هل حرية الإرادة عطية أم التزام؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحرية, الحياة الروحية المسيحية - اللاهوت الروحي, مفاهيم في الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ6 – المفاهيم المسيحية والحياة اليومية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل حرية الإرادة عطية أم التزام؟

حرية الإرادة عطية إلهية ثمينة، وفى نفس الوقت التزام أن نحرص على حرية إرادة الخاضعين لنا، سواء كانوا أعضاء فى الأسرة أو مرؤوسين لنا فى العمل أو خدم. نرد عطية الله لنا فى من نلتقى بهم. يرى القديس أغسطينوس أنه حتى فى ظل وجود نظام العبيد، يليق بالمؤمن ألا ينخدع بما له من حق إصدار الأوامرلمن هم تحته، خاضعين له. إنما فى نوع من الأبوة أو الأمومة يشعر أنه مسئول عن الخاضعين له من كل الجوانب الروحية والمادية والنفسية. وكأن وجود العبد ليس فرصة للراحة على حساب الغير، إنما يتحمل السيد مسؤولية هذا العبد كأخ له، بل يكون السيد خادماً لعبده.

يقول القديس أغسطينوس: [حتى أولئك الذين يصدرون الأوامر هم خدام لمن يأمرونهم، إذ هم لا يأمرون بدافع شهوة السلطة، بل يلزم الاهتمام بمصالح الآخرين، ليس فى كبرياء، بل بمحبة الاعتناء بالغير[319]]. كما يقول: [يليق بالإنسان أن يبدأ أن يبدأ ببيته، فهذا الجزء الصغير يُكون المجتمع المدنى، وكل بداية موجهة إلى نهاية من نوعها. وكل جزء يساهم فى كمال الكل الذى يكون جزءاً منه. بمعنى آخر فإن السلام العائلى يساهم فى سلام المدينة. بمعنى أن الانسجام اللائق بين الذين يعيشون معاً فى منزل فيما يتعلق بإعطاء الأوامر وطاعتها يساهم فى الانسجام اللائق فيما يتعلق بالسلطة والطاعة من المواطنين[320]].

ويقول أيضاً: [يقول القديس بولس عن فليمون: "الذى كنت أشاء أن أمسكه عندى لكى يخدمنى عوضاً عنك فى قيود الإنجيل، ولكن بدون رأيك لم أشاء أن أفعل شيئاً أن أفعل شيئاًن لكى لا يكون خيرك على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار". وجاء فى سفر التثنية "انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، الموت والشر... فاختر الحياة لكى تحيا أنت ونسلك" (تث30: 15، 19). وأيضاً فى سفر ابن سيراخ: "هو صنع الإنسان فى البدء وتركه فى يد اختياره... فإن شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته. وعرض لك النار والماء فتمد يدك إلى ماشئت" (سى15: 14، 17). هكذا أيضاً نقرأ فى سفر إشعياء "إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف، لأن فم الرب تكلم" (إش1: 19 - 20)... فإن لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكن لا نستطيع أن نكمل الغاية ما لم ننل المعونة الإلهية[321]].


[319] City of God, 14: 19.

[320] City of God, 16: 19.

[321] Augustine: Man's Perfection in Righteousness 19.

ما مفهوم "ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى، بل لله الذى يرحم"؟

ما هو دور حرية الإرادة فى حياة الإنسان؟