوءة تمييزاً. فمن كلماته:
[لقد صوَّر جميع الكائنات في أشكالها، ولم يرسم له صورة إلاَّ على آدم. الأرض واسعة، والسماء عالية، والشمس بهية، والقمر جميل، ومسيرة العساكر مجيدة. عندما صنع كل هذا الجمال، لم يُسمع أن الرب صنع شيئاً على صورته، ما عدا آدم، صورة (الابن) الوحيد، ولأجله سُميَ صورة الله[174].].
[ترك الله رؤساء الملائكة ليرسم صورته وشبهه في النفس البشرية. لقد زينها بجمالٍ فاقت به جميع المخلوقات[175].] [صورته جعلتهم يقتنون الدالة، لكي يتضرعوا إليه بلا خجل بواسطة (صورته) الخاصة[176].] [يا ابن الله أنظر إلى النفس، فتمتلئ من جمالك. لا تبتعد يارب، لأنك إن ابتعدت عنها هلكت[177].].
[لا الفردوس ولا لثماره الروحية صار صورة للكائن العظيم يوم خلقه.
لم يصور صورته على مركبة السمائيين، ولا على الأجنحة، ولا على العجلات الناطقة.
شبهه ليس مصوراً على الكاروبيم ولا على السيرافيم ولا في الجموع ولا في صفوف اللهيب.
لم يشأ أن يُصَور على لهيب آل جبرائيل، ولا على روح آل ميخائيل المملوء عجباً.
ترك في الأعالي كل الأركان العالية، وجعل له نفس الإنسان شبهاً وصوّر عليها صورته[178].].
[169] Hom. 3, in illud, PG 203: 31 a.
[170] Paidagogos 3: 1; 8: 1: 63.
[171] In Gen. hom 13: 1.
[172] Ascetical Homilies, 64.
[173] الميمر 30 (راجع ترجمة الدكتور بهنام سوني).
[174] راجع المرجع السابق، ص 96.
[175] راجع المرجع السابق، ص 96 - 97.
[176] راجع المرجع السابق، ص 108.
[177] راجع المرجع السابق، ص 75.
[178] الميمر 30 (راجع نص الدكتور بهنام سوني).