هل نعتز بالكنيسة لأنها ممتدة من القدم أم لأنها جديدة؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
مقدم الإجابة الشماس بيشوي بشرى فايز
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ3 – الكنيسة ملكوت الله على الأرض – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

هل نعتز بالكنيسة لأنها ممتدة من القدم أم لأنها جديدة؟

يقول العلامة أوريجينوس: [لا تظن أن هذه الكلمات قد وُجهت فقط إلى "إسرائيل" التى هى "حسب الجسد" (كو10: 18)، بل هى موجهة بالأكثر إليكم، يا من صرتم "إسرائيل" روحياً، بالحياة فى المسيح. يا من أختنتم، لا فى لحمكم، بل فى قلوبكم ([214])].

ورثت كنيسة العهد الجديد كل ما كانت تتمتع به كنيسة العهد القديم، لا حرفياً، بل روحياً. ففى وصف الرسول بولس لكنيسة العهد القديم بأن "لهم التبنى والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد" (رو9: 4)، يؤكد بولس أن هذه المزايا قد آلت إلى كنيسة العهد الجديد، من أجل إيمانها بالمسيح، فيقول: "لهم هذه الوعود.... ([215])".

الكنيسة جديدة فى حياتها فى المسيح، إذ تقبل عمل الروح القدس الذى يُحدد أفكارنا وحياتنا بغير توقف. كما انها بالغة القدم، إذ هى كائنة فى عقل الله الذى خطط لخلاصنا، قبل تأسيس العالم. يقول العلامة أوريجينوس: [ما كنت لأدعك تفترض أن "عروس المسيح" (رؤ21: 2)، أى الكنيسة، قد بدأ ذكرها فقط بعد مجئ المخلص بالجسد، بل هى منذ بداية الجنس البشرى، منذ تأسيس العالم. ويمكننى متابعة بولس وهو يتقصّى أصل هذا السرّ، حتى إلى أبعد من ذلك، أى إلى ما قبل تأسيس العالم لنكون قديسين "(أف1: 4 - 5). يقول الرسول أيضاً، إن الكنيسة قد بُنيت على أساس، ليس من الرسل فحسب، بل أيضاً من الأنبياء (أف2: 20). والآن، فآدم يعتبر بين الأنبياء، إذ تنبأ عن ذلك السرّ العظيم، فيما يتعلق بالمسيح والكنيسة، بقوله" لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكونان جسداً واحداً (تك2: 24). اما بالنسبة للرسول، فواضح أنه يتكلم فيما يختص بالمسيح والكنيسة بقوله، "هذا السر عظيم، لكننى أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف5: 32). كما يقول أيضاً: "كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة، وأسلم نفسه من أجلها، لكى يُقدسها، مطهراً إياها بغسل الماء" (أف5: 25 - 26). فى هذا يُظهر أنه لا يرفض الرأى القائل بوجوده من قبل. إذ كيف أحبها ما لم تكن موجودة؟ فالكنيسة بدون شك موجودة فى جميع القديسين الذين كانوا منذ بدء الزمن. هكذا بمحبته للكنيسة أتى إليها. "وإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم، اشترك هو أيضاً كذلك فيهما" (عب2: 14)، وبذل نفسه عنهم. كان هؤلاء القديسين هم الكنيسة التى أحبها، ليزيدها عدداً، ويعضدها بالفضائل وينتقل بها من الأرض إلى السماء ([216])].

أوريجينوس هو أول من أعلن أن الكنيسة هى مدينة الله هنا على الأرض ([217])، تحيا إلى حين، جنباً إلى جنب مع الدولة المدنية ([218]).


[214] [] In Exod. Hom 12: 7.

[215] [] Fr. T. Y. Malaty: The Church 1991, p. 7 - 8.

[216] [] Comm. On Cant. 2 [Bettenson; Early Christian Fathers, 1956, p. 338 - 9].

[217] [] In Jer. Hom. 9. 2; In Jos. Hom. 8. 7.

[218] [] Quasten, Patrology, vol 2, p, 82.

كيف تمارس الكنيسةأمومتها مع الالتزام بالخط الروحى الاجتماعى؟

هل من نصرات مستمرة لا تنقطع؟